الى

العتبة العباسية المقدسة تستضيف اجتماعاً لرؤساء المواكب الحسينية في العراق لإبلاغهم آخر تعليمات إنجاح زيارة الأربعين المليوينة

جانب من اللقاء مع كفلاء مواكب العزاء في العراق
جانب من اللقاء مع كفلاء مواكب العزاء في العراق
بمباركة من قبل المرجعية الدينية العليا ممثلة بشخص ممثلها السيد أحمد الصافي الأمين العام للعتبة العباسية المقدسة، وبحضور بعض السادة المسؤولين فيها، وبمشاركة (كفلاء) رؤساء وأصحاب المواكب الحسينية التي ستقيم مراسم الشعائر الحسينية في كربلاء المقدسة، عُقد في العتبة العباسية المقدسة يوم 16صفر1430هـ الموافق 12/2/2009م اجتماعٌ تمت فيه مدارسة أهم الأمور والتوجيهات الدينية والصحية للمواكب، وتقديم النصائح الفاعلة كما تم توزيع جدول أعمال المواكب التي حضرت الى كربلاء لإحياء شعيرة زيارة الاربعين المباركة من أنحاء العراق كافة.

وقد أبتدأ اللقاء بكلمة ألقاها رئيس قسم الشعائر والمواكب والهيئات الحسينية في العراق والعالم الإسلامي الحاج رياض نعمه السلمان قال فيها:

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين المنتجيبن

الاخوة رؤساء وأصحاب المواكب الحسينية....

نرحب بكم في كربلاء المقدسة، مدينة الشهداء، مدينة الاحرار، مدينة إبن إمامنا علي (عليه السلام)، إخواننا خدام الحسين مسؤولي المواكب الحسينية في محافظات العراق الذين تشرفوا للقدوم الى كربلاء لاحياء شعيرة اربعينية الامام الحسين (عليه السلام)، نرحب بكم.

كما جرت العادة كل عام بالاحتفاء بكم في صحن مولانا ابي الفضل العباس، نجدد العهد باننا سائرون على خطاه وسنبقى من أولئك المؤتمنين على حمل هذه الراية بفضل العباس، راية الشعائر الحسينية، فهي أمانة باعناقنا وديمومة الدين ومدرسة أهل البيت عليهم السلام من ديمومة إستمرار هذه الشعائر، كما شاهدنا على مر العصور، فهذه الشعائر أمانة في اعناقنا جميعا من خلال الالتزام ببعض الامور، خصوصا ونحن نعيش في هذه الايام الانفتاح والحرية المكفولة قانونيا ودستوريا، وهذا يفرض علينا استحقاقات، حتى نشكر عملياً نعمة الحرية في ممارسة شعائر ديننا وفي مقدمتها الشعائر الحسينية، علينا أن نظهر بالصورة اللائقة المستمدة من فكر أهل البيت عليهم السلام، خصوصاً ونحن في زيارة الاربعين المليونية التي ليس لها نظير، والتي تتجه فيها انظار الملايين من العالم الاسلامي وغيره الى كربلاء وما تقدمه، حيث تنقل عشرات الفضائيات ومئات المواقع الأليكترونية وغيرها من وسائل الاتصال المتطورة، كل ما يجري .

أخواني رؤساء المواكب الحسينية أنتم مسؤولون في أن تكون الزيارة على احسن وجه، بابتعادكم عن الممارسات الخاطئة والسلبية التي قد تنعكس على ديننا وعلى سمعة هذه الشعائر ويُظن أنها منه، من خلال الالتزام بالأمور التالية:

1- التمسك براية ابي عبد الله الحسين بعيدا عن كل التحزبية والفئوية والتجاذبات والتناحرات السياسية.

2- الابتعاد عن الامور السلبية الدخيلة في هذه الشعيرة، ومنها ما يجري في موضوعة التشابيه والشبيه، فالموكب الحسيني عبارة عن مسرح متنقل، ولكن يجب أن يكون من نفس الروايات التأريخية للواقعة، كي لا نفسح المجال للآخرين لتأويل النهضة الحسينية.

3- الابتعاد عن التكسب على حساب القضية الحسينية لان الإمام الحسين عليه السلام أكبر من أن يكون موضوعاً للتكسب وبهذه الطرق الوضيعة فهي تسيئ الى الإمام الحسين عليه السلام اولا والى الدين ممثلاً بمدرسة أهل البيت عليهم السلام ثانياً.

4- العمل على ربط ذكرى الحدث (زيارة الأربعين في كل عام) بالحادث (يوم الأربعين عام 61هـ)من غير تغيير يمس الحقائق التأريخية، فالروؤس عندما رجعت من الشام إلى العراق، رجعت بطريقة مشرفه لا مهانة كما يصورها البعض من أصحاب المواكب الحسينية.

5- الى كل أصحاب المواكب الحسينية في محافظاتنا العزيزة العمل على مراجعة ممثلي ومعتمدي المرجعية الدينية العليا للاستشارة في موضوعة الشبيه حتى لا يمر الأمر دون غطاء شرعي – بعد إزالة كل ما يشوب الموضوع من زيف وتحريف -.

بعدها تحدث عضو مجلس الادارة في العتبة العباسية المقدسة (المشرف قطاع الإعلام والثقافة في العتبة) الحاج عبد الامير القريشي مع أصحاب المواكب الحسينية حول أهمية الشعائر الحسينية وأهمية استمراريتها، عن طريق الالتزام بالتوجيهات الصادرة من الجهات التنظيمية، وذلك إحياءً لمضامين القضية الحسينية، وتحقيقاً لأهدافها في الهداية ونصرة الحق عبر العصور المختلفة، فقد قال: بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على خير خلق الله، البشير النذير ابي القاسم محمد وآله الطيبين الطاهرين، واللعن الدائم على أعدائه الى يوم الدين...

أخوتي وأحبتي اهلاً وسهلاً بكم في هذا الرحاب الطاهرة في كربلاء الدم والشهادة وانتم تحيون يوم الإمام الحسين عليه السلام لتذكرون الناس بما جرى عليه وعلى اهل بيته وأصحابه من ظليمة، وليستلهموا من تلك الفاجعة الدروس والعبر، وها نحن اليوم في فصل آخر من فصول الثورة الحسينية، ألا وهي زيارة مرد الرؤوس الطاهرة إلى الأجساد المطهرة المدفونة في كربلاء، والمعروفة بزيارة الأربعين المباركة.

إن من أهم العوامل التي حافظت على ديمومة مذهب التشيع في العالم الاسلامي أمرين هما الخط العلمي والمتمثل بالحوزة العلمية المشرفة، والخط الشعائري المتمثل بهذه الشعائر، والحقيقة أن إحداهما مكمل للآخر، فالشعائر الحسينية لم تولد مع الإمام الحسين عليه السلام في استشهاده يوم كربلاء، بل إنها ولدت مع ولادته عليه السلام، حينما بكاه الرسول محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم يوم ولادته عليه السلام، والشعائر الحسينية تولد كل عام لتبقى حية في النفوس عبر مر العصور والأزمان.

وبما أن الشعائر الحسينية هي الأساس لديمومة القضية الحسينية وبالتالي مساهمتها في إبقاء الدين ومدرسة أهل البيت عليهم السلام حياً ومستمراً، فعلينا المحافظة على تلك الشعائر وإبرازها وإعطائها الصورة التي تليق بها، لتنير الدرب الى الآخرين ليلتحقوا بركب الدين الإسلامي عموماً وبتلك المدرسة الحقة خصوصاً، ولنا في ذلك امثلة وشهادات حدثت في ايام الإمام الحسين عليه السلام كقضية وهب وغيره من التابعين والصحابة الأجلاء، وما قضية المستبصرين الذين يدخلون الى مذهبنا من المذاهب والاديان في الوقت الحالي إلا شاهد معاصر على دور الشعائر والقضية الحسينية في هداية الناس حيث روى الكثير من أولئك الداخلون في الهدى أن السبب الحقيقي كان القضية الحسينية.

وعليه ومن هنا فإننا ندعوكم الى الابتعاد عن كل دخيل على الشعائر مما لا يرتبط بالإمام الحسين عليه السلام، ولا بتراثنا الحسيني الحافل بالعز والفخار، حتى لا ترتبط تلك الدخائل بشعائرنا الخالدة، وتصبح في يوم ما جزء لا يتجزأ منها، مما قد يُصعّب علينا التخلص منها مستقبلاً، ومنها اللطم السريع او ما يسمى بالطور الايراني، وموضوعة تشبيه الرؤوس الشريفة التي تحمل في مقدمة المواكب بهيأة لا تتناسب وحرمتها، فهذه نماذج تسيئ الى الشعائر الأصيلة، إضافة الى الاشعار والردات الحسينية التي يجب أن تتوافق والروايات التأريخية المعتبرة وبما يحفظ لشخوص الواقعة احترامهم وقدسيتهم، كما يجب الابتعاد عن الاطوار الشعرية التي تتجه نحو الطرب، فنحن معروفون باشعارنا ولدينا شعرائنا المعروفين ولدينا تراث عريق يستمد مفاهيمه من تواجده في قلب الحدث.... كربلاء، فاليكم نتوجه واليكم نسترعي واليكم نخاطب لانكم أهل للاستماع ومن الله نستمد التوفيق. بعدها تطرق الدكتور عزيز مدير شعبة الرقابة الصحية في دائرة صحة كربلاء المقدسة إلى مجموعة من التوجيهات الصحية التي تحافظ على صحة الزائرين من إنتقال الامراض والأوبئة إليهم، ولك من خلال ما يلي:

1- نرجو من أصحاب المواكب حفظ المواد الغذائية التي تطبخ وتوزع على الزائرين الكرام في أماكن نظيفة، خصوصاً ونحن نعيش في أيام حرجة يتربص فيها عدونا بنا للنيل من زوار ابي عبد الله الحسين في مثل هذه الزيارة، وتوهين وحدتنا ونظامنا.

2- نرجو من الزائرين الكرام المحافظة على نظافة المدينة المقدسة وعدم رمي مواد الطبخ والأكل الزائد في الشوارع من باب احترام النعمة والنظافة، وقد هيأت مديرية بلدية كربلاء المقدسة حاويات خاصة لرمي هذه الفضلات الى كل المواكب تقريباً، من أجل إظهار الجانب الحضاري المتمدن لكربلاء المقدسة وزائريها، خصوصاً بوجود الفضائيات التي ستنقل الحدث الى كل أصقاع العالم.

كما نرجو من أصحاب المواكب مراعاة نظافة الماء الذي يستعمل للطبخ والذي يوضع في الاواني الخاصة بذلك، فيجب ان يغطى الماء حتى لا يصبح عرضة لنقل الامراض، كما ويجب التاكيد على الناحية الأمنية بتعيين أفراد من الموكب لمراقبة الغذاء والماء.

3- أن يكون ذبح الحيوانات بعيداً عن الانهر مع الحرص على وضع فضلاتها في أكياس خاصة للازبال، ثم وضعها في الحاويات المخصصة لذلك. خاص الكفيل

تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: