الى

مؤتمرُ العميد العلمي العالمي الثاني يتواصلُ بعقد جلساته البحثية..

جانب من الجلسة
المصطلح الاجتماعي والفلسفي كان عنوان الجلسة البحثية المسائية الثانية لمؤتمر العميد العلمي العالمي الثاني والمنعقد حالياً تحت شعار: (نلتقي في رحاب العميد لنرتقي) وبعنوان: (إدارة أزمة المصطلح من الخلاف إلى الاختلاف). وكانت هذه الجلسة التي ترأسها الدكتور إدريس هاني من المغرب حافلةً ببحوثٍ لباحثين وأكاديميّين عراقيّين، واستهلّها الباحث أ. م. د. نعمة دهش الطائي من جامعة بغداد كلية التربية ابن رشد، وحمل بحثه عنوان: (حَرَكيَّةُ المصطلحِ وتحَوّلاتُهُ الاجتماعيَّة)، وبيّن فيه: "أنّ الفردَ والمجتمعَ كلٌّ مترابطٌ لا انفكاك له؛ وجودًا وعدمًا، وقوةً وضعفًا، ونماءً وجمودًا، وازدهارًا وانهيارًا، فالمعرفة الفردية لا يمكنها من دون المخزون الاجتماعيّ المعرفيّ أن تتمكّن من ممارسة أيِّ فعلٍ معرفيّ حقيقيّ، إذ يكتسب المرءُ دورَه في المجتمع من قدرته على استعمال لغة ذلك المجتمع، ويدين للمجتمع في كثيرٍ من التصوّرات والحقائق الجمعية، فهل اللغة تشكّل المجتمع؟ وهل يتحكم نظام الرموز في مسيرة المجتمع وتطوراته، وتاريخه، وأزماته؟
إنَّ معظم الظواهر والأنماط (اللغوية – الاجتماعية) السائدة حاليًا تؤكّد مقولة: (أنَّ العالم مصنوعٌ من اللغةِ)، ومفهوم هذه المقولة من وجهة نظرنا ليس حكمًا ذا قيمة أن تصف لغة ما بأنَّها تحتلّ مكانًا عمليًا عظيمًا أكثر من غيرها؛ إذا أخذت في الحُسبان العوامل الاجتماعية المحقّقة لها، وليس حكمًا ذا قيمة كذلك أن تدّعي أنّ لغةً ما -في الوقت الحاضر- تفوق غيرها ثقافيًا؛ إذا كانت ثمرات الثقافة تتحقق بصورةٍ واضحة على نحو نتاج عقليّ وأدبيّ وعلميّ، وعلى وفقها ظهر مصطلح (تفوق الطبقات وتفاوتها)، وأخيرًا ليس حكمًا ذا قيمة أن تدّعي أنَّ شكلًا معينًا من أشكال اللغة تستعمله الجماعة كلّها، يجري على ألسنة الطبقة المثقفة أن تدّعي أنَّهُ أفضل من شكلٍ آخر يتصف بالمحلية، ويستعمل بين طائفة من الأميين أو أنصاف الأميين، من طبقة أدنى".
بعدها جاء بحث بعنوان: (المصطلح الفلسفي وإعادة بناء اللغة في الفلسفة التحليلية المعاصرة (لودفج فنغنشتاين) انموذجاً) للباحث العراقي د. حسين حمزة شهيد من جامعة الكوفة / كلية الآداب / قسم الفلسفة، حيث بيّن فيه: "أنّ واحدةً من المشاكل التي يواجهها الباحثون في مختلف مجالات العلوم هي مشكلة المصطلح ودلالاته، فكلّ علم من العلوم وحتى في الأدب والشعر توجد مصطلحات، والمصطلح في أيّ ميدان هو تصوير وتعريف يلصقه المتخصّص كأن يكون فيلسوفاً أو عالماً أو مبدعاً أو أديباً بكلمة من الكلمات، أو يحاول أن يجد الكلمة المناسبة لإلصاق هذا التعريف، وأوضح الباحث: "الفلسفة حالُها حال بقية ميادين المعرفة عانت وما تزال تعاني من مشكلة المصطلح واختلاف دلالاته، وهذا الأمر في حقل الفلسفة إنّما يرجع إلى أسباب عديدة، يقف في مقدمتها صعوبة تحديد تعريف ومعنى محدّد للفلسفة بحدّ ذاتها، وتعرّض الباحث لدراسة هذه الإشكالية في حقبةٍ من حقب الفلسفة وهي فترة الفلسفات المعاصرة، لأنّ هذه الفلسفات قدّمت قراءات ونظريات للمشكلات الفلسفية تختلف عن تصورات الفلسفات القديمة والوسيطة.
هذا وقد اختار الباحث فيلسوف اللغة (لودفج فنغنشتاين) كونه من أهم فلاسفة التحليل المعاصرين الذي اهتمّ بتحديد وظيفة الفلسفة واللغة التي تُصاغ بها هذه الفلسفة والتي عرفت بفلسفة (التحليل المنطقي)، فضلاً عن الأثر الذي تركه (فنغنشتاين) في الفلسفات اللاحقة مثل الاتجاه الوضعي المنطقي المعاصر".
واختتمت هذه الجلسة ببحثٍ للباحث والأكاديمي باقر جاسم محمد من جامعة بابل كلية الآداب، وكان بحثه بعنوان: (مشكلة المصطلح في النقد الأدبي)، حيث أوضح فيه: "أنّ مشكلة المصطلح تقف في مقدمة المشكلات التي يواجهها النقد الأدبي والتي ما زالت تؤثّر سلبياً في شتّى ضروب الممارسة النقدية الأدبية وعلى الدراسات والبحوث الأدبية، سواءً كان ذلك في الحقل الأكاديمي أو في حقل الدراسات النقدية المنشورة في الدوريات المتخصصة. وهذه المشكلة لم تستنفد بعد كلّ فرص البحث فيها وتحديد أسبابها، ناهيك عن معالجة هذه الأسباب. ولعلّ دراسة جهد أيّ ناقدٍ أو باحث، أو حضور مناقشة أيّة رسالةٍ أو أطروحة سيضعنا في مواجهة هذه الحقيقة الواضحة، حتى باتت الشكوى المريرة من فوضى المصطلحات أمراً شائعاً. وبدايةً لابدّ لنا من التوكيد أنّ مشكلة المصطلح جزءٌ من مشكلة أكبر هي مشكلة المنهج في الدراسات الإنسانية عامة، وفي النقد الأدبي خاصة".
واختُتِمَت هذه الجلسة بمداخلات وملاحظات وأسئلة واستفهامات من قبل الحاضرين والتي قام الباحثون بدورهم بالإجابة عنها.
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: