إحياء ذكرى شهادة الإمام علي بن موسى الرضا(عليه السلام) في كربلاء المقدسة..

يا ابن مَنْ شقّ القمر / وابن آيات الظّفر / نورُك الباهرُ في الآفاق آيا

فبك العدلُ انهَمَر / وبك الحقُّ اعتمر / والى عرشك قد سِرْنا سبايا

يا منار الكون يا شمس الشموسِ

أنت سلطانٌ على كلّ النفوسِ

يا رضا ربّ البشر / يا تراتيل السُّوَر / يا معاني اللوح يا سرَّ البرايا

*****

سِرْتَ ما بين القدر / والقضا فيك استقر / فإلى طوسٍ تُناجيك المنايا

ولك الكونُ انفطر / راسماً جرحَ العِبَر / فعلى قلبك تنهال الرّزايا

أيّها الثاوي على آفاق طوسِ

قلبُك المسمومُ يحيا في النفوسِ

يا رضا ربّ البشر / يا تراتيل السَّوَر / يا معاني اللوح يا سرَّ البرايا

بهذه الأبيات الأليمة والكلمات المعبّرة الحزينة انطلق موكبُ خدمة العتبتين المقدّستين الحسينية والعباسية إحياءً لذكرى شهادة الإمام علي بن موسى الرضا(سلام الله عليهما) –على رواية-، حيث انطلق الموكب من داخل حرم أبي الفضل العباس(عليه السلام) قاصداً حرم سيّد الشهداء أبي عبدالله الحسين(عليه السلام) مروراً بساحة ما بين الحرمين الشريفين ليُعقد مجلس العزاء في الصحن الحسيني الطاهر بهذه الفاجعة الأليمة.
وقد شارك في هذا الموكب عددٌ من الزائرين المتواجدين في كربلاء المقدسة الذين جاءوا لإحياء هذه المناسبة العظيمة عند قبر الإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العباس(عليهما السلام).
اسم الإمام(عليه السلام): علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب(عليهم السلام)، وهو أشرفُ وأنبلُ نسبٍ في الوجود.. وهو في زمانه: سيدُ ذرية رسول الله(صلى الله عليه وآله) من ابنته فاطمة الزهراء(عليها السلام) وإمامُ المسلمين وخليفةُ الله على خلقه وحجّتُهُ المبيّنُ تعاليمَه وسيّدُ البشر وعظيمُ أهل البيت(عليهم السلام).
فهو ابن الإمام موسى بن جعفر(عليه السلام) الذي قال فيه قاتلُهُ هارون العبّاسيّ وهو يشير إليه ويقول لابنه المأمون: هذا إمامُ الناس، وحجّةُ الله على خلْقه، وخليفتُه على عباده موسى بنُ جعفر إمامُ حقّ. والله يا بُنيّ، إنّه لأحقُّ بمقام رسول الله(صلّى الله عليه وآله) منّي ومن الخلق جميعاً، واللهِ لو نازعتَني هذا الأمر لأخذتُ الذي فيه عيناك، فإنّ المُلكَ عقيم.
وقد استُشهِدَ(سلام الله عليه) مسموماً مظلوماً, وأنّه قد سمّه المأمون(عليه اللعنة) روى ذلك الشيخُ الصدوق في العيون، والمفيدُ في الإرشاد.
كان عمر الإمام المبارك (49) سنةً على قولٍ مشهور، لأنّ ولادته(عليه السلام) في سنة (153هـ) واستشهادَه في سنة (202هـ)، وقد عاش مع والده موسى بن جعفر(عليه السلام) (29 سنةً وأشهر) أي ما يكون إلى سنة (183هـ) وهي سنة استشهاد الإمام موسى بن جعفر(عليه السلام)، وهو اليوم الذي شرّفه الله تعالى بالإمامة، فعلى هذا تكون مدة إمامة الإمام الرضا(عليه السلام) في حياته الشريفة وقيامه بالأمر بعد أبيه الإمام موسى بن جعفر(عليه السلام) هي (20) سنة، وقيل إنّ مدّةَ إمامته خمسةٌ وعشرون سنة أو إلّا أشهراً حسب القول بسنة استشهاده واستشهاد أبيه(عليهما السلام).
كنيتُهُ: له(عليه السلام) كنيتان هما أبو الحســـــن، وأبو محمد.
ألقابه كثيرة ومنها: الرضا، الصابر، الرضي، الوفي، سراج الله، نور الهدى، قرة عين المؤمنين، كفو الملك، كافي الخلق، الفاضل، الصابر، الصديق، وأشهرها: الـرضــــا، وكان يقال له: الرضا، والصادق، والصابر، والفاضل، وقرّة عين المؤمنين، وغيظ الملحدين.