الى

مركزُ تراث كربلاء في ندوته الثقافية (الجمعية الإسلامية في كربلاء 1918-1920)..

جانب من الندوة
بحضورٍ نخبويٍّ لشخصياتٍ دينيةٍ وثقافيةٍ وأكاديمية، أقام مركزُ تراث كربلاء التابع لقسم الشؤون الثقافية في العتبة العباسية المقدّسة ندوةً ثقافيةً وفكرية تحت عنوان: (كربلاء رائدة العلم والبطولات والشيم العريقة) والتي تأتي كجزءٍ من النشاطات التي يقوم بها والهادفة الى إظهار وإبراز كلّ ما له علاقة بتراث وإرث مدينة كربلاء المقدسة، ومن كافة النواحي السياسية والاقتصادية والجغرافية وغيرها من الأمور، والعمل على طرحها إمّا عن طريق ندوات وأمسيات أو عن طريق استضافة ذوي الخبرة والاختصاص في المجالات آنفة الذكر من رجال دين أو مؤرّخين أو أكاديميّين، كون هذه المدينة حافلة بأحداثها وقد حاولت الأنظمة المتعاقبة على محاربتها وطمس هويّتها وكلّ ما يمتّ لها بصلة، لكن على الرغم من ذلك بقت وستبقى كربلاء الإمام الحسين(عليه السلام).
أُقيمت هذه الندوة في القاعة العليا لباب أمير المؤمنين(عليه السلام) –باب الكف- في العتبة العباسية المقدّسة صباح اليوم (30ربيع الثاني 1436هـ) الموافق لـ(20شباط 2015م)، واستُضِيفَ فيها الدكتور عدي حاتم عبدالزهرة المفرجي أستاذ التاريخ الحديث في جامعة كربلاء / كلية التربية للعلوم الإنسانية، واستُهِلّت بتلاوة آياتٍ من الذكر الحكيم ثمّ كلمةٍ لمدير المركز الدكتور السيد إحسان الغريفي أعطى فيها وصفاً لما يقومُ به مركزُ تراث كربلاء من أعمالٍ ومهمّات وما وصل اليه منذ تأسيسه حتّى هذه اللحظة، فضلاً عن خططه المستقبلية الرامية الى المساهمة في جمع وتوثيق تراث هذه المدينة المقدّسة وتسليط الضوء على بعض الأحداث التي مرّت بها خلال فترات زمنية عن طريق إقامة الأمسيات والندوات.
بعدها قام الأستاذُ الباحث بطرح بحثه الذي توسّم بـ(الجمعية الإسلامية في كربلاء 1918-1920) وتطرّق فيه لعدّة محاور منها الجمعية الإسلامية في كربلاء -النشوء والتأسيس-، وأهمّ أسباب نشأتها والظروف التي أحاطت بها وكيف استطاع رئيسُها السيد محمد رضا نجل الإمام محمد تقي الشيرازي وأعضاؤها -أمثال السيد هبة الدين الشهرستاني والسيد حسين القزويني وعبدالوهاب الوهاب وعبدالكريم العواد وعمر العلوان وعثمان العلوان وطليفح الحسون وعبدالمهدي القمبر ومحمد أبو الحب وهم من الوطنيّين ورجال الدين- أن يؤسّسوها ويواجهوا الاستعمار البريطاني في تلك الحقبة، والمحور الآخر هو موقف الجمعية من الاستفتاء البريطاني والذي تمخّض عنه إصدار فتواها الشهيرة في (23/1/1919م) والتي نصّت على أنّه (ليس لأحدٍ من المسلمين أن ينتخب أو يختار غير المسلم للإمارة والسلطنة على المسلمين)، وكان لها الأثر العميق في نفوس الأوساط الشيعية وأوساط المعارضين للاحتلال الأجنبي، وكيف تمّ التعامل مع هذه الفتوى باعتبارها هي الأولى خلال السيطرة البريطانية الفعلية على العراق التي أعطي فيها رأيٌ علنيٌّ ضدّ البريطانيّين، الأمر الذي أضفى وأضاف على الحكم الوطنيّ مباركةً دينيةً، وكانت تمثّل الرفض القاطع للاحتلال الإنكليزي وتجريده من أيّ سلطة على العراقيّين والإعلان الحاسم بوجوب الجهاد المسلّح ضدّه، كذلك ضمّ البحث محوراً آخر هو الموقف البريطاني من الجمعية، وكيف أنّ الاحتلال البريطاني أدرك أنّ الاتّجاه الذي يعاكس الجمعية يسير بشكلٍ منظّم وله تأثيره المباشر على وجودها، فكان له موقفٌ من الشخصيات الهامة والنشطة على الساحة العراقية فقام بحملة اعتقالات شملت الشخصيات الكربلائية الناشطة أمثال عمر العلوان وعبدالكريم العواد ومحمد مهدي المولوي ومحمد علي الطباطبائي ومحمد على أبو الحب وطليفح الحسون وغيرهم.
واختَتَمَ الباحثُ بحثه بمحور الجمعية وموقفها من ثورة العشرين وكيف استطاعت بأثرٍ فاعلٍ تحريك الجماهير، وتأجيج النفوس للثورة ضدّ الظلم والاستبداد والتعسّف‎، بعد ذلك اختُتِمت الجلسةُ بجملةٍ من الاستفسارات والأسئلة والاستفهامات من قبل الحاضرين وقام الباحث الدكتور الأستاذ المفرجي بدوره بالإجابة عنها وتوضيح ما يلزم توضيحه.
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: