عنوان حزين ومؤثّر لصورة شعيرة الأربعين في أصفهان..

أضحت أربعينية الإمام الحسين(عليه السلام) حدثاً عالمياً كبيراً يحضره ملايين البشر ويشاهده الملايين، ولا تنفكّ عدسات المصوّرين المحترفين عن مراقبة تلك المشاهد الإنسانية الرائعة، وكأنّه معراجٌ سماويّ إلى حيث العرش المكتوب على يمينه (إنّ الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة) لتوثّق تلك الصور ضمن أرشيف المعارض الحسينية المقامة في أرجاء المعمورة.
فكان معرض الصور الفوتوغرافية الخاص بالزائرين القاصدين حرم أبي عبدالله الحسين(عليه السلام) وأحد فعاليات الأسبوع الثقافي الذي تقيمه العتبة المقدسة حالياً في أصفهان حافلاً ومجسّداً لتلك المشاهد والمواقف الرائعة التي سطّرها الموالون في مسيرةٍ مليونيةٍ منقطعةِ النظير.
المشرف على المعرض الصوري الأستاذ أمين العلي بيّن لشبكة الكفيل: "يتفنّن المصوّرون بالتقاط الكثير من الصور الجميلة، ويختارون الوقت والمكان المناسبين لالتقاط تلك الصورة حتى تخرج بقيمةٍ جماليةٍ وروح فنية، وهذا ما يحرص عليه أيّ مصوّر فما بالك بمصوّر يجسّد بعدسته مسيرةً خالدة وهي مسيرة الأربعين، فهنا المصوّر يجد كلّ شيء مناسباً وحاضراً الوقت والمكان، وجميع الصور تمتلك الجمالية والروحية العالية وكلّ صورة هي عبارة عن قِصة تحمل بين طياتها الكثير".
وأضاف: "المعرض هو نتاجٌ لمشروعٍ صوريّ يوثّق مسيرة زائري أربعينية الإمام الحسين(عليه السلام) من أبعد نقطة في العراق وصولاً لمدينة كربلاء المقدسة، حيث مرقد سيد الشهداء أبي عبدالله الحسين(عليه السلام)، وقد تبنّت هذا المشروع العتبة العباسية المقدسة وبمشاركة مجموعة مصوّرين فوتوغرافيّين من داخل وخارج العراق وهذه هي المشاركة الثالثة، وبلغ عدد اللوحات الصورية (50 لوحة)، حيث كانت هناك مشاركات في الهند والسعودية وإيران".
موضّحاً: "هناك مفاهيم إيجابية في هذه الرحلة وهي مشاهدة مسير الأطفال والنساء والمُقعَدين وكبار السن وهم يحثّون الخطى باتّجاه كربلاء الفداء والشهادة، لا تُعيقهم ظروف الإعاقة أو ظروف الجوّ القارس من البرد أو شديد الحرّ، إضافةً الى تفاني العراقيين في خدمة زائري قبر سيد الشهداء(عليه السلام)، وتسابقهم في بذل الغالي والنفيس، لوحةٌ مؤثّرة لا تراها إلّا في عراق الإمام الحسين(عليه السلام)، فالزائرون يُخدَمُون بلا حدود وكما عشناه على طول الطريق".
أمّا عن الإقبال على المعرض ومدى التفاعل معه بيّن العلي: "هناك تأثيرٌ إيجابي وتفاعلٌ واضح وملموس، فقد كان الحاضرون يمسحون بأيديهم على الصور المعلَّقة ويبكون، وهذا دليلٌ على مدى هذا التفاعل مع المعرض وتمنّياتهم لزيارة مرقد أبي عبدالله الحسين(عليه السلام)، وكانت تُعقد حلقات نقاشية حول هذه الصور".