الى

منتسبو العتبة العباسية المقدسة يعزّون الإمام الحسين(عليه السلام) بذكرى شهادة حفيده الجواد(سلام الله عليه)..

الموكب داخل العتبة العباسية
فيا لقصير العـــــــمر طال لموتهعلى الدين والدنيا البُكا والتــألّمُ
بفقدك قد أثكلت شـــــــرعة أحمدٍ فشــــــــرعته الغرّاء بعدك أيِّمُ
عفا بعدك الاِسلامُ حزناً وأُطفئت مصابيح دين الله فالكون مظلمُ
فيالك مفقوداً ذوت بهجة الهــدى له وهوت من هالة المجد أنجمُ
يميناً فما لله إلاّك حجـــــــــــــة يعــــاقب فيه من يشاءُ ويرحمُ
وليس لأخذ الثأر إلاّ محجـــــَّبٌبه كلّ ركنٍ للظلالِ يُهـــــــدَّمُ

بصدقِ الولاء وبتعبيرات الوفاء وبقلوب حزينة وعيون دامعة ونفوس متألمة أحيى خَدَمَةُ أبي الفضل العباس(عليه السلام) ذكرى شهادة الكوكب التاسع من عترة أهل البيت(عليهم السلام) الإمام محمد الجواد(عليه السلام)، والتي تُصادف اليوم الخميس (29ذو القعدة 1435هـ) الموافق لـ(25أيلول 2014م).
وكعادتهم عند كلّ مناسبة وإحياءً لشعائر الله ومواساة للرسول الأكرم محمد(صلّى الله عليه وآله)، حيث انطلق موكبٌ مهيبٌ يتقدّمه مسؤولو العتبة المقدسة وحملة رايات الحزن والأسى وانطلقوا من صحن العتبة المقدسة بعد أن أُقيم مجلسٌ عزائيّ فيها باتّجاه مرقد الإمام الحسين(عليه السلام) ليعزّوه بهذا المصاب الجلل، حيث كان باستقبالهم خَدَمَتُه ليُعقد هناك مجلسٌ عزائيٌّ ورثائيٌّ آخر صدحت فيه الحناجر بعبارات وهتافات الحزن والأسى معبّرةً عن مدى حزنها لفَقْد تاسع أئمة أهل البيت(عليهم السلام) الذي أفنى حياته في خدمة الرسالة المحمدية التي جاءت لإرساء القيم والمبادئ السامية ولإخراج البشرية من ظلامات الكفر والاستعباد الى طريق الهداية والرشاد.
من الجدير بالذكر أنّ العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية اعتادت في كلّ ذكرى لوفاة أحد الأئمة(عليهم السلام) الخروج بمواكب عزاء ينظّمها منتسبوها إحياءً منهم لذكر أهل البيت(عليهم السلام), وتنطلق تلك المواكب من العتبة العباسية مروراً بمنطقة ما بين الحرمين الشريفين ليدخلوا بعدها الى مرقد أبي الأحرار وسيد الشهداء(عليه السلام) ويتمّ بعدها إلقاء قصائد الحزن والرثاء في الصحن الحسيني الشريف من قبل فرقة إنشاد العتبة الحسينية المقدسة التي أخذت على عاتقها إعداد القصائد الحسينية الخاصة بالذكرى.
والإمام الجواد(عليه السلام) كما قال فيه الشيخ باقر شريف القرشي(قدّس الله سرّه): "من أروع صور الفكر والعلم في الإسلام وحوى فضائل الدنيا ومكارمها، وفجّر ينابيع الحكمة والعلم في الأرض، فكان المعلّم والرائد للنهضة العلمية والثقافية في عصره، وقد أقبل عليه العلماء والفقهاء ورواة الحديث وطلبة الحكمة والمعارف، وهم ينتهلون من نمير علومه وآدابه، وقد روى عنه الفقهاء الشيء الكثير ممّا يتعلّق بأحكام الشريعة الإسلامية من العبادات والمعاملات وغير ذلك من أبواب الفقه، وقد دوّنت في موسوعات الفقه والحديث. لقد كان هذا الإمام العظيم أحد المؤسّسين لفقه أهل البيت(عليه ‌السلام) الذي يمثّل الإبداع والأصالة وتطوّر الفكر، وروى عنه العلماءُ ألواناً مُمتِعة من الحِكَم والآداب التي تتعلّق بمكارم الأخلاق وآداب السلوك، وهي من أثمن ما أُثِر عن الإسلام من غُرَر الحكم التي عالجت مختلف القضايا التربوية والأخلاقية".
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: