الى

الشيخ الكربلائي: لابُدّ من مضاعفة الجهود والخطى لنُظهر للعالم صورة الإسلام الناصعة، ونكثّف من النشاطات العلمية والفكرية التي تصون مجتمعاتنا من مخاطر الفكر الظلاميّ الجاهليّ..

الشيخ عبد المهدي الكربلائي
لابُدّ من مضاعفة الجهود والخطى لنُظهر للعالم صورة الإسلام الناصعة، ونكثّف من النشاطات العلمية والفكرية التي تصون مجتمعاتنا وأبناءنا وشبابنا من مخاطر الفكر الظلاميّ الجاهليّ، ويتسنّى ذلك من خلال التعريف الواسع لمفردات المنهج المحمّدي الحسيني وترجمته إلى واقعٍ مُعاش، وكشف ضلال وانحراف النهج الآخر الجاهلي خاصة في أوساط الشباب والفتية الذين هم الأرض الخصبة -إذا ما تُرِكُوا– ليكونوا وقوداً لنار هذا المنهج المتعصّب.
جاء هذا ضمن كلمة الأمانتين العامتين للعتبتين المقدسين، والتي ألقاها الأمين العام للعتبة الحسينية المقدسة الشيخ عبدالمهدي الكربلائي في حفل افتتاح مهرجان ربيع الشهادة الثقافي العالمي العاشر، والذي انطلقت فعالياته مساء اليوم الإثنين (3شعبان 1435هـ) الموافق لـ(2حزيران 2014م)، ويُعقد تحت شعار: (الإمام الحسين(عليه السلام) نورُ الأخيار وهدايةُ الأبرار). وقد ابتدأ الشيخ الكربلائي كلمته قائلاً:
"السلام على سادتي العلماء الأجلّاء وأصحاب الفضيلة من أهل العلم والصلاح والأساتذة الكرام والضيوف الأعزّة من حاضري مهرجاننا العاشر، سواءً أَحَضَروا بأجسادهم وقلوبهم أم الغائبين بأجسادهم الحاضرين بأرواحهم وقلوبهم، نُبارك لكم ذكرى ولادة أعلام الهداية والأقمار المنيرة الإمام الحسين وأبي الفضل العباس والإمام علي السجاد وعلي الأكبر(عليهم السلام جميعاً).
تودّ الأمانتان العامتان للعتبتين المقدستين الحسينية والعباسية بشخصي أمينَيْها العامّين وجميع مسؤوليها ومنتسبيها من خدّام الإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العباس(عليها السلام) أن تعبّر عن اعتزازها وسعادتها وفخرها وتتقدّم بوافر امتنانها وثنائها الجزيل وشكرها الوفير لجميع الأحبّة والأعزّة لمن حضروا هذا المهرجان وشاركوا فيه.
أيّها الإخوة والأخوات ونحن نحتفل بمهرجاننا هذا بجوار من جعله الله تعالى نوراً للأخيار وهادياً للأبرار، لتتضاعف مسؤوليتنا ونحن نرى كيف أنّ رقعة الصراع بين المنهج الحسيني المتمثّل بالرحمة والإحسان ونشر العدل واحترام الآخر والتعايش معه بالرفق والقبول والسلام الاجتماعي، وبين المنهج المتمثّل بالوحشية والقسوة وقتل الآخر لا لشيء إلّا لأنّه يُخالفه المعتقد والرأي وعدم القبول بالتعايش معه بسلم وأمان، بل وصل الأمر بأصحاب هذا المنهج أن تُخطَفَ الفتيات الآمنات الطالبات من مدارسهن، وتُروّع الأسر والأمّهات والآباء حتى صارت صورة الإسلام في نظر شعوب العالم لا تحوي إلا منهج وعناوين الخطف والذبح والترويع والتفجير وشقّ الصدور وقطع الرؤوس.
إنّ امتداد مساحة هذا الفكر الجاهلي بممارساته وأفكاره إلى مختلف قارات العالم من آسيا إلى أفريقيا إلى غيرها، وعودة هذه الممارسات بمساحتها العالمية هذه التي ما بُعِثَ محمّد(صلّى الله عليه وآله) وما أوذِيَ ذلك الإيذاء إلّا ليُطهّر مثل هذه القلوب من أدناس هذه الأفعال المشينة، وليُنير العقول بنيّرات الفكر الإلهي، وتتعايش الشعوب تعايش الرحمة والسلام والاحترام.
تجعلنا أمام تحديات مصيرية ومنعطفات تاريخية تشابه تلك التي وقف أمامها الإمام الحسين(عليه السلام) فاختار لها أن يعلو صوته ويجهر بموقفه ويضع نفسه وأهله وأعزّته قرابين على طريقٍ شاءت له الإرادة الإلهية ذلك، وخطّه له جدّه محمّد(صلّى الله عليه وآله) وأبوه أمير المؤمنين(عليه السلام) ليسير عليه.. وها نحن لا يكون لمهرجاننا هذا انعكاسٌ وميدانٌ لهذا النور -نور الأخيار- ومنارٌ لهداية الأبرار إلّا أن نعقد العزم ونمضي بإرادةٍ وثباتٍ وشجاعةٍ وعزمٍ راسخ، على طريق وضوح الرؤية وقوّة الموقف تجاه هذا المنهج -منهج الجاهلية الأولى-.
وفي نفس الوقت لابُدّ من مضاعفة الجهود والخطى لنُظهر للعالم صورة الإسلام الناصعة، ونكثّف من النشاطات العلمية والفكرية التي تصون مجتمعاتنا وأبناءنا وشبابنا من مخاطر هذا الفكر الظلاميّ الجاهليّ.
ويتسنّى ذلك من خلال:
أوّلاً: التعريف الواسع لمفردات المنهج المحمّدي الحسيني وترجمته إلى واقعٍ مُعاش.
ثانياً: كشف ضلال وانحراف النهج الآخر -الجاهلي- خاصة في أوساط الشباب والفتية الذين هم الأرض الخصبة -إذا ما تُرِكُوا– ليكونوا وقوداً لنار هذا المنهج المتعصّب.
ولابُدّ من اختيار الوسائل المحبّبة المؤثّرة في أوساط هؤلاء الشباب وتنويعها ومنها استخدام الأدب والشعر والقصة والفيلم والمسرح، لذلك من هنا جاء مهرجاننا هذا واسعاً منوّعاً في آلياته ووسائله.
وفي الختام نسأل الله تعالى لنا ولكم أن يُنير بصائر قلوبنا ويجعل حركات أعضائنا ولهجات ألسنتنا في موجبات ثوابه ومحلّ رضاه.."
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: