الى

العتبة العباسية المقدسة ترتفع فيها راياتُ الحزن وتتّشحُ جدرانُها بالسواد لمصاب الإمام الباقر(عليه السلام)..

رايات الحزن
في السابع من ذي الحجّة الحرام ذكرى أليمة على قلوب عشاق أهل بيت النبوة والرسالة(سلام الله عليهم) ألا وهي ذكرى شهادة القمر المحمدي الخامس الإمام محمد بن علي الباقر(عليه السلام)، وفي هذه المناسبة وحالها حال باقي العتبات المقدسة والمزارات الشريفة في إحياء ذكرى شهادات الأئمة(عليهم السلام)، عمّت مظاهر الحزن والأسى على العتبة العباسية المقدسة وارتفعت راياتُها السود في أرجاء الصحن الشريف لأبي الفضل العباس(عليه السلام) واتّشحت جدرانها بالسواد وأنيرت المصابيح الحمراء وأسدلت الستائر (البردات) السوداء في مداخل الحرم الشريف.
ويأتي هذا ضمن برنامج عزائي خاص بإحياء هذه المناسبة ضمّ العديد من الفقرات العزائية، منها إقامتها لمجالس العزاء والرثاء والمحاضرات الدينية التي بيّنت مكانة الإمام(سلام الله عليه) إضافة لمشاركة خَدَمَة أبي الفضل العباس(عليه السلام) في موكبٍ عزائيٍّ موحّد فضلاً عن مجلسٍ رثائي خاص بمنتسبي العتبة العباسية المقدسة عُقد في قاعة الضيافة صباح اليوم الخميس (7ذو الحجة 1435هـ) الموافق لـ(2تشرين الأول 2014م) والذي استُهلّ بتلاوة آياتٍ من الذكر الحكيم ومحاضرة دينية لفضيلة السيد عدنان الموسوي، تحدّث فيها عن المظلومية التي تعرّض لها أهل البيت(عليهم السلام) وأتباعهم على يد الأمويين والعباسيين، ابتداءً من أمير المؤمنين(سلام الله عليه) وكيف سلبوا حقّه في الخلافة ومدى الأذى الذي تعرّض له من قبل أعداء الإسلام والمنافقين، لتستمرّ المظلومية على أولاده المعصومين(عليهم السلام)، كما تطرّق الى فضائل الإمام الباقر(عليه السلام) وكيف أنّه كان واسع العلم وكان الفقهاء والعلماء يرجعون اليه في حلّ المسائل المستعصية، كذلك بيّن الظلم والمضايقات التي تعرّض لها من قبل الأمويين وكيف أنّه شهد مظلومية جدّه الإمام الحسين(عليه السلام) في واقعة الطف، وتكالب الأعداء عليه وسبي أهل البيت(عليهم السلام) وأنّه بذل جهداً كبيراً لحثّ الناس في السير على نهج آبائه(عليهم السلام) كما دافع عن المظلومية التي تعرّض لها جدّه أميرُ المؤمنين(عليه السلام)، ثمّ اختتم السيد الموسوي محاضرته بمرثيّةٍ بيّنت هذا المصاب.
من الجدير بالذكر أنّ الإمام الباقر(عليه السلام) ولد في شهر رجب سنة (57هـ) في المدينة المنورة، واستُشهِد في (7) ذو الحجة سنة (114هـ) بالسم من قبل إبراهيم بن الوليد أو هشام بن عبد الملك أيام خلافته، ودفن(عليه السلام) في بقيع الغرقد، وأوصى الى ابنه جعفر(عليه السلام) وأمره أن يكفّنه في بُردِهِ الذي كان يصلّي فيه يوم الجمعة وأن يعمّمه بعمامته وأن يربّع قبره ويرفعه أربع أصابع، وأن يحلّ عنه أطماره عند دفنه، ورُوي أنّه أوصى بثمانمائة درهم لمأتمه، وكان يرى ذلك من السنة، لأنّ رسول اللّه(صلّى الله عليه وآله) قال: (اتّخذوا لآل جعفر طعاماً فقد شُغلوا)، ورُوي عن أبي عبدالله(عليه السلام) قال: (كتب أبي في وصيّته أن أكفّنه في ثلاثة أثواب، أحدها رداء له حبرة كان يصلّي فيه يوم الجمعة وثوب آخر وقميص، فقلت لأبي: لِمَ تكتب هذا؟ فقال: أخاف أن يغلبك الناس، وإن قالوا كفّنه في أربعة أو خمسة فلا تفعل وعمّمني بعمامة) ولا تُعدّ العمامة من الكفن إنّما يُعدّ ما يُلفّ به الجسد.
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: