أكدت الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة، أنّ المجتمع بحاجة لأنفاس أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) في ظل تزاحم الشر على الحق.
جاء ذلك خلال كلمة الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدّسة ألقاها رئيس المجمع العلمي للقرآن الكريم الدكتور مشتاق العلي في الحفل المركزي الذي أقامته العتبة المقدسة ابتهاجًا بذكرى ولادة أمير المؤمنين (عليه السلام).
وأدناه نص الكلمة:
من أيّ بابٍ ندخل إلى حرمك وأنت باب مدينة علم الرسول (صلى الله عليه وآله) في أيّ بيتٍ نبحث
عن خصالك وأنت وليد بيت الله، وبمن نقارنك وأنت نفس الحبيب (عليه آلاف التحايا والسلام وعلى آله) الحديث فيك وعنك ذو حيرة، لا لشيء الا لأنّك عليّ (عليه السلام).
الحضور الكريم:
نورد على مسامعكم المباركة بعض أحاديث الحبيب المصطفى (صلى الله عليه وآله) في حق أمير المؤمنين (عليه السلام)، فهي خير الحديث بعد كلام الباري جلّ جلاله:
- أعلم أمتي من بعدي: علي بن أبي طالب.
- أقضاكم علي. يا علي، سلمك سلمي، وحربك حربي وأنت العلم فيما بيني وبين أمتي.
- علي بن أبي طالب أخي ومني، وأنا من علي فهو باب علمي ووصّيي.
- علي يعلم الناس بعدي من تأويل القرآن ما لا يعلمون.
- ذكر علي عبادة.
- من سرّه أن ينظر الى آدم في علمه، ونوح في فهمه، وإبراهيم في خلّته، فلينظر إلى علي بن أبي طالب.
- من سره أن ينظر إلى إبراهيم في حلمه وإلى نوح في حكمته، وإلى يوسف في جماله، فلينظر إلى علي.
ولعلنا لا ننتهي من إحصاء فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام) ولو بعد حين، وقد بين استحالة ذلك النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) حين قال: لَوْ أَنَّ الرّياضَ أَقْلاَمٌ، وَالْبَحْرَ مِدَادٌ، وَالْجِنَّ حِسابٌ وَالإِنْسَ كِتَابٌ، ما أَحْصُوْا فَضَائِلَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِب.
relatedinner
ولربما نحن اليوم أحوج ما نكون لأنفاسه كي نطمئن في ظلّ تزاحم الشر على الحق فنستذكر قوله تعالى في وصف حال الخلق في معركة الخندق: {يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها وكان الله بما تعملون بصيرا (9) إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنون (10) هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا} (11)، من كان المنقذ في هذا الخانق؟ إنه علي بن أبي طالب (عليه السلام) بنص الباري حين قال {وكفى الله المؤمنين القتال} نعم كفاهم بعلي.
ونستمر في سرد بعض فضائله فلولاه ما جُمع القرآن بين دفتيه ولولاه لضاعت اللغة العربية وهي لغة القرآن، فبفضله تأسس النحو حين أمر صاحبه أبا الأسود الدؤلي بكتابة أول رسالة في النحو حين قال الكلام، اسم، وفعل، وحرف، وانحُ نحو ذلك.
أيها الحفل الكريم أنتم من يجتمع لإحياء ذكر أهل البيت (عليهم السلام) الذي هو إحياء لأمر الله جل جلاله وأمر دينه، لم يكن اجتماعكم للاجتماع فحسب، فهو اجتماع على حب الله ورسوله ووصيه والائمة من ذريته لذا أقول لكم طوبى كما قالها نبيكم (صلى الله عليه وآله) حين أبان: طوبى لمن أحبك وصدق فيك وويل لمن أبغضك وكذب عليك.
الحديث عن أمير المؤمنين لا ينتهي ولذة ذكره لا تقف عند حد، والاجتماع في حضرته دائمة الشكر والحمد، لذا لا يسعني في ختام حديثي إلا أن أشكر سماحة المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة والأمانة العامة عبر تشكيلاتها كافة لما يبذلونه من سعي دائبٍ لإحياء المناسبات المباركات، ولا سيّما الولادات الميمونة لأهل بيت النبوة (عليهم السلام).