الى

بمشاركة باحثين عرب مؤتمر العميد يفتتح جلسته البحثية الثانية..

جانب من الجلسة
تتواصل فعاليات مؤتمر العميد العلمي العالمي الثاني ليومه الثاني، حيث استُهِلّت بجلسة بحثية صباحية شارك فيها ثلاثة باحثين عرب من تونس والجزائر ولبنان، وكانت هذه الجلسة التي شهدت حضوراً أكاديميّاً مميزاً برئاسة الأستاذ الدكتور سعيد جاسم من سلطنة عمان والدكتور عبدالخالق طواف من اليمن وكان محورها (المصطلح اللساني والأدبي).
كان البحث الأول للأستاذ عز الدين الناجح من جامعة تونس بعنوان: (المصطلح القانوني ووظائفه الحجاجية في الخطاب)، حيث بيّن فيه أنّ المصطلحية أو علم المصطلح تمثّل فرعاً من فروع المعجمية وتهتمّ بالألفاظ الخاصة لكلّ ميدان من ميادين المعارف والعلوم والحِرَف والمهن والصنائع والمصطلحات القانونية ودورها في الخطاب، وحاول مقاربة المصطلح القانوني في الخطاب التشريعي مقاربةً لسانية مصطلحية سعى من خلالها بيان دور المصطلح في الخطاب القانوني متوسّلاً في ذلك بمبادئ الدرس التداولي ومناهج تحليل الخطاب وهي مناهج متطورة جداً عند الغرب وانطلق الباحث من نظريةٍ أو افتراضٍ علمي مفاده أنّ المصطلح في كلّ خطاب مهما كان نوعه أو جنسه، لاسيّما الخطاب القانوني، فإنّه ينهض بطاقة حجاجية خطابية تضمن للملفوظ القانوني انسجامه ونجاعته، فالمصطلح في علم القانون تتجاذبه أطراف عديدة تستثمره لكن لكلّ جهة استعمالها الخاص الذي يخدم أغراضها، وحاول الباحث الوقوف على كيفية استثمار كلّ مشتغل بالقانون للمصطلحات من خلال مبحث تعريف لتلك المصطلحات في حدّ ذاتها، وهذا ما يفتح باباً معرفياً آخر وهو كيف نُعرّف المصطلحات القانونية لسانياً؟ وما هي استراتيجية التعريف؟ والمسائل كلّها تصبّ في باب المصطلحية بوصفها فرعاً من علم المعجم.
واعتلى المنصة بعده الباحث أ.د عبدالمجيد حسين زراقط جامعة لبنان وحمل بحثه عنوان: (المصطلح السردي في النقد الأدبي العربي ومشكلات الترجمة) وبيّن فيه: "تعريف المصطلح وخصوصيّته في ما يتعلّق بالاستنباط المرتبط بالابتكار العلمي، وبحركة علمية ناشطة. وهذا لم يتحقّق في المجال السردي العربي في العصر الحديث، إذ كانت المصطلحات مترجمة عن غير لغة، ما ولّد مشكلات عديدة. واقتضى البحث في هذه المشكلات الحديث عن المصطلح السردي في النقد الأدبي العربي القديم وفي عصر النهضة، ثمّ ركّز على النقد الأدبي الحديث والمعاصر بعدما أصبح السرد علماً، وتفرّعت مناهجه عن علم اللغة والعلوم الإنسانية، ووضعت مصطلحاته وترجمت للعربية وعرفت مشكلات عديدة.
وتحدّث الباحث عن أهمّ هذه المشكلات وبغية أن تكون الدراسة نصّية موضوعية بيّن الباحث هذه المشكلات ومشكلات أخرى في دراسة نصّية لبعض المعاجم المختصّة".
جاء بعد ذلك الباحث الدكتور لحـسن عـزوز من جامعة وادي سوف في الجزائر وكان بحثه تحت عنوان: (الهاجس الكشفي الثقافي تعليمية المصطلح الأدبي النقدي المترجم) وأوضح فيه: "أنّ تشكيل المصطلح الأدبي النقدي المعرفي في أيّة حضارة، رؤيا متقدمة من النضج والتأمل والوعي وتقاطع الثقافات واللغات، فالمصطلح هو تعميم أو تجريد ذهني لظاهرة أو حالة أو إشكالية علمية أو ثقافية، وأنّ المصطلح النقدي المعاصر يمثّل الدرجة الأعمق في الوعي المعرفي والتصنيف الواعي الذي ينظّم المعرفة، وهو يساهم باستمرار في الخلق والإبداع والإنتاج الدلالي الفكري، وهذا في ضوء نظرية التلقّي والاستقبال.
وتابع الباحث: "المصطلح النقدي بكلّ جذوره وتفرعاته الفلسفية والعلمية وباعتباره جزءً من اللغة التواصلية وممارسة إجرائية متميزاً للدلالة في الحقن النقدي المعاصر، استطاع توليد الانفجار النقدي الحداثي خلال العقود الأخيرة، والذي صاحبه انفجار معرفي في علوم الاتصال والأنتربولوجيا(Anthropology) الإبستمولوجيا والمعرفة، أن يقلب الكثير من المناهج والمفاهيم، التي سادت خلال القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين، وأن يعيد صياغة الرؤيا النقدية وآليات التلقّي على ضوء جديد.
وختم الباحث: "بأنّ الثورة اللسانية والنقدية التي شهدها هذا القرن في أبرز منعطفاتها والبؤرة المتفجرة أثارت مشكلات كبيرة في مجال وضع المصطلح اللساني والنقد، وقد شهدت الحياة الثقافية والأكاديمية والمعجمية حركة ناشطة للتعامل مع هذا الانفجار الاصطلاحي الجديد سواء بضبط المفاهيم أو تحديد ماهيّتها ووظائفها".
واختُتِمَت هذه الجلسة بمداخلات وملاحظات وأسئلة واستفهامات من قبل الحاضرين والتي قام الباحثون بدورهم بالإجابة عنها.
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: