مسيرات عاشورائية عالمية بكلّ اللغات والأجناس تلهج "لبّيك يا حسين" و "هيهات منا الذلة"..

قبل أربعة عشر قرناً أطلق الإمام الحسين(عليه السلام) ندائه التاريخي وصرخته المدوّية التي بقي صداها يتردّد في أذن الزمان (هل من ناصر ينصرني!) ولم يتمكّن الزمان ولا المكان من تقييد ووأد هذه الصرخة..
فسارت وانتقلت عبر أزمنة السنين وحملتها وتناقلتها الأجيال وها هي الصرخة تدوّي في جميع بلدان العالم من أقصى الأرض الى أقصاها، لتلبّي النداء بشتى اللغات (لبّيك يا حسين)، وبنشيد الحرية ولغة المتحرّرين ضدّ قيود الظلم والاستبداد (هيهات منّا الذلّة)، فأصبح الإمام الحسين(عليه السلام) يوحّد القوميات بمختلف ألسنتها وألوانها بعد أن مزّقها الاستعمار والسياسات الفاسدة والجائرة, لكنّه(عليه السلام) تمكّن من توحيدها.
وخلال الموسم العاشورائي تُقام مجالس العزاء والمواكب الحسينية في جميع دول العالم، ويُشارك فيها الملايين من محبّي وأتباع أهل البيت(عليهم السلام) الى جانب الجاليات العربية والإسلامية، كما يشترك فيها مواطنون من أديان ومذاهب مختلفة فتطوف في شوارع المنطقة المسيراتُ التي تحمل الشعارات المكتوبة والأعلام والرايات السود والحمر والخضر، وقد شهدت المراسيم في هذا الموسم حضوراً ومشاركةً واسعة اختلفت عن الأعوام الماضية، ففي المسيرات الحسينية يُشارك الجميع ويجمعهم حبّ الإمام الحسين(عليه السلام) والولاء له وهم يهتفون بصوت واحد: (لبيك يا حسين).
ويقول الكاتب العراقي المغترب هادي الحسني المقيم في بروكسل: "إنّ مجالس عاشوراء المشتركة أثبتت جدارتها كظاهرة أوروبية بارزة قائمة على التسامح وعدم إلغاء الآخر بل مشاركته والانسجام معه". مؤكّداً: "أنّ أغلب المواكب الحسينية في أوروبا باتت مَعْلَماً حضارياً يتطلّع الى مشاهدته وفهم أبعاده الكثيرُ من الأوربيين".