الى

السفير السودانيّ من العتبة العباسية المقدّسة: نحن مع العراق وشعبه في مواجهة الإرهاب وفتوى المرجعية بالجهاد الكفائيّ أعادت له هيبته..

جانب من اللقاء
زار العتبةَ العباسيةَ المقدّسة وضمن سلسلة الوفود الزائرة لها وفدٌ من سفارة جمهورية السودان في العراق برئاسة السفير الأستاذ محمد عمر موسى، وقد ضمّ الوفدُ عدداً من رؤساء ملحقياتها أيضاً، وجرى على هامش الزيارة لقاءٌ جمع بينه وبين الأمين العام للعتبة العباسية المقدسة سماحة السيد أحمد الصافي، إذ جرى خلال اللقاء طرحُ ومناقشة جملة من الأمور في سبل تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين.
وبعد الترحيب به بيّن السفير في مقدّمة حديثه أنّ السودان -حكومةً وشعباً- يقف مع العراق في حربه ضدّ الإرهاب الداعشي، وكان موقفه داعماً منذ بداية مقارعته لهذه الهجمة البربرية وفي جميع قنواته الدبلوماسية، مثنياً في الوقت نفسه على موقف المرجعية الدينية العُليا بفتواها التاريخية بالجهاد الكفائيّ في الدفاع عن العراق ومقدّساته، والتي بفضلها وبتفاعل أبناء العراق معها أعادت لهذا البلد هيبته ومكانته التي كادت أن تُسلب وتستباح -لا سمح الله-.
مُضيفاً: "تربط العراق والسودان علاقةٌ أخوية، ويشترك معه في بعض التحدّيات والمصاعب التي مرّت عليه، وهناك أكثر من (4000) مواطن سودانيّ مقيم ومنصهر في المجتمع العراقي ويمتلكون سمعة جيدة والحمد لله، واستطاعوا أن يتأقلموا مع الجوّ العراقيّ الاقتصاديّ والسياسيّ والأمنيّ فكانت معاملة الشعب والحكومة لهم جيدة، وهذا هو ديدن العراقيّ الأصيل"، موضّحاً: "أنّ بلاده مستعدّة للعمل من أجل البحث عن السبل الكفيلة لتوثيق هذه العلاقات وتوسيع أطر العمل".
وبيّن السفير: "أنّ السودان يعتبر أرضاً خصبة ومناسبة للاستثمار بين البلدين، وهناك اتّفاقاتٌ بين البلدين بعضها فُعّل والآخر ينتظر، ممّا سيكون له دور في تنشيط الشراكة في مجالات الزراعة والتجارة بما يخدم مصلحة البلدين، ونحن نقدّم دعوة لشراكات العتبة المقدّسة الاستثمارية ومنها شركة الكفيل لزيارة السودان والاطّلاع على إمكانية إيجاد أرضية عملٍ مشتركة".
من جانبه بيّن السيد الصافي: "نحن نشعر من زمان بالاهتمام في السودان ونعلم أنّها تمتلك خبرات في مجالات عديدة، وأنّ النظام السياسيّ في العراق أخذ حصّةً زمنية كبيرة أبعدت العراق عن الجيران والعمق العربيّ، ولكن بعد التغيير تنفّس الصعداء وبدأ بفتح آفاق علاقاته الواسعة مع إخوته وجيرانه، وموقف السودان نابع من صميم هذه الأخوّة".
مُبيّناً: "مرجعية النجف الأشرف عمرها يتجاوز (1000سنة) انتقلت من بغداد أيّام الدولة السلجوقية وانتقلت الى النجف الأشرف، وخلال هذه الفترة كانت على تماسٍّ مباشر وما يتعرّض له المواطن العراقي وما يجابه من تحدّيات، فكانت خلال فترة العثمانيّين تنظّم الارتباط مع الدولة التركية وترعى مصالح العراقيّين وبجميع مكوّناتهم وأطيافهم، لتكلّل هذه المواقف بفتوى الجهاد الكفائي للدفاع عن العراق ومقدّساته، والتي لم تصدر خلال أحداث سامراء وما جرى على ضريح الإمامين العسكريّين(عليهما السلام) بل صدرت عندما استُبِيحَت أرض الموصل والمناطق المجاورة لها، ولهذا مداولات كبيرة ذات عمق، لكن نسمع من هنا وهناك بعض الأصوات النشاز التي لا تريد لهذا البلد خيراً ولديها مآرب معروفة ومكشوفة".
وأوضح السيد الصافي: "نحن نشجّع على الاستثمار في السودان ونشجّع كذلك على استثمار مصادر الأموال في كافة الدول العربية والإسلامية، فهي تكون قريبة منّا وتربطنا بها روابط مشتركة كثيرة، والعراق يسعى لتحسين علاقته بمحيطه العربيّ والإقليميّ، لكن هناك بعض الدول كانت تسعى وما تزال الى عدم التعاون مع العراق لسببٍ أو لآخر وتحاول تفتيت النسيج العراقيّ، تصل لمستويات أنّه في المطارات يُسأل المسافرُ العراقيّ أنت من أيّ طائفة؟؟ ومع الأسف في دولٍ للعراق جميلٌ عليها وقسمٌ من خيراتها منه".
واختتم السيد الصافي: "يسعى العراق لتقوية علاقاته بدول العالم للاستفادة من خبراتها في إعادة إعمار بناه، واستثمار الثروات الكثيرة التي يتمتّع بها العراق، وتطوير القطاع التجاريِّ والزراعيِّ والصناعيِّ، لدعم الاقتصاد العراقيِّ الذي تضرَّر بسبب اعتماده على النفط الذي انخفض بدرجةٍ كبيرة، ومن هذه الدول السودان التي نأمل أن تتطوّر العلاقات الاقتصادية معها أكثر ويُرتقى بها لمستويات أفضل".
وفي الختام شكر السفيرُ الأستاذ محمد عمر موسى والوفدُ المرافق له القائمين على العتبة المقدّسة على حفاوة الاستقبال وما وجدوه في هذه المدينة المقدّسة، وعلى الإيضاحات التي استمعوا لها من الأمين العام للعتبة العباسية المقدسة، وقُدّمت للوفد هدايا تبرّكية من مرقد أبي الفضل العباس(عليه السلام) وقام هو الآخر بتسليم هديّةٍ تذكارية للأمانة العامة للعتبة المقدّسة.
تعليقات القراء
1 | حنين عاشقت الحسين والعباس ع | 14/03/2015 | العراق
اخواني موفقين لكل خير نرجو توصلون الى سلامي نورعيني العباس ع
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: