الى

(حوار الأديان في حضارة الإنسان وثقافة الشعوب) عنوانٌ للندوة الحوارية التي أقيمت ضمن فعاليات مهرجان ربيع الرسالة الثقافي التاسع..

جانب من الندوة
احتضنت قاعة خاتم الأنبياء(صلى الله عليه وآله) في صحن أبي عبدالله الحسين(عليه السلام) صباح اليوم (17ربيع الأول 1436هـ) الموافق لـ(9كانون الثاني 2015م) وضمن فعاليات مهرجان ربيع الرسالة الثقافي العالمي التاسع ندوةً حواريةً كانت بعنوان: (حوار الأديان في حضارة الإنسان وثقافة الشعوب)، وأقامها مركز كربلاء للدراسات والبحوث في العتبة الحسينية المقدسة، وشهدت فعاليات هذه الندوة التي استُهِلّت بآيات من الذكر الحكيم حضوراً نخبويّاً واسعاً ومن أطياف مختلفة من داخل وخارج العراق.
وتضمّنت هذه الندوة قراءةً لأربع ورقات عمل وكانت تهدف الى أنّ الحوار بين الديانات هو اللقاءات بين أهل الديانات السماوية من أجل العمل على نشر الأمن والسلم في العالم والبحث عن أساليب نبذ العنف والحرب ومكافحة الفقر وحماية البيئة وصيانة كرامة الإنسان، وحوار الديانات يعني التفاعل التعاوني الإيجابي والبناء بين الناس من مختلف التقاليد الدينية (أي المعتقدات)، كانت الورقة الأولى منها للدكتور أنطوان مسرّة (رئيس كرسيّ اليونسكو) في جامعة القديس يوسف، وبيّن فيها: "إنّنا في الوقت الحاضر لدينا دبلوماسية أديان خائفة ودبلوماسية أديان مخيفة، ونرى اليوم تراجع الأيديولوجيات المعروفة منها الشيوعية والرأسمالية والاشتراكية، وهذا يعني أنّ الإنسان أصبح أكثر وعياً بمعنى أنّ وسائل التعبئة في الصراع السياسي أصبحت أيديولوجية تعبوية في ممارسة السلطة، وهنا برزت أديان خائفة وللأسف هناك جماعات عربية اليوم انجرفت في هذا السياق تتصرّف كأديان خائفة من التطرّف ومن التعصّب وهذا يناقض كلّ تراثها".
جاء بعده الدكتور جورج عطا الله (عميد المعهد العالي للدكتوراه في الحقوق والعلوم السياسية والإدارية والاقتصادية في الجامعة اللبنانية) وطرح ورقة عملٍ تناوَلَ فيها: "كيف يتمّ الحوار اليومي بين الأديان؟ ونأخذ اليوم مثالاً من زمن الأزمات زمن الحروب لنظهر أنّ هذا الحوار متواصلٌ دائماً حتى في زمن الأزمات والحروب، مستشهداً كيف كان اللبنانيّون يدافعون عن بعضهم البعض بمعزلٍ عن طوائفهم الدينية، وهذا دليل على أنّ الحروب في لبنان لم تكن حروباً لبنانية وإنّما كانت مفبركة".
أعقبه الدكتور إياد محمد علي أستاذ في جامعة بغداد كلية التربية - ابن رشد بورقة عملٍ بيّن فيها: "أسس التعايش السلمي في القرآن الكريم والسنّة الشريفة وإنّها تقوم على ثلاثة أسس، الأساس الأوّل هو أنّ الإنسان خليفة الله في الأرض، إذن لابدّ أن يُحاكي صفات المستخلف الذي من صفاته أنّه رحمنٌ ورحيمٌ وسلامٌ، والأساس الثاني هو مسؤولية الإنسان هذه المسألة لا تجعل الإنسان حرَّ اليدين يفعل ما يشاء، لذلك على الإنسان أن يُراقب نفسه في كلّ صغيرةٍ وكبيرةٍ يقوم بها، وهذا بدوره يؤدّي الى التعايش السلمي، والأساس الثالث هو احترام حقوق الإنسان وهي مسألة غاية في الأهمية ومن هذه الحقوق حقّ الحياة ليس من حقّ إنسانٍ أن يسلبَ إنساناً آخر حقّ الحياة إلّا بشريعة الله".
واختُتِمَت هذه الندوة بورقة عمل الدكتور عدنان الشروفي من كلية القانون - جامعة كربلاء، والتي تناول فيها توضيح معنى التعايش وأسس التعايش في تشريع القانون المعاصر والشريعة الإسلامية، مسلّطاً الضوء على المبادئ الشرعية وكيف نظرت الشريعة الإسلامية الى الإنسان؟ وكيف تطرّقت الى الأديان السماوية الأخرى؟ وكيف على الإنسان بغضّ النظر عن ديانته أو مذهبه أن يحاول العيش بسلام بعيداً عن أيّ تعصّب، ويحاول خلق حالةٍ من التآلف بين جميع المكوّنات والأطياف والمذاهب.
بعدها فُتِحَ بابٌ للمداخلات والأسئلة والاستفهامات والاستيضاحات من الحاضرين وقام الباحثون بدورهم بالإجابة عنها وتوضيح ما يلزم ويجب إيضاحه.
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: