الى

حضورٌ فاعل للعتبة العباسية المقدّسة خلال فعاليات أسبوع جامعة الكوفة الثقافيّ السادس..

الشيخ صلاح الكربلائي
ضمن برنامجها التواصليّ مع المؤسّسات الأكاديمية والعلمية شارك وفدٌ رفيع المستوى من العتبة العباسية المقدّسة في فعاليات الأسبوع الثقافيّ السادس الذي تُقيمه جامعة الكوفة بالتعاون مع أمانة مسجد الكوفة والمزارات الملحقة بهِ، وشهد حفلُ الافتتاح حضوراً واسعاً لشخصياتٍ دينيةٍ وثقافيةٍ وأكاديمية وجمعٍ من طلبة وأساتذة الجامعة.
وقد ألقى رئيسُ قسم الشؤون الدينية في العتبة العباسية المقدسة الشيخ صلاح الكربلائي محاضرةً دينيةً أخذت منحىً بحثيّاً وتوجيهياً للطالب الجامعيّ ودوره في المجتمع، وقد ألقاها نيابةً عن سماحة السيد أحمد الصافي وبيّن فيها: "ليس غريباً وجديداً على المرجعية الدينية العُليا أن تجعل الاهتمام الأكبر لرعاية العلم والعلماء والطلبة، سواءً على مستوى الدراسات الحوزوية أو على مستوى الدراسات الأكاديمية بنفس المستوى، ولعلّه شهد بعضُ الحضور لقاءاتٍ متعدّدة مع سماحة المراجع في النجف الأشرف ورأوا ذلك الاهتمام الكبير والتأكيد على دقائق الأمور والاهتمام بالعلم وبطلبة العلم، ولا يخفى عليكم أحبّتي بأنّنا نمرّ بظرفٍ استثنائيّ بكلّ معنى الكلمة ولعلّ أوّل درجات الوعي أن يلتفت المواطن سواءً كان عالماً أو متعلّماً بأنّه يعيش ذلك الظرف الاستثنائيّ".
وأضاف: "لا يُمكن للتاريخ أن يمرّ على هذه الحقبة الزمنية كما يمرّ على غيرها، وأن يفهم الإنسان دوره في هذه المرحلة فذلك نصف الجواب، وعليه أن يرتّب الأثر على ما فهمه من ذلك الدور، فعلينا أن نعي أنّ هذا الزمان هو زمان الأئمة(عليهم أفضل الصلاة والسلام)، إنّ التحدّي الكبير الذي تواجهه الأمة تقع مسؤوليته على المتعلّمين أوّلاً، واللهُ تبارك وتعالى يُحاسب العباد على قدر النية، فعلى قدر علمهم أنّهم يحاسبون بل لا تجد ديناً من الأديان له هذا الاهتمام الرائع بالعلم والعلماء مثل دين الإسلام، وقال أمير المؤمنين(صلوات الله وسلامه عليه): (كفى بالعلم فخراً أن ينتمي اليه من ليس له أهل، وكفى بالجهل عاراً أن يتبرّأ منه من هو أهل له)، وإشارات الأئمّة(عليهم أفضل الصلاة والسلام) ومن قبلها إشارات القرآن لا تخفى على الجميع".
وبيّن الكربلائيّ: "الطالب في جامعة الكوفة إنّما يفخر أنّه ينتمي الى جامعةٍ امتدادُها الى أيّام الإمام الصادق(عليه السلام)، ولعمري لو أنّ أيّ طالبٍ في جامعةٍ عالميةٍ له عشر ذلك التاريخ لكفى به حماسةً ومثابرة على أن يقدّم الأفضل وهذه حقيقة، ونحن في بعض الأحيان ننسى بعض المشاهد الحضارية في بلدنا عندما نلتقي، في خارج العراق في بعض دول العالم أوّل ما يتذكر ذلك المقابل جامعة الكوفة وحضارة الكوفة لشدّة تأصّل عروقها في التاريخ".
وتابع: "أحبّتي لابُدّ أن نلتفت الى أنّ هناك هجمتين شرستين لا تختلف الهجمة الأولى عن الثانية، الهجمة الأولى هي هجمة العولمة واستباحة الفضاء لمواقع التواصل الاجتماعي، ولابُدّ أن تختلط مفاهيمكم بمفاهيمنا وسلوككم بسلوكنا، والمتتبّع لكلّ دول العالم يستطيع أن يرى مدى تأثير الغرب والسلوك الأمريكيّ في كلّ دول العالم، ولا أستثني دولة واحدة من أقصى الشمال الى أقصى الجنوب، ولكن هناك ثقافة قد أولاها قادتها صمّام الأمان وهي عصية الاختراق ألا وهي ثقافة مدرسة أهل البيت(عليهم السلام)، لأنّهم فكّروا وألهمهم اللهُ تعالى بأن يوفّروا ذلك الأمان لكلّ مراحل التاريخ ومنها هذه المرحلة".
وأضاف: "ينبغي أن يطمئنّ المؤمنُ المنتمي الى مدرسة أهل البيت بأنّ لديه من صمام الأمان ما لم يستطعْ الغربُ أن يخترق ذلك الذوق والفكر والأسلوب هذا الأمر الأوّل، الأمر الثاني الهجمة العلنيّة والتي لا تقلّ خطراً عن الهجمة الثقافية وهي هجمة الدواعش، والجميع يعلم بأنّ الدواعش أدواتٌ يعبدون الله على سبعين حرفاً ولا يفقهون آيةً من القرآن الكريم، ولكن أدوات بيد أرباب الفكر الغربيّ المنحرف، تصوّرْ كم احتاجوا من السنين ليصنعوا تلك الأدوات المدمّرة وكم احتاجوا من المعاهد العلمية ومن الكليات ومن الأطروحات -الماجستير أو الدكتوراه-، كم اجتمعوا وقرّروا وصرفوا حتى يجمعوا هذا الكمّ الهائل الى أن وصلت الى مرحلة التنفيذ وهي إخراج الدواعش الى حيّز الوجود، وبدلاً من أن نقاتل أنفسنا نفسح المجال بأن يقتل المسلمون بعضهم بعضاً، هذا يحتاج الى جهد يحتاج الى مثابرة يحتاج الى سهر ليالي يحتاج الى عناء".
واختتم الكربلائيّ: "فينبغي على كلّ مَنْ رزقه الله نعمة العلم سواءً من المتعلّمين أو العلماء هنيئاً لذلك الأستاذ الذي يُراعي الطلبة مثلما يراعي أبناءه، الأستاذ الناجح ينظر الى الطالب على أنّه ولده، وكذلك الطالب المثابر إذا شعر أنّه ينتمي الى ثقافة مدرسة أهل البيت(صلوات الله وسلامه عليهم) فلا يستطيع أن يقصّر بذلك وكلٌّ من حسب موقعه ينطلق، نحن في هذا المكان وهناك رجال أشاوس يؤمّنون لنا الراحة في هذا المكان بجراحاتهم وأجسادهم بالصرف من عافيتهم، ونحن نعيش أيّام الإنذار وساعاته، لذلك لابُدّ أن لا يكتفي الطالب من درسه بالقليل وأن يجتهد وأن يكون بمستوى المرحلة ومتطلّباتها، نحن أبناء هذا الوطن وننتمي الى هذه المدن العظيمة التي من ضمنها مدينة أمير المؤمنين –الكوفة-، لذلك لابُدّ أن نكون أنموذجاً للغير، والحمد لله قد تجاوز الوطن المرحلة الصعبة، والمراجع بكلّ ثقلهم إذا أفتوا فأنتم وغيركم من أساتذة وطلاب تهيّئون لأرضية هذه الفتوى".
تعليقات القراء
2 | حنين عاشقت الحسين والعباس ع | 21/03/2015 | العراق
الله يوفقكم الى كل خير
1 | ابو رقية | 21/03/2015 | العراق
ابداع متواصل الله يحفضكم
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: