الى

العتبة العباسية: نستخلص من مواقف أمّ البنين أكبر دروس الثبات على المبدأ والدفاع عن الفكرة

أكدت العتبة العباسية المقدسة حرصها على إحياء مناسبات أهل البيت(عليهم السلام)، وأخذ دروس الثبات على المبدأ.
جاء ذلك في كلمة الأمانة العامة للعتبة المقدسة، التي ألقاها السيد مؤيد الشميساوي في ختام فعّاليات مسابقة الجود السنوية للقصيدة العمودية.
وفي أدناه نصّ الكلمة:
إن إحياء المناسبة التي نحن بصدد إحيائها اليوم، يمثل أهميةً كبيرة في فكر أتباع أهل البيت(عليهم السلام) ومنهجهم القويم.
وإننا إذ نحرص على إحيائها لا نحيي ذكرى امرأة عاشت حقبةً زمنية في تاريخنا الإسلامي فحسب، إنّما نقوم بهذا الصنيع كلّ عامٍ لنحيي ذكرى وفاء السيدة الطاهرة أم البنين(عليها السلام)، وانقطاعها وإخلاصها لخطّ النبوة وامتداده الطبيعي -خطّ إمامة المسلمين الحق-، المتمثّل في هدي الإمام علي(عليه السلام) وأولاده الطاهرين(عليهم السلام)، وتضحيتها العظيمة بسخاء وطيب نفس بأربعةٍ من أبنائها الذين عزّ نظيرُهم، ولا سيّما بكرها قمر العشيرة (عليهم السلام جميعاً).

relatedinner
وينبغي لنا أن نستخلص من موقفها (عليها السلام) أكبر دروس الثبات على المبدأ والدفاع عن الفكرة، والإعراض عن مغريات الدنيا، غير مباليةٍ بسلامة أولادها إزاء فداهم سيّدهم وإمامهم الحسين(عليه السلام)، وإعلاء كلمة الله في الأرض وفوزهم بسعادة الدارين، فلا بُدّ أن يكون هذا الوفاء جذوةً لنا ومناراً لأجيالنا القادمة نستهدي به ونستنير بضوئه.
ومن هذا المنطلق دأبت العتبة العباسية المقدسة على أن يكون لها إسهام فاعل في أحياء مثل هذه المناسبات، مستلهمةً منهجها هذا من رؤية سماحة المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة (دام عزّه) في إحياء هذه المناسبة ونظائرها، لما في ذلك من ترسيخٍ للولاء وتوثيق الروابط بين أتباع أهل البيت ونبيّهم الأكرم وآل بيته(عليهم السلام)، رجاء أن يكون لهذه الفعاليات أثرها في النفوس.
أيها الإخوة الأعزاء.. لا يخفى عليكم ما للشعر من أهميةٍ وأثرٍ كبير على مدى التاريخ، في تعزيز العقيدة الحقة في النفوس، وحثّها على التحلّي بالقيم الخيرة والإنسانية، ونشر الفضيلة والثبات على الحق ونصرة أهله، ولقد صدق رسول الله(صلّى الله عليه وآله)، إذ روي عنه قوله: (إن من البيان لسحرا، وإن من الشعر لحكمة)، ولنا في ذلك شواهد كثيرة جداً يضيق بسردها المقام.
فهنيئاً للأخوة الشعراء المشاركين في هذا المحفل المبارك، وللأخوة القائمين عليه، ولكلّ من أسهم فيه، الذين عوّدونا أن يكونوا سبّاقين إلى إقامة مثل هذه الفعّاليات والنشاطات المثمرة، فهم موضع غبطة الجميع ومثلٌ يُحتذى به.
وفي الختام نقدّم وافر شكرنا وعرفاننا إلى سماحة المتولي الشرعي لرعايته الكريمة لهذه المسابقة، وللأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة وكلّ الشعراء المشاركين، متمنّين للجميع دوام النجاح والتوفيق، وأن تسهم مشاركاتهم الشعرية في تعزيز الولاء والمحبّة، والاقتداء بالنبي الأكرم وأهل بيته (عليهم السلام).
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: