كل شيء من أجل الإمام الحسين
وفعلاً وصلوا الدار وسط فرحة أصحابها التي لم توصف، وكانت وسائل الراحة جاهزة من الطعام إلى الاغتسال ولوازم الفرش وغيره، وكانت الراحة التي حصلوا عليها سبباً في الخلود إلى النوم باكراً، كما إن ورائهم طريق طويل يبدأونه بعد أدائهم صلاة الفجر.
وفي الصباح وعند نهوضهم من النوم ولمعرفة الوقت اتجه بعضهم إلى هاتفه، وقد فوجيء بفقدانه، ومنهم مصطفى جليل الذي نادى أحد أصحابه يا احمد هل هاتفي عندك؟فأجابه كلا وإن هاتفي مفقود أيضاً!!! سمعهم آخر وآخر وردوا الجواب نفسه!!!
بدأوا يتسائلون وقالوا بينهم: (لا بد أن أمراً قد حصل وهو خير، فلا يمكن أن يقوم من يخدم زوار الإمام الحسين عليه السلام بعمل شرير)، وهكذا لم يهتموا للأمر طويلا فقد علموا بعده إن صلاة الصبح قد وجبت، وبعد أدائها وخلال تناول إفطارهم، قال لهم صاحب الدار (هذه هواتفكم وقد تمت تعبأتها برصيد (10$) لكل منها، ونرجو أن تعذرونا من التقصير...).
وغير بعيد عن ذلك صاحب أحد المواكب الذي وضع كمية كبيرة من الأوراق النقدية في سرير فارغ للأطفال الرُضع قد وضعه على مرتفع على طريق الزائرين المشاة، ليكون بمتناول يدهم!!!، وهو ينادي عليهم (اخذ يا زاير خرجيتك)وتعني بالعربية الفصحى (خذ مصرفك يا زائر)!!!.
وآخر ينادي بأعلى صوته على طريق المواكب في النجف الأشرف مثل ذلك ولكن يعطي النقود باليد... وفي نفس الطريق فتح بعض أهل الصناعات الحرفية محال مؤقتة منها من يصنع الخبز ويزعه ساخنا في طعامه وآخر يقوم بتصليح أحذية الزائرين وغيره يصلح عربات أطفالهم وغير ذلك من الأعمال وكلها مجاناً... يُذكر أن مصادر رسمية وشبه رسمية في محافظة كربلاء المقدسة كانت قد ذكرت العام الماضي تقديرات أجرتها القوى الأمنية في السيطرات الأمنية الرئيسية ومجاميع إحصائية من العاملين في العتبة الحسينية المقدسة قد انتشرت على مداخلها تؤكد أن اعداد الزائرين الذين دخلوا مدينة كربلاء المقدسة خلال زيارة أربعينية الإمام الحسين عليه السلام، من العراق ومن أكثر من (20) بلدٍ عربي وأجنبي كان بما لايقل عن (9.5) تسعة ونصف مليون زائر وارتفعت به تقديرات أخرى إلى 12 مليون زائر، ويتوقع زيادتهم هذا العام بحسب المؤشرات الإعلامية.