وأضاف، "هذه الثلّة الطيّبة من بنات المرجعية، لما عليهنّ من التزامٍ دينيّ وأخلاقي، أنّها تدعو الله تبارك وتعالى لهنّ بالموفقية والسداد في حياتهنّ الأسريّة والمهنيّة، سائلين الله تبارك وتعالى بالمزيد لكم".
أكثر من ثلاثة آلاف طالبة من جامعات العراق في (15) محافظة، شاركن في الحفل الذي نظّمته شعبة مدارس الكفيل الدينيّة النسويّة في العتبة العبّاسية المقدّسة.
حماية المجتمع
يؤكّد الأمين العام للعتبة العبّاسية المقدّسة السيد مصطفى مرتضى آل ضياء الدين، أنّ حفل التخرّج المركزيّ لطالبات الجامعات العراقية (دفعة بنات الكفيل)، يمثّل ثقافة المجتمع العراقيّ وهويّته.
يقول آل ضياء الدين إنّ "من أهمّ الحروب التي يتعرّض لها المجتمع الإسلاميّ عمومًا ومجتمعنا العراقيّ بشكلٍ خاصّ، ما يُسمّى بالحرب الناعمة، التي من أهمّ أهدافها تغيير الهُوِيَّة الثقافية والأخلاقيّة لشعوبنا الإسلاميّة".
ويضيف أنّ "الأمر بات واضحًا في حفلات التخرّج التي شهدناها في السنوات الأخيرة بجامعاتنا، فأصبح لزامًا على من يستطيع الحفاظ على الهُوِيَّة الوطنية لمجتمعنا، أن يسعى بكلّ ما يستطيع لتحقيق الهدف المنشود"، مردفًا بالقول إنّ "العتبة العبّاسية المقدّسة بادرت وبتوجيهٍ مباشر من لدن سماحة المتولّي الشرعيّ لها السيد أحمد الصافي بإقامة هذا المشروع، للدفاع عن ثقافة مجتمعنا وهويّته، خصوصًا بناتنا الكريمات وخرّيجاتنا العزيزات وقائدات المجتمع وخادماته في المستقبل، اللاتي يُراد الإساءة لهنّ وتذويب شخصياتهنّ".
فيمَا يؤكّد رئيس هيأة التربية والتعليم العالي في العتبة العبّاسية الدكتور عباس الدده الموسوي أنّ "العتبة المقدّسة دأبت على سدّ أيّ حالة فراغٍ في المجتمع، وهذا ما قامت به عبر تنظيمها الحفل المركزيّ لتخرّج طالبات الجامعات العراقية، عندما رأت حفلات الجامعات تُعاني من الأفكار الدخيلة التي لا تناسب مكانتها العلمية".
بديلًا عمّا يزخر به الواقع
مديرة مكتب المتولّي الشرعيّ للشؤون النسويّة في العتبة العبّاسية المقدّسة السيدة منى وائل، تؤكّد أنّ دُفعة بنات الكفيل تمثّل الصورة الأنصع والظهور الأمثل للخرّيجة العراقية.
لعلّ السؤال، ما مراد العتبة العبّاسية المقدّسة من إقامة هذا الحفل؟ وماذا بعد؟ تقول وائل: إن "دفعة بنات الكفيل السابعة تشرع للأخريات منهجًا طيّبًا يلبّي ما رسمه الشرعُ المقدّس من مكانةٍ للمرأة، وحدّد لها دورها الذي يجب أن تكون عليه"، مضيفة أن "وقفة بهذا الشموخ ترسل إلينا وللعالم بيارق الخير، التي لطالما كان الرِّهان عليها في أعتى الظروف وأشقِّ اللحظات التي تعيشها صورة الطالبة الجامعية، بعدما أفسدت بعض المظاهر من حفلات التخرّج الصورة الناصعة هذه وباتت تُنتقد وتلفظ آخر أنفاسها".
شعبة مدارس الكفيل الدينية النسويّة في العتبة العبّاسية المقدّسة، من جهتها أكّدت أنّ حفل تخرّج دفعة بنات الكفيل، هو البديل عن تلك التجمّعات المُسيئة التي يزخر بها الواقع.
وقالت مسؤولة الشعبة السيدة بشرى الكناني إن "حفل تخرّج دفعة بنات الكفيل سُنَّةٌ دأبت عليها العتبة العباسية المقدّسة، لتكون بديلًا يرضاه الله ورسوله والمؤمنون، عن تلك التجمّعات المُسيئة التي يزخر بها الواقع والمواقع".
صناعة جيلٍ واعٍ
وزارة التعليم العالي والبحث العلمي تؤكّد أن "هناك تحدّيات كبيرة تواجه أبناءنا وبناتنا الطلبة ونحتاج الكثير من الوقفات الجادّة، لغرض ضمان أن يتمّ تخريج هذا الجيل ليكون واعيًا ومثقّفًا، ومسلّحًا بالعلم والمعرفة والوعي، وكلّ هذه الأمور يتمّ العمل عليها في الجانب التعليميّ بالعتبة العبّاسية المقدّسة".
مدير دائرة الدراسات والتخطيط في وزارة التعليم العالي السيد إيهاب ناجي عباس، يقول إنّ "مبادرة حفل التخرّج المركزيّ لطالبات الجامعات العراقية، من المبادرات المهمّة التي تسعى عبرها العتبة المقدّسة لرعاية الجانب الاجتماعيّ والتربوي".
من جهته يوضّح رئيس جامعة ذي قار الدكتور يحيى عبد الرضا، أنّ "مبادرة الحفل المركزيّ لتخرّج طالبات الجامعات العراقية تنمّ عن الشعور بمسؤوليةٍ عالية وكبيرة تجاه بناتنا الطالبات، ونسعى بصفتنا جامعات حكوميّة للتعاون مع العتبات المقدّسة بالاستمرار على هذا النهج، لحماية طلبتنا من الظواهر غير المناسبة، والسعي إلى أنّ تكون حفلات التخرّج قائمةً على مفردات محدّدة وضمن أسلوبٍ جامعيّ مهذّب ولطيف".
relatedinner
ويضيف أنّ "العتبات المقدّسة راعية للكثير من أمور الطلبة التي تسهم في نشر الفضيلة، ونرى اليوم الاحتفال البهيج تحت راية أبي الفضل العباس(عليه السلام)، له طعم خاصّ ووقع في نفوس المشارِكات، ويشجّع الطلبة والطالبات الآخرين على الالتزام بالسلوك ومكارم الأخلاق".
من جهته يقول رئيس جامعة واسط إن "الكثير من الأمور السلبية عصفت بالعراق، وكانت بعض التصرّفات في الكلّيات تسيء إلى ثقافتنا الإسلامية وهويّتنا الدينية، كما أنّ هناك أجنداتٍ تعمل على التخلّص من القيم والمبادئ والسجايا المترسّخة في العراقيّين، ونتيجةً لجهود العتبات المقدّسة والبرامج التي تقيمها، وبالتحديد العتبة العبّاسية المقدّسة نستطيع مواجهة هذا المَدّ التخريبي".
تخرّج قرب واحة القداسة
أهالي الطالبات أكّدوا على أهمّية استلهام الأبعاد الروحيّة والأخلاقيّة في حفل التخرّج لبناتهم بجوار مرقد أبي الفضل العباس(عليه السلام)، إذ يقول السيد ربيع جليل والد إحدى الطالبات من محافظة ذي قار، إنّ "الحفل يسهم في تعزيز الاهتمام بشريحة طلبة الجامعات والارتقاء بالواقع التربويّ والإسلاميّ بين أوساط هذه الشريحة، من أجل خلق جيلٍ واعٍ"، فيمَا يقول السيد عبد الأمير محمد والد إحدى الطالبات إنّ "تخرّج بناتنا عند مرقد أبي الفضل العباس(عليه السلام)، له تأثيرٌ كبيرٌ في نفوسهنّ، ويعزّز من إنجاح عملهنّ في المستقبل".
أمّا الطالبات المتخرّجات فقلن إنّ التخرّج عند مرقد أبي الفضل العباس(عليه السلام) يحمّلنا مسؤولية الوفاء برسالتنا الدراسيّة، فالطالبة أحلام جمعة يُوسُف من محافظة الأنبار قالت إنّ "شعورًا كبيرًا بالراحة والطمأنينة غمرنا، عند الدخول لمدينة كربلاء المقدّسة أوّل مرّة"، مبيّنةً أنّه "محلّ فخر واعتزاز أن نختتم مسيرتنا الدراسيّة من هذه البقعة الطاهرة".
من جهتها بيّنت الطالبة في جامعة كربلاء غفران كاظم أن "التخرّج بجوار مرقد أبي الفضل العباس(عليه السلام) يحمّلنا مسؤوليةً كبيرة في الوفاء برسالتنا الدراسية العظيمة، والتضحية لخدمة بلدنا، لكونه رمزًا للوفاء".
وفي السياق ذاته أكّدت الطالبة رحمة سعود عبد الغني من محافظة نينوى أن "حفل التخرّج المركزيّ يعزّز من الروح الوطنية بين طالبات الجامعات العراقيّة، ويمثّل فرصةً طيّبة للقاء طالباتٍ من جامعات ومناطق العراق المختلفة، وهو دعوة للأخريات للمشاركة في نُسَخ الحفل القادمة".
وتشير الطالبة زينب ثائر من محافظة ديالى إلى أنّ "الحفل يمثّل تكريمًا يليق بطالبات العراق، بعيدًا عن حفلات التخرّج التي يصاحبها الإسفاف والابتذال، ممّا يسبّب حرجًا اجتماعيًا".