الى

المجمع العلمي: خطّ الكفيل نسخ مسايرة للتطوّر التقني وتوظيفه لخدمة كتاب الله المجيد

أكّد المجمَع العلمي للقرآن الكريم في العتبة العباسية المقدسة، أن خط الكفيل نسخ مسايرة للتطور التقني، وتوظيفه لخدمة كتاب الله المجيد.

جاء ذلك في الحفل الذي أقامه المجمَع لإطلاق خطّ الكفيل نسخ الذي صُمّم ونُفّذ بإشراف مركز طباعة المصحف الشريف التابع للمجمَع.

وشهد الحفل حضور عضوي مجلس إدارة العتبة العباسية المقدسة الدكتور عباس الددة الموسوي والسيد جواد الحسناوي، ورئيس المجمع العلمي الدكتور مشتاق العلي ورئيس قسم التطوير الدكتور محمد حسن جابر، ورئيس قسم الشؤون الفكرية والثقافية السيد عقيل الياسري، ورئيس قسم العلاقات العامة السيد محمد علي أزهر، وعدد من مسؤولي العتبة العباسية والاكاديميين المهتمين بالخطوط العربية.

وأدناه نصّ الكلمة:
نرحّب بالحاضرين والمشاركين في هذا الحفل أجمل ترحيب، وهم يُسهمون في صنع إنجاز جديدٍ يُضاف إلى مجموعة إنجازات العتبة العباسية المقدسة، فنحن اليوم نحتفل بإطلاق خط الكفيل نسخ، الذي تمّ تصميمه وبرمجته في رواق المجمَع العلمي للقرآن الكريم، ذلك القسم الرائد في مجال العطاء القرآني، فقد عمل مجمَعنا على تنظيم العديد من الفعاليات والأنشطة القرآنية، وهو يسعى بشكل دؤوب وبكلّ تشكيلاته الفاعلة إلى استنهاض مجالات العمل القرآني كافة، البحثي منها والتقني، فضلاً عن الإقرائي.

قال الله تعالى في محكم كتابه: (وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ).

وجاء في الحديث النبوي: (ألِقِ الدَّواةَ، وحَرِّفِ القَلَمَ، وانْصِبِ الباءَ، وفَرِّقِ السِّينَ، ولا تُغَوِّرِ المِيمَ، وحَسِّنِ اللَّهَ، ومُدَّ الرَّحمنَ، وجَوِّدِ الرَّحيمَ).

وورد عن أمير المؤمنين(عليه السلام) فيما قاله لكاتبه عبيد الله بن أبي رافع: (ألقِ دواتك، وأطل جلفة قلمك، وفرّج بين الحروف؛ فإنَّ ذلك أجدر بصباحة الخطّ). هكذا يبين خبير المعايير التي لم تقعد إلّا بعد حين ولا يُنبئك مثل خبير.
relatedinner
ومثلما يعرف حضراتكم...
أن الخط العربي كان في الأصل فناً خالصاً في ثقافة العرب، من دون قوانين موحّدة، فهو يقوم في بداياته على معايير، بصرية ليست رياضية، ومن ثمّ تطوّر عبر مراحـل إلـــى أنـــواع من الخطوط العربية، تمايز كلّ منهـا علــى وفق معايير علمية يعرفهـا أصحاب الاختصاص، ويجيدها أهل هذا الفن.

وقد ثبت في الحكمة أن لا طفرة في الوجود، فلا ندّعي أن هذا الإنجاز في مجال الخطّ الطباعي جاء بكراً من دون سابق، وإنّما هناك من مهّد الطريق في هذا الميدان، وسهّل ما كان منه وعراً.
فالخطوط الطباعية العربية كثيرة، وقد أحرز بعض مصمّمي هذه الخطوط من العرب جوائز عالمية مكّنتهم من الحصول على ترخيص من شركة مايكروسوفت (أكبر شركة البرمجيات الأجهزة الحاسوبية في العالم).
وإيماناً منّا بضرورة مسايرة التطور التقني وتوظيفه لخدمة كتاب الله المجيد، نحتفي اليوم بهذا المنجز ونجتمع في هذا المكان المبارك؛ لنكرّم العقول التي أبدعت والسواعد التي اجتهدت في سبيل إنجاحه على المستوى الجمالي والتقني، هذا من جهة.

ومن جهة أخرى إفادة المشتغلين في المجال القرآني بنحو عام والعاملين في العتبة المقدسة بنحو خاص، تمّت رعاية هذا المنجز من بداية هذه السنة ومتابعته إلى أن اكتمل بشكلٍ يمكن أن يعدّ باكورة المشاريع الرقمية، التي يسعى مجمَعُنا إلى تحقيقها ضمن رؤيته الاستراتيجية.

وأكرّر شكري لكلّ الحاضرين ولا سيّما لجنة الخبراء، وأدعو الله جلّت ألطافه أن يديم علينا هذه النعمة، نعمة الولاء لسيدي سيد الماء (سلام الله عليه)، إنه سميع الدعاء، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين. نبينا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: