الى

مواكب دأبت منذ عقود من الزمن على إحياء الشعائر الحسينية في الأيام العشرة الأولى من شهر محرم الحرام (تقرير مصور)..

أبو الفضل عليه السلام
حلّ علينا شهر الحزن شهر محرم الحرام وسيعقبه -بإذن الله تعالى- شهرُ صفر الخير، ويجمعُ هذان الشهران مناسبتين عظيمتين، يُحييهما ملايينُ المؤمنين من شتّى بقاع المعمورة، ألا وهما زيارة عاشوراء وزيارة الأربعين.
فكربلاء المقدسة والتي تعدّ محوراً أساسياً لهاتين الزيارتين اشتهرت ومنذ القدم بإقامة المآتم ونصب العزاء ولبس السواد في كلّ عام.
وجرت العادة بأن تُحيى شعائر الأيام العشرة الأولى من شهر محرم الحرام من قِبَل الهيئات والمواكب الحسينية من داخل مدينة كربلاء المقدسة، أمّا زيارة الأربعين فتكون المشاركة فيها من جميع محافظات العراق إضافةً إلى المواكب الدولية.
لذا سنسلّط الضوء على المواكب التأريخية التي تحيي الشعائر الحسينية في الأيام العشرة الأولى من شهر محرم الحرام في كربلاء المقدسة.
جغرافياً تنقسم مدينة كربلاء المقدسة القديمة إلى سبعة أطراف، وهي كلٌّ من: (طرف باب بغداد: والذي يقع في الجهة الشمالية من المدينة القديمة) (وطرف باب السلالمة في المنطقة الشمالية الغربية) (وطرف باب الطاق في الجهة الشمالية الغربية أيضاً، أي بمحاذاة طرف باب السلالمة) (وطرف المخيم يقع في الجهة الجنوبية الغربية من المدينة القديمة) (أمّا على امتداد الجهة الجنوبية يقع طرف العباسية) (وطرف باب الخان يكون في الجهة الشرقية) (وطرف باب النجف الذي يتوسّط هذه الأطراف الستة).
وهذه الأطراف السبعة بالإضافة إلى سبعة أصناف وهيئات دأبت ومنذ أكثر من مئتي سنة على إحياء مراسيم الشعائر الحسينية، مع الأخذ بعين الاعتبار أنّ العدد الآن قد تزايد بشكلٍ كبير ونحن في هذا التقرير نتحدّث عن المواكب والهيئات التأريخية فقط.
فكلّ طرفٍ من هذه الأطراف انفرد بالخدمة وجعل لنفسه موكباً وتكيةً لخدمة الإمام الحسين(عليه السلام) وخدمة زائريه الذين يأتون لزيارة مرقده الشريف، وجرى العرف منذ القدم أن تقوم هذه الأطراف السبعة بنصب التكايا والنزول بصورة يوميّة على شكل مواكب عزاء من أطرافهم مروراً بحرم العباس(عليه السلام) ومن ثمّ المرور بمنطقة بين الحرمين الشريفين، وسابقاً كانت تمرّ بالأزقة الممتدّة من حرم العباس الى حرم الإمام الحسين(عليهما السلام) وانتهاءً بحرم الإمام الحسين(عليه السلام).
وهناك أصناف وهيئات جرت على هذا العرف وقامت بنصب التكايا والنزول بمواكب عزاء أيضاً، وهي الصاغة و(القندرجية) والصفارين والقصابين، بالإضافة إلى موكب عزاء البلوش وهيأة الحيدرية، وصنف وهيأة شباب الزينبية.
وتتباين أعمار المواكب الحسينية لهذه الأطراف والأصناف، حيث يُعتقد أنّ عمرها يصل الى أكثر من مائتي عام تقريباً، ولكن الأهم أنّها كانت ولا زالت وستستمر بإحياء هذه الشعائر العظيمة وستحملها رسالةً تتناقلها الأجيال جيلاً بعد جيل.
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: