الى

من أعلام المنبر الحسيني

الرادود جاسم النويني حنجرةٌ جسّدت أحزان واقعة الطف الخالدة بأروع نغمٍ حسيني..

الرادود جاسم النويني
اشتهر المنبرُ الحسينيّ في كربلاء بعدد من الخطباء والرواديد الحسينيّين الذين ارتقوه خلال العقود الماضية، وكانت لهم سمة وبصمة واضحة في نشر الثقافة الإسلامية وفكر مدرسة أهل البيت(عليهم السلام) وإيصال كلمة الحسين(عليه السلام) الى العالم عبر طرح القضية الحسينية بكلّ أبعادها.
ومن منّا لم يسمع قصيدة (جسام يا ضنوتي) التي تذكّرنا بأيّام زمان وبالأصوات الحسينية الرائعة، فها هو شيخ الرواديد الحسينيّين الحاج جاسم النويني الطويرجاوي أبدع ولا زال يُبدع منذ الخمسينات الى هذا اليوم، والرادود هو جاسم بن الشيخ عبدالعظيم النويني أشرقت عيناه بنور الولاية في كربلاء المقدسة عام (1934م) قضاء الهندية (طويريج) من أسرةٍ عُرفت بالولاء لآل بيت النبوّة، حضر مجالس والده الخطيب المنبري الشيخ عبدالعظيم النويني وتعلّم القراءة والكتابة على يديه، بدأ بصفته رادوداً وارتقى المنبر عام (1950م) وله من العمر (16سنة) آنذاك، مستثمراً حنجرته التي سخّر جميع أوتارها الصوتية لخدمة القضية الحسينية، اشتهر بقراءة القصائد (الحوليات) التي تُقرأ في الصحن الحسينيّ الطاهر مباشرةً بعد عزاء طويريج في يوم العاشر من محرم من كلّ سنة، وكان لها صداها في عالم المنبر الحسيني، ومن بينها (يل غزيت العلم بسبعينها) (زينب اتناديك يصبي عيني) (دنياك عندك فاكره وتدري بخبرها) (من الخدر زينب لفت شجايه) (جسام يا ضنوتي) وغيرها من القصائد الأخرى الكثيرة، وكان يعتلي منبر الصحن الحسيني الشريف في العاشر من المحرم وفي العشرين من صفر لإلقاء قصائد العزاء والمراثي بمصاب آل البيت(عليهم السلام) في معركة الطف الخالدة بكربلاء.

يمتاز الرادود النويني بصوتٍ نقيّ وتمكّنٍ من أداء القصائد و(الردّات) الحسينية بمختلف المقامات والأطوار، واختياره للكلمات المؤثرة والشجيّة التي تُلهب مشاعر كلّ المُنصِتِين له وتثير أشجانهم، وتستدرّ منهم الدموع.
كما يُعدّ من الرواديد اللامعين الكبار ومن روّاد المنبر الحسيني، وامتاز بخلقٍ عالٍ ووفاءٍ وتواضعٍ، وقد شغل الساحة الحسينية خلال نصف قرن من الزمن، وعاصر العديد من الرواديد والشعراء والخَدَمة، منهم الرادود الكبير المرحوم السيد كاظم القابجي وحمزة الصغير وغيرهم، وقرأ في أماكن ومواضع حسينية عديدة، مثل حسينية قضاء الهندية في سوريا، وفي مقام السيدة زينب(عليها السلام)، والبصرة القديمة، سكن في بغداد عام (1956م) ثمّ غادر الى سوريا عام (2001) وعاد بعد سقوط الصنم الى ديار أهله في قضاء الهندية، لأنّه كان مُطارَداً من قبل جلاوزة اللانظام البعثي في العراق.
قرأ للكثير من الشعراء الكبار، منهم المرحوم كاظم المنظور والشيخ ابراهيم الحسون والشيخ هادي القصاب وعبدالحسين أبو شبع والشيخ حسن العذار وعبدالأمير المرشد.. أطال الله في عمر الرادود الحاج جاسم النويني ورزقه الصحّة والسلامة جزاء السنين الطوال التي أفناها في خدمة المنبر والقضية الحسينية الخالدة.
تعليقات القراء
3 | عبدالرحمن | 05/04/2020 14:54 | ايران
الله یرحمه و یسکنه الفسیح من الجنان.. و یحشره مع سیده و مولاه الحسین علیه السلام و الملتقی مع شهداء الطف المیامین إن شاء الله.. الیوم توفی الشیخ جاسم..
2 | حيدر شهاب | الاثنين 03/11/2014 | العراق
الله يطيل عمره ويرزقه شفاعة المولى أبا عبدالله (ع)
1 | علاء مهدي الاسدي | الاحد 02/11/2014 | United Kingdom
العمر والعافية والصحة والسلامة يا خادم الحسين ابى عبد الله بارك الله فيك على هذه الخدمة الحسينية وهنيئا لك هذا الشرف الرفيع وفقكم الله لكل خير بحق الحسين ابى عبد الله سلام الله عليه
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: