الى

انطلاق الجلسة البحثية الثانية لمؤتمر الأكاديميّين الثامن والمنضوي ضمن منهاج وفقرات مهرجان ربيع الرسالة الثقافي العالمي التاسع..

انطلقت في تمام الساعة الثالثة من مساء يوم الخميس (16ربيع الأول 1436هـ) الموافق لـ(8كانون الثاني 2015م) الجلسةُ البحثية الثانية لمؤتمر الأكاديميّين الثامن الذي يُقام تحت شعار: (من نهج النبوّة نستلهم سبل التعايش والسلام)، والمنضوي ضمن منهاج وفقرات مهرجان ربيع الرسالة الثقافي العالمي التاسع المقام حالياً برعاية العتبتين المقدّستين الحسينية والعباسية وتحت شعار: (الرسولُ الأكرم إتمامٌ للكلمة.. وائتلافٌ للفِرْقة).
حيث عُقدت هذه الجلسة في قاعة الإمام الحسن العسكري(عليه السلام) للمؤتمرات والندوات في العتبة العباسية المقدسة، وقد استُهِلّت بتلاوة آياتٍ من الذكر الحكيم ثمّ محاضرةٍ ألقاها سماحة الشيخ محمد السند، تناول فيها حثّ الباحثين وتشجيعهم على بذل المزيد من الجهود في البحث في شخصية النبيّ الأكرم(صلى الله عليه وآله).
بعدها كانت المنصّة لأوّل البحوث المشاركة في هذه الجلسة، والذي كان للأستاذ الدكتور صاحب نصّار والذي توسّم بـ: (الرؤية الإسلامية للمواطنـــــة.. دراسة في المفهوم والمصطلح)، حيث تناول فيه تركيز دساتير الدول الحديثة ونُظُمها على تحديد ملامح المواطنة وحقوقها وشروطها، ودرجت هذه النظم لفترات طويلة على تحديد مواصفات المواطن وأبعاد المواطنة على ضوء منطلقات تستوعب مشارب الأمّة ومنابع تفكيرها ومصادرها المرجعية المعتمدة تاريخياً وثقافياً ودينياً، وكذا على ضوء استراتيجيتها الخاصة. ولقد أدّى ذلك إلى تعدد وتباين في الوثائق السياسية والتربوية من مجتمعٍ لآخر في تحديد مفهوم المواطنة الصالحة.
بعدها كان الدور للدكتور ماهر حميد مجيد وبحثه بعنوان: (الرؤية القرآنية في التواصل والتعايش الاجتماعي)، حيث تطرّق فيه إلى أنّ من أكبر التحديات التي تواجه الأمّة الإسلامية في عالمنا اليوم هي قضية التعايش بين المكونات والفرق والمذاهب، التي تشهد تعدّدية مركبة ذات أشكال عدّة, إذ لا تقتصر على العرق واللون واللسان، بل تتعدّاها الى التعدّدية الفكرية التي أنتجت مدارس مختلفة في الكثير من الرؤى الإسلامية, لكلّ مدرسةٍ أتباعها وروّادها وحماتها وما يمثّلها من الطبقات الاجتماعية المتنوّعة في الأمّة الإسلامية، غير أنّ تلك الطبقات الاجتماعية ونتيجة لقوّة أتباعها لمدارسها الفكرية وتنظيرات علمائها ومريديها، وحرصاً منها على هويتها، بدأت تعاني تصدّعاتٍ وتشقّقاتٍ خطيرةً تمسّ البنية الاجتماعية.
ثمّ اعتلى المنصة الأستاذ الدكتور محمد فهد القيسي وقدّم بحثه الموسوم: (منهج الإمام الصادق(عليه السلام) في بناء الإنسان -أدب الحوار انموذجاً-) حيث تناول البحث ثلاثة محاور سُبِقَت بتمهيدٍ عن حياة الإمام الصادق(عليه السلام), إذ جاء المحور الأول في نماذج من حوار الإمام جعفر الصادق(عليه السلام) مع حكّام عصره، والمحور الثاني: نماذج من حوار الإمام الصادق(عليه السلام) مع علماء عصره، وفي المحور الثالث تناول نماذج من حوار الإمام الصادق(عليه السلام) مع الملحدين والفاسقين والغلاة, وبعد ذلك تمّ إيراد خاتمة تضمّنت أبرز نتائج البحث.
بعدها قدّم الدكتور حيدر محمد هناء الشلاه بحثاً بعنوان: (المنهج الإسلامي وأثره في حفظ كرامة الإنسان وكيانه)، حيث بيّن فيه: عانت البشرية منذ القدم من وطأة الظلم والاضطهاد الذي مارسته الأنظمة الحاكمة الجائرة والتي طالما كانت تشرّع قوانينها لخدمة مصالح السلطة الحاكمة التي تمثّل الأقليّة، على حساب سَلْب حقوق الأغلبية من الناس الذين تُسلب حقوقهم وحرياتهم، لذا كانت التشريعات الإلهية هي المُنقِذ الوحيد، والسبيل الفريد لخلاص البشرية من براثن الظلم والاضطهاد الذي تمارسه معظم التشريعات الوضعية من حيث تريد أو لا تريد، إذ أنّ بعضها قاصرة عن إدراك مصلحة البشرية، والبعض الآخر قاصدة للإضرار بها تنفيذاً لمخططاتها وتحقيقاً لرغباتها.
ثمّ قدّم الشيخ الدكتور جمال عزيز خلف الزبيدي بحثاً بعنوان: (أخلاق النبيّ وتأثيرها في المجتمع الإسلامي) حيث تطرّق فيه إلى أنّ مصدر الأخلاق الحميدة هي سيرة النبيّ الكريم(صلى الله عليه وآله)، ولابدّ من البحث فيها ودراستها وتطبيقها في المجتمع.
ثمّ قدّم بعده الدكتور حيدر علي حسين كاظم التميمي بحثاً بعنوان: (جوانب التسامح في أدب تعامل الأنبياء مع أقوامهم في القرآن الكريم وأثر ذلك على مجتمعنا الحاضر) حيث بيّن: فجاءت خطّة البحث على النحو الآتي:
المبحث الأول: التصوّر القرآني لأدب التعامل مع الآخرين ويتضمّن مطلبين:
المطلب الأول: مفهوم الأدب وفضله.
المطلب الثاني: المفهوم الحقيقي لأدب التعامل مع الآخرين.
المبحث الثاني: اللسان وأثره في أدب التسامح مع الآخرين سلباً أو إيجاباً ويتضمّن مطلبين:
المطلب الأول: أقوال السلف في اللسان ومكانته وبيان عظمة تلك النعمة واستغلالها في التعامل مع الآخرين إيجاباً.
المطلب الثاني: خطورة هذه الجارحة وبيان العاقبة الوخيمة لمن استخدمها سلباً، وعلاج أمراض القلوب.
المبحث الثالث: بيان الأمور المحرّمة في أدب التسامح مع الناس ويتضمّن مطلبين:
المطلب الأول: تحديد أمور التسامح وبيان التوجيهات القرآنية وأقوال العلماء والحكماء فيها.
المطلب الثاني: أثر مخالفة تلك الأمور في تمزيق وحدة أبناء المجتمع الواحد وبيان الهدف من تحريمها.
المبحث الرابع: بيان الأمور التي أمر الإسلام بها في التعامل مع الناس ويتضمّن مطلبين:
المطلب الأول: تحديد تلك الأمور وبيان أثرها في المجتمع.
المطلب الثاني: بيان المنهج التطبيقي في التثبّت في أمور التسامح.
لتُختَتَمَ الجلسةُ ببحثٍ للأستاذ المساعد عباس اسماعيل سيلان بعنوان: (التّعايشُ السِّلميُّ في الأدبِ العَربيّ -الشّريف الرضيّ أنموذجًا-) حيث أوضح فيه: الأدبُ العربيُّ أدبُ الحياةِ الذي خلّدَ سُبُلَها وشيّدَ معالمَها بأخيلةِ شعرائِهِ، ومن هؤلاء الشُّعراءِ: الشَّاعِر الشَّرِيْف الرَّضِيّ الذي برعَ بصدقٍ في بثِّ الملامحِ الصحيحةِ للحياةِ داعيًا إلى هدمِ ما يمَسُّ بنهجِ السعادةِ الحقّةِ، ليكونَ أنموذجَ التَّعايُش السِّلْمِيّ في عصرِهِ، ومن هنا كانَ هذا العنوانُ (التَّعايُش السِّلْمِيّ في الأدب العربيّ -الشَّرِيْف الرَّضِيّ أنموذجًا-)، وكان اختياره لسببين:
1- إنّ عصرَهُ شهِدَ تحضُّرًا من جهةٍ، فبزغتِ المعارفُ على أوجها وبرزتِ المعالمُ العمرانيّةُ حتى ألَّفَ آدم متز كتابَهُ: (الحضارة العربية في القرن الرّابع الهجريّ)، وشهِدَ من جهةٍ أخرى نموَّ المذاهبِ إلى حدِّ الاختلافاتِ، ونجمَ عن ذلكَ الفرقةُ بينَ السنّةِ والشيعةِ، وكانَ للشريفِ أثرٌ فاعلٌ في إطفائِها مثلَما كانَ أبوهُ كذلك؛ ليمثِّلَ في وقتِهِ ذُروةَ الإنْسانِ المُتسامِحِ؛ فهو حَلقَةُ الوَصْلِ بينَ الشّيعيّ والسُّنِّيّ وبين المُسلمِ وغيرِ المُسْلمِ وبينَ العربيِّ وغيرِ العربيّ، ولم يَكنْ يَرضى لتَعَصُّبٍ قطّ، وهوَ بهذا جديرٌ لأنْ يكونَ محلًّا للدِّراسةِ في ظلِّ ما نَمُرُّ بهِ من وضْعٍ مُتدنٍّ مليءٍ بمآسٍ إحداها (القَتْلُ على الهُويّةِ)، وإذا ثبت أنه (من الفرد يتّجه الإسْلام إلى إشاعة السّلامِ)، فالأمرُ مع الشَّاعِر يكونُ أوسعَ لكثرةِ أولئكَ المتلقّينَ لشعرهِ، ولاسيّما الأمرُ إذا كان ذلكَ الشَّاعِرُ عظيمًا مثلما هوَ الأمرُ معَ شاعرِنا الشَّرِيْف الرّضِيّ، فضلاً عن أنّه كان عالمًا، أي يكونُ ما يصدرُ منهُ نابعًا من وعْيٍ ناضِجٍ.
2- يمكن التّعبيرُ عن الشَّرِيْفِ الرّضِيّ بأنّهُ كانَ بمنزلةِ المرجعِ في وقتِنا هذا، أي أنّ المسؤوليةَ تقعُ على عاتقهِ كبيرةً، وقد خلدَ عنهُ ما يؤكدُ ذلكَ، وهوَ ما سيسعى البحثُ للتنقيبِ عنهُ. بعد أنْ مثّلَ شعرُهُ ثروةَ معارفَ وثورةً على الأعراف الخاطئةِ، لكن معَ كلِّ المكانةِ التي حظيَ بها الشَّرِيْف بسببِ تفوّقهِ إلّا أنهُ لم ينلْ حقّهُ الحقيقيّ.
تعليقات القراء
2 | zahraa ali | 08/01/2015 | France
بالتوفيق إن شاءألله، بس عندي طرح لو سمحتم..لماذا لا تعملون مؤتمر لتطوير مدينة گربلاء ألمقدسة وجعلها چنة في أرض ألله، لتگون أحلى وأجمل بقعة في ألارض.....معآ لتطوير وترميم وتنظيف مدينة گربلاء ألمقدسة..وشکرآ.
1 | أبو هدى السيد | 08/01/2015 | العراق
موفقين وأنشاء ألله التوفيق لجميع الطلبه أللهم أمين&&&&
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: