الى

لأول مرة في العراق وبأيدٍ وعقول عراقية وبمواصفات أفضل: ورشة الصياغة في العتبة العباسية المقدسة تَقطعُ مَراحل متقدمة في إنجاز الشباك الشريف وتفتتح جزءً منه

قطعة من الشباك الجديد المصنع عراقياً
قطعة من الشباك الجديد المصنع عراقياً
أعلنت العتبة العباسية المقدسة وبمناسبة ذكرى مولد أبي الفضل العباس عليه السلام، يوم 4 شعبان 1431هـ، عن جزءٍ من النموذج النهائي للشباك الجديد للمولى أبي الفضل العباس (سلام الله عليه) وذلك ضمن فقرات مهرجان ربيع الشهادة الثقافي العالمي السادس.

بين بذلك لموقع الكفيل الأستاذ رعد الصائغ.

من جانبه صرح الأستاذ علي الصفار مسؤول لجنة الاحتفال الخاص بانجاز تذهيب مآذن مرقد أبي الفضل العباس عليه السلام وتجديد الشباك وتوسعة الحرم الذي تحضره وفود رسمية وشعبية من العراق و20 دولة ان هذا المشروع أدرج ضمن فعاليات المهرجان لأهميته ولأظهار إبداعات العراقيين في خدمة العتبات المقدسة.

وعن تفاصيل العمل في الشباك الشريف الجديد تحدث الأستاذ رعد الصائغ مسؤول شعبة الصياغة في قسم الهدايا والنذور في العتبة العباسية المقدسة والمشرف الفني في المشروع:



" إن الشباك الجديد لضريح المولى ابي الفضل العباس (عليه السلام) تمت صناعته في ورش شعبتنا في العتبة المقدسة بمواصفات عالية المتانة والجودة والدقة، ويمتاز بخصائص جديدة وفريدة وعديدة تضاف الى خصوصية انفراده أصلاً بجمالية نقوشه وزخارفه الموجودة في جميع قطعه وتميزه عن باقي الأضرحة في العالم، حيث سيتم استبداله مع المحافظة على هذه الخصوصية لإبقاء هذا الصرح الفني الجميل أكبر فترة ممكنة على حاله حاملاً لخصائصه التي تجعله ينفرد عن كافة شبابيك الاضرحة المقدسة والمزارات في العراق والعالم الإسلامي كما شهِد بذلك ذوي الاختصاص".

مضيفاً " كان صناعة شباك شبيه بهذا الشباك الشريف تحدياً لأصحاب الاختصاص في الدول الاجنبية التي تصنعه ".

مبيناً " ولكن تم العمل بتوفيق إلهي وببركة المولى صاحب الشباك الشريف وبالرعاية الابوية لسماحة الامين العام للعتبة العباسية المقدسة للمبدعين العراقيين، الذين سبق أسلافهم جميع العالم بابداعاتهم المعمارية والهندسية العظيمة، فهم امتداد لذلك الإرث الحضاري العظيم الأقدم في العالم".



موضحاً "إن تصميم الشباك الجديد هو نفس الشباك الحالي في الهيكل العام والنقوش مع إضافات وتطويرات وتعديلات، وسبب إبقاءنا على نفس التصميم العام بسبب تفرده بين شبابيك أضرحة العتبات المقدسة في العالم، وحيث أن هذا الشباك مصنوع في عام 1964 - بتمويل من المرجع الديني الأعلى آنذاك سماحة آية العظمى السيد محسن الحكيم(قدس سره)- ولأن موقع صناعته في أصفهان في إيران، لعدم وجود معمل عراقي حينها لصناعة هذا المستوى الرافي من الشبابيك، فلا يوجد لدى العتبة خرائط ورسومات الشباك الحالي (القديم)، وكلها بقيت في أصفهان عند انجاز الشباك الحالي حينها، مما تطلب من كوادرنا العاملة في الشباك الجديد إعداد تصميم ومخططات هذا الشباك بشكل كامل، ثم تطويرها وتعديل ما يحتاج إلى تعديل، وجعلهه بدقة أفضل، في المرحلة الثانية، أي إننا لا نفتقد إلى وجود معمل في السابق لإنتاج الشبابيك فقط، بل نفتقد إلى وجود مخططات وتصاميم للشباك الذي ننوي صناعة مثيل له، علاوة على تطويره".

مضيفاً " وبعد إنشاء المعمل بورشه العشرة، عكفت كوادرنا العراقية في المشروع على إيجاد تصميم ومخططات الشباك الحالي القديم، لتبدأ بعدها في تطوير تلك النقوش، فاستخدمت لإنجاز أعمال الرسم لنقوشه القديمة تقنية (الهندسية العكسية)، حيث التقطت صوراً دقيقة لكل أجزاء الشباك ومن ثم تم رسمها باستخدام برامج الحاسوب المتخصصة بالتصميم، ثم أُضيفت عليها نقوش إضافية، مع تعديل بعض النقوش القديمة لتصبح أكثر دقة من السابق، وأكثر جمالاً ورشاقة في الخطوط، وليصبح الشباك الجديد أجمل من الحالي، فضلاً عن جمالية القديم أصلاً والتي لا يدانيها شباك في العتبات المقدسة في العالم، بشهادة خبراء صناعة الشبابيك ومصمميها، في العراق وإيران وغيرهما، وهكذا ستبقى العتبة العباسية المقدسة محافظة على مكانتها في امتلاك أجمل شبابيك الأضرحة المطهرة من الناحية الفنية، بعد أن أضاف الخبراء العراقيون - في معمل انتاج الشبابيك التابع للعتبة المقدسة - للشباك القديم الجميل، جمالاً إضافياً وكما بيناه سابقاً".

مضيفاً " تم في مشروعنا هذا استخدام الفضة النقية (999) في صناعة جميع القطع الفضية للشباك الشريف ولأول مرة، وأيضاً تم خلط الفضة المستخدمة في العمل بنسة 2% من الذهب الخالص ليعطيها لوناً زاهياً ومقاومة اكبر ضد الاسوداد، فقد تم تخصيص 60 كغم من الذهب الخالص والمستخلص من المخشلات الذهبية التي وضعتها اكف الزائرين الكرام في الشباك الشريف، وقد خصصت للخلط مع 3000 كغم من الفضة النقية ولاول مرة في صناعة مقاطع الشبابيك أيضاً، وهذه الكمية من الذهب هي فقط تلك المستخدمة مع الفضة المخلوطة والمصنوع منها الأجزاء الفضية من الشباك، عدا الذهب المستخدم في الأجزاء الذهبية الخالصة من المشروع" .

موضحاً " إن ذهب المخشلات المذكور - وهو المصدر الوحيد للذهب الداخل في المشروع - إنما يهديه الزائرون إلى الشباك الشريف وقسم الهدايا والنذور والموقوفات في العتبة العباسية المقدسة ثم يتم تصفيته من النحاس وتحويلة إلى عيار 24، في ورش معمل صناعة الشباك الشريف، أي ان وزن ذهب المخشلات الداخلة في المشروع قبل تصفيته سيكون وزنه أكبر من الوزن بعد التصفية".

وأضاف الحاج رعد "إن كمية الذهب المستخدمة في القطع الذهبية في المشروع (عدا كمية الذهب المخلوطة بالفضة والمذكورة سابقاً) تفوق الـ(100)كغم من الذهب الخالص عيار 24، وربما تبلغ الـ (150)كغم فيما لو أرتئينا زيادة سمك بعض الأجزاء الذهبية في الشباك بما يحقق عمراً ومتانة أكبر، وبالتالي فإن وزن هذا الذهب الخالص لا يمكن التحقق من رقمه الآن بدقه ما لم نعرف حاجتنا الفعلية للزيادة في السمُك".

موضحاً " وهكذا فإن كمية الذهب الكلية للمشروع - بما فيها الكمية المستخدمة بخلطها مع الفضة (المذكورة آنفاً)- تتراوح بين أكثر من (160)كغم من الذهب عيار 24 إلى أكثر من(210)كغم من الذهب من نفس العيار".

وأضاف " من ميزات هذا المشروع هو استبدال جميع القطع النحاسية والفضية المنقوشة والمطلية بماء الذهب بقطع جديدة مصنعة من الذهب فقط وهذه سابقة تحسب لهذا الشباك وبالتالي فإنه سيكون أكثر متانة وعمراً من سابقاته ونظرائه". مبيناً " ومن الميزات الأخرى بالإضافة للميزات الثلاثة أعلاه هي ما يلي:

1- زيادة سمك جميع قطع الشباك الجديد لاجل اعطائه المتانة وقوة التحمل الكافية لمواجهة الضغط المتزايد الناتج من التدافع في من قبل الزائرين في الزيارات المليونية وأشباهها، فمثلا كان سمك الكرات السابقة 0,5 ملم أصبح الآن 2,5 ملم، وبهذا تصبح الزيادة بخمسة اضعاف السابق، وسمك العمود كان 1,5 ملم اصبح 15 ملم، أي بعشرة اضعاف، وقس على ذلك باقي القطع.

2- استخدام معدن (stainless steel) المقاوم للصدأ في عملية الربط والتركيب والتبطين ولاول مرة بدلا عن الحديد القابل للصدأ بسبب رمي الماء على الشباك من قبل الزائرين الكرام لأجل التبرك، هذا فضلا عن ميزات اخرى يمكن للمتفحص وذوي الاختصاص ملاحظتها من خلال المقارنة بين القطع القديمة والجديدة التي ستعرض أمام الجمهور في حفل الافتتاح مساء يوم 4 شعبان 1431هـ".

موضحاً "إن الشباك الجديد هو أول شباك يتم تصنيعه في العراق، في العتبة العباسية المقدسة وبايدي الصاغة العراقيين".



مبيناً " لابد لي هنا ان أبين ان الزيادة الحاصلة في وزن الشباك الجديد هي بمقدار 1 طن، لذلك ستقوم اللجنة المشرفة على مشروع تجديد الشباك بالتنسيق مع قسم المشاريع الهندسية ومركز الكفيل للبحوث والدراسات والاستشارات الهندسية بتقديم تصميم انشائي لأسس الشباك الجديد بما يتناسب مع الزيادة الحاصلة في الوزن ".

وأضاف "ان العمل في مشروع تجديد الشباك الشريف قد اكسب شعبة الصياغة في العتبة العباسية المقدسة جميع المقومات الاساسية اللازمة لتبني صناعة كافة شبابيك الأضرحة المقدسة والمزارات في العراق وخارجه، وأيضاً الترميم والتجديد لها، وبحسب المواصفات المطلوبة واهم هذه المقومات هي:

أولا: بناء معمل متكامل للصياغة والصناعة مجهز بأحدث المكائن والأجهزة والمعدات والقوالب، ومُكون من عشر ورش عمل متخصصة، فورشةٍ لتصفية واستخلاص الذهب والفضة، وورشةٍ لصهر المعادن الى سبائك بمختلف أنواعها وأحجامها وأوزانها تبدأ من 1 كغم حتى 80 كغم، وبقياسات من 10 سم حتى 150 سم، وكذلك ورشة لسحب ودرفلة سبائك الذهب والفضة بأنواعها، ولأبعادٍ قياسية، الأولى من نوعها في معامل الصياغة في الشرق الأوسط، وورشة اخرى للخراطة تقوم بجميع اعمالها والتفريز، وورشة لطلاء المعادن بأنواعها، وورشة لأعمال الصياغة اليدوية، وورشة لطبع الزخارف والنقوش باحجامها الصغيرة والمتوسطة والكبيرة، على الذهب والفضة، من خلال المكابس المتنوعة، بالاضافة إلى ورشة كبيرة لأعمال التركيب والإنهاء، وكل تلك الورش بأيدٍ عراقية فنية ماهرة، ونحن ندعو من يريد من الإخوة الأعزاء زيارة هذه الورش، ليشرفنا لكي نستقبله في معمل الصياغة في مجمع السقاء 1 التابع للعتبة العباسية المقدسة والذي أنشأته مسبقاً".

مبيناً " وفي الختام يشرفني ان استشهد بما قاله سماحة الأمين العام للعتبة العباسية المقدسة خلال زياراته المتكررة لورش شعبة الصياغة في حق العاملين حيث قال (( وفعلا انبرى فتية لم يعرفوا المستحيل ولم يعرفوا الكلل والملل، وبدأوا بداية فيها عزم لا يلين وقوة في دين فانجزوا وانجزوا فكان هذا الجزء من الشباك (الذي سيعرض في الافتتاح) آية من ايات الفن وصورة من صور الابداع وبصمة من بصمات الاخلاص )).

يذكر أن قسم المشاريع الهندسية وقسم الشؤون الهندسية والفنية في العتبة العباسية المقدسة قد نفذا العشرات من المشاريع الكبيرة(ومنها هذا المشروع) منذ تأسيسهما بعد سقوط النظام البائد،وقد تم تنفيذ معظمها بكوادرهما العراقية، وأشرفا على ما تبقى منها والمنفذ معظمه بكوادر عراقية أيضاً تابعة لشركات من خارج العتبة، أو النادر مما نفذه عمالة أجنبية. وكانت الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة على لسان الأمين العام العلامة السيد أحمد الصافي كان أدلى بتصريح رسمي لموقع الكفيل في وقت سابق مفاده إن "الأعمال المختلفة من المشاريع وشراء العديد من المعدات الهندسية والتصنيعية والعلمية والخدمية والسيارات المتنوعة، وذلك لرفد أقسام العتبة بما تحتاجه، لخدمتها ولتطويرها، ولراحة زائريها، يتم بتمويل من ديوان الوقف الشيعي التابع لمجلس الوزراء العراقي، وبنسبة 80% ، بينما يتم تمويل النسبة الباقية - أي 20% - من الأموال الواردة إلى شبابيك الأضرحة المقدسة من الزائرين، وقسم الهدايا والنذور في العتبة المقدسة، والتي ترد فيهما أموال من العراقيين في الداخل والخارج، ومن العرب والأجانب".

ولمشاهدة جانباً من ابداعات العراقيين في تصنيع الشباك الجديد

أضغط هنا
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: