المحاضرة الخامسة تأتي ضمن سلسلة المحاضرات التي قدّمها قبل أكثر من أربع سنوات، في شرح دعاء أبي حمزة الثمالي للإمام السجاد(عليه السلام)، وانطلقت في هذا الشهر الفضيل مجدّداً لشرح ما يتعلّق بخصوص هذا الشهر ومضامينه.
وتطرّق السيد الصافي إلى ما ذكره في المحاضرة السابقة حول الغفلة وآثارها، باعتبارها تتسبّب بفقدان الكثير من البركات، ومضمون دعاء الإمام (عليه السلام) الذي ربطها باليأس من رحمة الله تعالى.
وتناول في حديثه التمسّك بالحقّ والسير على النهج الصالح، وما إلى ذلك من آثارٍ إيجابية على الإنسان تزيد من التوفيق والطاعة وتبعده عن الغفلة، ودعاء الإمام (عليه السلام) تضمّن في فقراته آثار الفعل الباطل، الذي هو عبارة عن شيءٍ لا واقعية حقيقية له وما يترتّب عليها، في مقابل الحقّ الذي فيه جنبةٌ من الثبوت.
وأشار، إلى أن الباطل من موارد الالتذاذ المؤقّتة التي تكون أشبه بالسراب، وتأثير فعل الأشياء الباطلة يكون بمقدار زمنها ووقتها، فمثلاً الإنسان الذي يلتذّ ببعض المنكرات يكون ذلك بمقدار الفترة الزمنية وستنتهي، لكن في يوم القيامة سيكون الحساب ويتمنّى الإنسان وقتها لو أنّها لم تكن.
وبيّن السيّد الصافي أن الإنسان عجول لا يعقل ما ينفعه، وعندما تظهر الأشياء على حقائقها يوم القيامة يقول (ارجِعُونِي لعلّي أعمَلُ صالِحًا)، لكنّ هذا النداء لا يُستجاب فقد فاتَ الأوان، فهو عندما يتعرّض إلى الضنك يلجأ ويفزع إلى الله، والله سبحانه وتعالى يفرّج عنه، وبعد يوم أو يومين يرجع إلى ما كان عليه سابقاً، وهكذا هو يتصور أنه يخدع الله تبارك وتعالى، والله سبحانه وتعالى خادعهم.
relatedinner
ولفت سماحته إلى ما جاء في دعاء الإمام (عليه السلام)، حول مجالس الباطلين التي لا تُرضِي الله تعالى، وأثر مجالسة الإنسان لأهل الباطل وانسجامه معهم، وهذه المسألة قد يُبتلى بها الإنسان.
وبيّن بعض المفاهيم حول استجابة الله سبحانه وتعالى للدعاء، والفرق بين دعاء المؤمن والمنافق، وكيف أن الروايات تشجّع الإنسان على الدعاء في الرخاء وفي البأس والشدّة، والله تعالى يحبّ أن يسمع دعاء الإنسان دائماً، وهذا أمرٌ في غاية الروعة.