الى

بطاقات تعبئة النقال ونقود وخدمات متنوعة.. مجاناً في الطريق إلى كربلاء

كل شيء من أجل الإمام الحسين
كل شيء من أجل الإمام الحسين
مصطفى جليل شاب في ربيع العمر، ورفاقه هم مجموعة من الزائرين القادمين إلى كربلاء المقدسة من مدينة الكوت مركز محافظة واسط، شرقي العراق ( 280 كم عن كربلاء المقدسة)، قادهم حبهم لزيارة الإمام الحسين عليه السلام في ذكرى أربعينيته إلى الوصول إليه مشياً، وكان مع مجموعته يشكلون (8) أشخاص، هي جزء من عشرات الآلاف من المجاميع الصغيرة والكبيرة الزاحفة إلى كربلاء المقدسة في مشهد ليس له نظير في التأريخ وباقي البلدان. أتعب المشي مصطفى ورفاقه وقادتهم أقدامهم في ساعات إحدى الليالي إلى واحد من بيوت المؤمنين البسيطة في أطراف بلدة الشوملي التابعة لمحافظة بابل، بعد أن اصطحبهم صاحبه إليه، بعد الرجاء منهم أن يبيتوا الليلة عنده ليشرفوا (منزله كونهم زوار سيد الشهداء عليه السلام) وهي عادة من تقع دورهم على الطرق التي يسلكها زائروا الإمام الحسين عليه السلام كل عام في هذه الزيارة، حتى أن الذي لا يحظى بهذه الخدمة في يوم من أيام المشي التي تصل إلى عشرين يوماً لبعض المدن البعيدة، يُصاب بحزن شديد...

وفعلاً وصلوا الدار وسط فرحة أصحابها التي لم توصف، وكانت وسائل الراحة جاهزة من الطعام إلى الاغتسال ولوازم الفرش وغيره، وكانت الراحة التي حصلوا عليها سبباً في الخلود إلى النوم باكراً، كما إن ورائهم طريق طويل يبدأونه بعد أدائهم صلاة الفجر.

وفي الصباح وعند نهوضهم من النوم ولمعرفة الوقت اتجه بعضهم إلى هاتفه، وقد فوجيء بفقدانه، ومنهم مصطفى جليل الذي نادى أحد أصحابه يا احمد هل هاتفي عندك؟فأجابه كلا وإن هاتفي مفقود أيضاً!!! سمعهم آخر وآخر وردوا الجواب نفسه!!!

بدأوا يتسائلون وقالوا بينهم: (لا بد أن أمراً قد حصل وهو خير، فلا يمكن أن يقوم من يخدم زوار الإمام الحسين عليه السلام بعمل شرير)، وهكذا لم يهتموا للأمر طويلا فقد علموا بعده إن صلاة الصبح قد وجبت، وبعد أدائها وخلال تناول إفطارهم، قال لهم صاحب الدار (هذه هواتفكم وقد تمت تعبأتها برصيد (10$) لكل منها، ونرجو أن تعذرونا من التقصير...).

وغير بعيد عن ذلك صاحب أحد المواكب الذي وضع كمية كبيرة من الأوراق النقدية في سرير فارغ للأطفال الرُضع قد وضعه على مرتفع على طريق الزائرين المشاة، ليكون بمتناول يدهم!!!، وهو ينادي عليهم (اخذ يا زاير خرجيتك)وتعني بالعربية الفصحى (خذ مصرفك يا زائر)!!!.

وآخر ينادي بأعلى صوته على طريق المواكب في النجف الأشرف مثل ذلك ولكن يعطي النقود باليد... وفي نفس الطريق فتح بعض أهل الصناعات الحرفية محال مؤقتة منها من يصنع الخبز ويزعه ساخنا في طعامه وآخر يقوم بتصليح أحذية الزائرين وغيره يصلح عربات أطفالهم وغير ذلك من الأعمال وكلها مجاناً... يُذكر أن مصادر رسمية وشبه رسمية في محافظة كربلاء المقدسة كانت قد ذكرت العام الماضي تقديرات أجرتها القوى الأمنية في السيطرات الأمنية الرئيسية ومجاميع إحصائية من العاملين في العتبة الحسينية المقدسة قد انتشرت على مداخلها تؤكد أن اعداد الزائرين الذين دخلوا مدينة كربلاء المقدسة خلال زيارة أربعينية الإمام الحسين عليه السلام، من العراق ومن أكثر من (20) بلدٍ عربي وأجنبي كان بما لايقل عن (9.5) تسعة ونصف مليون زائر وارتفعت به تقديرات أخرى إلى 12 مليون زائر، ويتوقع زيادتهم هذا العام بحسب المؤشرات الإعلامية.

تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: