الى

العتبةُ العباسية المقدّسة تُقيم الملتقى العلميّ الأوّل للفهرسة والتصنيف..

جانب من حفل الأفتتاح
انطلقت صباح اليوم الجمعة (21جمادى الأولى 1436هـ) الموافق لـ(13/03/2015م) وعلى قاعة الإمام الحسن(عليه السلام) للمؤتمرات والندوات في العتبة العباسية المقدسة فعاليات الملتقى العلميّ الأوّل للفهرسة والتصنيف، والذي أقامته مكتبةُ ودار مخطوطات العتبة المقدّسة بحضور عددٍ من الأساتذة المختصّين في هذا المجال وعددٍ من أساتذة الجامعات العراقية.
ويهدف هذا الملتقى إلى مدّ جسور التواصل وتبادل الخبرات بين وحدة الفهرسة والتصنيف في مكتبة ودار المخطوطات من جهةٍ ومكتبات الجامعات العراقية من جهةٍ أخرى، بالإضافة إلى دراسة المعوّقات وتوضيح الحلول لمواكبة عجلة التطوّر والالتحاق بركب المكتبات العالمية وأنظمتها بحسب النظم والسياقات المتّبعة في المكتبات العالمية.
استُهِلّ حفل افتتاح الملتقى بتلاوة آياتٍ من الذكر الحكيم بصوت المقرئ مصطفى الحمدان لتأتي بعدها كلمةُ الجهة المنظّمة ألقاها مديرُ مكتبة ودار مخطوطات العتبة المقدّسة السيد نورالدين الموسويّ، والتي رحّب فيها بالحضور الكريم وبيّن فيها تأهيل مكتبة ودار مخطوطات العتبة العباسيّة المقدّسة وإعادة افتتاحها بعد سقوط اللانظام البائد، واستحداث وحداتها بما يتناسب مع ثقافة العصر.
وأضاف: "كما جاءت هذه الوحدات لتتماشى مع تطوّرات المسيرة العلميّة والثقافيّة في بلدنا الحبيب، بعد ما عانت هذه المسيرة من مراحل صعبة وخطيرة في السنين العجاف، حيث كان الظلام فيها قد غطّى كلّ أفق، وصُودرت الثقافة بكلّ أبعادها ومعانيها، وخُنقت الأصوات جميعها".
مُبيّناً: "وقد فُتحت هذه الوحدة بحمد الله تعالى بحلّتها الجديدة مشمّرةً عن سواعدها متّكلةً على الله تعالى ومستعينةً به، ومتنسّمةً ألطاف المولى أبي الفضل العباس بن أمير المؤمنين(عليهما السلام)".
وأضاف الموسويّ: "وإن كان زمن التأسيس لمكتبة العتبة العباسية يعود إلى سنة (1382هـ) الموافق (1963م) حيث حوت آنذاك كتباً ومصادر مهمة تربو على خمسة آلاف مصدر، وكانت تضمّ بين دفّتيها مخطوطات يصل تعدادُها إلى حدود الألف مخطوطة، صُودرت هذه النفائس الخطيّة من قبل عصابة البعث المقبور، أمّا الكتب فصُودر الكثير منها وأُتلف بعضُها الآخر، وما بقي منه استُخدم كوقودٍ للتدفئة ولصنع الشاي من قبل جنود اللانظام المجرم عند احتلاله للعتبة المقدّسة إبّان الانتفاضة الشعبانية المباركة سنة (1411هـ) الموافق (1991م).
مؤكّداً: "وقُدّر لهذا الصرح الثقافيّ الكبير أن ينبض بالحياة من جديد، وتسطع منه أشعّة الثقافة والمعرفة، وتلوح له في الآفاق آمالٌ جديدة لغدٍ مشرق، وكان للعناية الكبيرة التي أولاها سماحة المرجع الدينيّ الأعلى الإمام السيد السيستانيّ(دام ظلّه الوارف) الأثرُ الكبير في إعادة تأهيل مكتبات العتبات المقدّسة، فرُفدت المكتبةُ بآلاف المصادر وفُعّلت، واستُحدثت فيها الوحدات الجديدة؛ كوحدة الإعارة والتزويد، والمكتبة الإلكترونية، والفهرسة، والاستنساخ، ووحدة الترجمة، والذاتية والخدمات، وبعد مضيّ أقلّ من ثلاث سنين على إعادة التأهيل حدثت قفزةٌ نوعيّة فيها، فاستُحدثتْ جملةٌ من المراكز المهمّة؛ كمركز ترميم المخطوطات، ومركز تصوير المخطوطات وفهرستها، ومركز إحياء التراث، ووحدة التأليف والدراسات، حتى صارت بحمد الله تعالى متكاملةً متماشيةً مع واقع الثقافة، ملبّيةً لطموح الباحثين والقرّاء بمختلف مشاربهم الفكرية والثقافيّة".
مضيفاً: "وهنا أودّ أن أبيّن للأعزّة الأكارم:
إنّ حصيلة الجهود المبذولة لهذا العمل الكبير هو إيداع ما يقرب من خمسة آلاف مخطوطة في خزانة مكتبة العتبة المقدّسة تُعدّ من جواهر التراث الإنساني الفكريّ والأدبيّ، والحصول على ما يقرب من (150ألف) مخطوطة مصوّرة بأحدث التقنيات وفق معاهدات واتّفاقات تعاون مشترك للتبادل الثقافي مع أهمّ وأبرز المكتبات ودور المخطوطات، بالإضافة الى إصدار خمسةٍ وثلاثين كتاباً بين تأليف وتحقيق، وإصدار جزأين من فهرس مخطوطاتنا ومازال العمل متواصلاً لإنجاز بقية الأجزاء، وكذلك إصدار دليل الأطاريح الجامعية بجزأين وإصدارات أخرى من وحدة المكتبة الإلكترونية وكذلك من وحدة الترجمة".
بعدها جاءت كلمة مسؤول وحدة الفهرسة والتصنيف في مكتبة ودار مخطوطات العتبة المقدّسة الأستاذ حسنين الموسوي عرّف فيها بوحدة الفهرسة والتصنيف وأهمّ الإنجازات والتطوّر الذي حصل فيها في مجال علم الفهرسة، بالإضافة إلى شرحٍ عن آلية الفهرسة المتّبعة في المكتبة.
انطلقت بعدها الجلسة النقاشية الأولى والتي كانت برئاسة الدكتور عادل نذير وعضوية كلٍّ من الدكتورة سهيلة يونس علوان والأستاذ حسنين الموسوي، حيث استُهلّت بتعريفٍ موجز عن علم الفهرسة والتصنيف، ليتمّ بعدها طرح الإشكالات في مجال الفهرسة والتصنيف في العراق ومناقشتها.
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: