جاء ذلك ضمن فعاليات مؤتمر فتاوى الدفاع المقدسة العلمي الدولي الخامس، على هامش مهرجان فتوى الدفاع المقدسة السنوي الثقافي بنسخته الثامنة الذي تقيمه العتبة العباسية المقدسة، والمنعقد تحت شعار (المرجعية الدينية حصن الأمة الإسلامية) وبعنوان (فتاوى الدفاع المقدسة بين الماضي والحاضر تشابه الأهداف واختلاف الأساليب – مرجع الطائفة سماحة السيد السيستاني وسماحة الميرزا أبي القاسم القمي).
وجاء في ملخص البحث، أنّه "بعد التحولات الكبرى التي شهدها العالم في مجال الحقوق والحريات، ولاسيّما في مجال الحقوق العامة بشكل عام، والحقوق السياسية بشكل خاص، وذلك في إطار تحديد نطاق تلك الحقوق التي ينبغي أن يتمتع بها الفرد داخل المجتمع، خاصة بعد ويلات الحروب التي شهدها العالم، التي تسببت بها الأنظمة الديكتاتورية، وراح ضحيتها ملايين القتلى والجرحى، فقد شهد العالم تحولًا نوعيًّا في تلك الحقوق الممنوحة للأفراد والشعوب في حق تقرير المصير وممارسة حقوقهم السياسية عبر مختلف أنواع الوسائل التي تمنحهم حق المشاركة السياسية بأنواعها شتى، والتداول السلمي للسلطة في محاولة لعدم تكرار مآسي الماضي".
وأضاف، أنّ "العراق شهد تحولًا كبيرًا على المستوى السياسي بعد انهيار الحكم الديكتاتوري وإسقاطه، الأمر الذي جعل الشعب العراقي أمام تحديات ومنعطفات مفصلية خطيرة تحدد مستقبل أجياله، لاسيّما أنّ الشعب العراقي حديث عهد بالممارسة السياسية التي كانت محظورة عليه بشتى أنواعها وأشكالها، وقد كانت الثقافة السياسية شبه منعدمة عبر عقود طويلة من الظلم والاستبداد والحكم الشمولي، وتُعد المشاركة السياسية أحد أبرز مخرجات الثقافة السياسية، لذلك كانت المشاركة السياسية الفاعلة أحد أبرز التحديات التي واجهها الواقع العراقي، لأنّ المشاركة الفاعلة والواعية تتأتى من خلال العامل الثقافي، الذي يؤثر بشكل كبير على علاقة الفرد بالنظام السياسي عبر المشاركة السياسية والمساهمة في البناء السياسي للبلد".
relatedinner
وتابع، أنّ "توجيهات السيد السيستاني في الجانب السياسي قد أحدثت تحولًا نوعيًّا في مجال المشاركة السياسية الفاعلة خلال الانتخابات واختيار السلطة الحاكمة عبر صناديق الاقتراع، لذلك تنطلق الدراسة من فرضية كون التوجيهات والوصايا التي أطلقها السيد علي السيستاني قد أسهمت بشكل مؤثر في مسار المشاركة السياسية للمجتمع العراقي استجابة لتلك التوجيهات، لا سيّما أن المجتمع العراقي حديث عهد بالثقافة السياسية بعد إسقاط الديكتاتورية، وعملية التحول من النمط الاستبدادي في الحكم والسلطة نحو النمط الديمقراطي، ومن ثقافة الحزب الواحد إلى التعددية الحزبية والمشاركة في الانتخاب والترشح".