الى

إفتتاح قبة الإمام الكاظم (عليه السلام) وسط أجواء إيمانية عامرة وبحضور وفود من عتبات العراق المقدسة وشخصيات دينية ورسمية عراقية وأجنبية

مرقد الجوادين
مرقد الجوادين
تَعيشُ عتباتُنا المقدسة اليوم عصرها الذهبي، ببركة أئمة الهدى والحق أهل البيت (سلامُ اللهِ عليهم)، ومن خلال الرعاية الأبوية المباركة للمرجعية الدينية العليا، وجهود أبنائها، ورجالها المخلصين الذين شمّروا عن سواعدهم منذ اللحظة الأولى لإنبثاق الإدارة الشرعية لعتباتنا المقدسة في العراق، بعد سقوط اللانظام في 9/4/2003م، وبدأت ثورة البناء والتطوير، ليرى محبو أهل البيت (عليهم السلام) في العالم كله، توسعة هنا وتسقيف هناك، وخدمات للزائرين لم يرَ مثيلها أحدٌ وبشهادة الجميع، ومن عتباتنا المقدسة التي تشهد اليوم عمراناً متواصلاً وعلى مختلف الصُعد هي: العتبة الكاظمية المقدسة

ففي ثالث أيام عيد الفطر المبارك، أقامت الأمانةُ العامة للعتبة الكاظمية المقدسة، مهرجاناً كبيراً أعلنت من خلاله عن الإنتهاء من مشروع إعادة إكساء قبة الإمام الكاظم (سلامُ اللهِ عليه) لُتصبح الفرحة بعيدين هما عيد الفطر المبارك وعيد أفتتاح القبة الشريفة، حضر المهرجان الكثير من الشخصيات الدينية والرسمية ووفود من عتبات العراق المقدسة (العتبة العلوية المقدسة ــ العتبة الحسينية المقدسة ــ العتبة العسكرية المقدسة ــ العتبة العباسية المقدسة).

افتتح الحفل الكبير بآيات من الذكر الحكيم، بعدها تولى عرافة المهرجان الأستاذ عامر الإنباري رئيس قسم الثقافة والإعلام في العتبة الكاظمية المقدسة، أولى الكلمات كانت لديوان الوقف السني جاء فيها:

ليس من الغرابة عندما نقف هذه الوقفات لنُحيّي أتباع آل بيت النبي (صلى الله عليه وآله)، وليس من الغريب كذلك أن نقف جميعاً أمام حضرة سيدنا موسى الكاظم (عليه السلام)الذي أنار الدرب للتابعين، والذي اهتدى بهديه المهتدون، ويبقى شعاره ومنهجه إلى يوم لقاء الله عز وجل، لأنه من العترة الطيبة الطاهرة من رسول الله (صلى الله عليه وآله) من سيدنا علي (عليه السلام)، من سيدتنا فاطمة البتول (عليه السلام)التي أحبها رسولُ الله (صلى الله عليه وآله)؛ وعندما نقف بكل إجلال واحترام أمام سيدنا موسى الكاظم ومحمد الجواد (عليه السلام)، أنما نؤدي ولو الجزء البسيط من الواجب الذي ألقي في أعناق المسلمين والى يوم القيامة نحو رسول الله (صلى الله عليه وآله)...

يا إخوتنا أنا لا أريد أن أتحدث عن سيرة سيدنا الكاظم (عليه السلام)بكاملها، لأن الوقتَ لا يسع، ولو وسعني الوقت لتكلمت، لأنها هي السيرة العطرة، ولكنني أقول، كان هناك دعاء لسيدنا موسى الكاظم (عليه السلام)، وهو دائماً يردده: (أللهم إني أسألك الراحة عند الموت، والعفو عند الحساب) فهو (عليه السلام)كان يجمع بين أمر الدنيا بعبادته وتقواه، وبين أمر الآخرة، مع وقفته أمام رب العزة، ويقول: أسألك العفو عند الحساب... ختاماً أسأل الله تبارك وتعالى التوفيق للجميع.

لتتلوها كلمة ديوان الوقف المسيحي، والتي جاء فيها:

إخوتي الحضور لكم دوام الصحة والعافية والموفقية، يطيب لي أن أجتمع معكم هذا اليوم، وأودّ أن أعبّرَ عن فرحتي بهذه المناسبة السعيدة، مناسبة تذهيب قبة الإمام موسى الكاظم (عليه السلام)متمنياً لجميع الإخوة المسلمين في العراق وفي العالم كافة طيب العلاقات التي تربطنا معهم؛ ونودّ أن نكون دائماً متكافئين ومتآخين ومتآزرين في هذه الأرض الخصبة الطيبة... وأودّ أن أتطرقَ الى قضية مهمة، وهي إن الغربَ دائماً يحاول أن يفرّق بيننا نحن أصحاب الديانات الموجودة في العراق، لأننا في الحقيقة لا ننتمي إلى طائفتهم، هم من طوائف متقاربة إلى الطوائف الصهيونية، ونحن نعترف بديننا المنزل أيضاً من السماء؛ ونودّ أن نلفتَ نظر الغرب بعدم افتعال مثل هذه الأفعال، لكي يفرقوا بيننا. نحن عشنا ولا نزال نعيش متآخين منذ آلاف السنين في هذه الأرض الطيبة، وسوف نستمر في التآخي مع إخواننا في هذه الأرض. وأيضاً أهنئ الحضرة الكاظمية بهذا العمل الرائع الذي نحن مجتمعون بصدده اليوم، وأتمنى أن يعمّ السلام والتآخي على عراقنا الحبيب.

بعدها قدم سماحة السيد صالح الحيدري (دام عزه) رئيس ديوان الوقف الشيعي كلمة بهذه المناسبة، جاء فيها:

إن الاهتمامَ الذي توليه رئاسة ديوان الوقف الشيعي للعتبات المقدسة جميعاً، والتي تحظى بمساندة وتوجيه من قبل سماحة المرجع الديني الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله الوارف)، إنما يمثل الاهتمام بالثوابت، ففيها إستجابة الدعاء وقبول الأعمال، وعندها نستذكر سيرة الأئمة الطاهرين (عليه السلام)ونستذكر وصاياهم لنا في طريق الخير والعمل الصالح...

وهنا لابد من الإشارة إلى الجهود المتواصلة ليل نهار من قبل الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة في مشاريع التوسعة والصيانة والخدمات المتعددة للزائرين بجهود استثنائية، وعمل رسالي إيماني، لكي تتعزز العلاقة الروحية بين الأمة وقادتها من الأئمة الطاهرين (عليهم السلام)، أبارك لكم مرة أخرى ذكرى يوم عيد الفطر المبارك وأبارك لكم ولنفسي هذا المجهود الذي أثمر عن إنجاز تذهيب قبة الإمام موسى الكاظم (عليه السلام)والمآذن الصغيرة الأربعة، نسأل اللهَ تعالى أن يتقبلَ من الجميع لما يحب ويرضى.

بعدها قدم الشاعر الحسيني الكبير الأستاذ (مهدي جناح الكاظمي) قصيدة بهذه المناسبة، بعدها ألقى الحاج فاضل الانباري الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة كلمة أوضح من خلالها حجم وطبيعة الأعمال التي نفذتها الكوادر المخلصة للمشاريع المنفذة والمستقبلية، جاء فيها:

أيها الإخوة الأعزاء، أشرق العيدُ بغرته الوضاءة كرائد بشر للأمة، يحمل بين جوانحه حدثاً تاريخياً مهماً، تمايز به عن باقي الأعياد، حدثاً يعطر جبهة التاريخ بأريج الإمامة الفوّاحة، يصفق له المجد إجلالاً وتعظيماً، ويكتبه بحروف من نور في سجل الخالدين... نعم أنه ليس كأي عيد، بل هو عيد تلألأت به قبة شمّاءُ، تسامقت علواً وفخاراً، لتسطعَ في سماء الذرى، في سماء القداسة والزهد والورع، في سماء إمام شاح بوجهه عن مبادئ الدنيا وكنوزها، فأتاه الذهبُ صاغراً، ليسجد في محراب قبته الشريفة، لتغدو رمزاً للزاهدين والمنقطعين إلى ربهم...

أيها الحفل الكريم، في هذا اليوم التاريخي المبارك، مشروع قبة تذهيب قبة الإمام الكاظم (عليه السلام)، هناك (10261) بلاطة، والذهب الكلي المستخدم في التذهيب (112 كغم + 400 غم). وزيّنتِ القبةُ حول محيطها، بكتيبة قرآنية لسورة النبأ المباركة، وصُنعتْ من الكاشي المعرق، وطليتْ حروف السورة بالذهب الخالص، وبمساحة اثنين وثلاثين متراً في متر واحد وثلاثين سنتمتراً... وأنجز المشروع بستة آلاف ساعة عمل، وبمعدل ثلاثمائة عامل ومهندس وفني...

كذلك نعلن افتتاح مشروع تذهيب المآذن الأربعة الصغيرة التي يبلغ ارتفاع كل مآذنه، ثلاثة أمتار وستة وأربعين سنتمترا، ويبلغ محيطها ثلاثة أمتار وأربع وستين سنتمتراً، وأكبر قطر فيها متر وخمسة وستون سنتمترا، ومساحة المئذنة الواحدة ثمانية أمتار مربعة وتسعة وخمسون سنتمترا مربعا، وعدد البلاطات الذهبية لكل مئذنة أربعمائة واثنان وسبعون بلاطة، وكمية الذهب الخالص المستخدم لتذهيب كل مئذنة ثلاثة كيلو غرامات وستمائة غرام، فيكون مجموع البلاطات الأربعة هو ألف وثمانمائة وثمانية وثمانون بلاطة، والكمية الكلية للذهب الخالص المستخدم لتذهيب المآذن الأربعة هو أربعة عشر كيلو غرام وأربعمائة غرام... ونعلن أيضاً افتتاح مشروع قبة جامع الجوادين، والتي تم الانتهاء من إعادة تغليفها بالكاشي، بعد أن تعرّضت إلى التصدعات والإهمال في السنين السابقة، كما نعلن للعالم الإسلامي عن قرب الانتهاء من مشروع بناء صحن السيد الشهيد محمد باقر الصدر (قدس سره)، وكذلك البدء بمشروع تذهيب الطارمات الثلاثة، وكذلك تذهيب المنائر الأربعة الكبيرة، وأيضا البدء بصيانة جامع الجوادين، وتبديل مرمر الأروقة للحرم الكاظمي المقدس، وبناء صحن أمير المؤمنين (عليه السلام)من الجهة الشمالية...

وفي نهاية المطاف، لا يسعني ألا أن أبعثَ أزكى آيات التهاني والتبريكات لمقام مولانا صاحب العصر والزمان الإمام المهدي (عجل الله فرجه) ومراجعنا العظام، ولا سيما المرجع الديني الأعلى آية الله العظمى سماحة السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله الوارف) الراعي للعتبات المقدسة، ونهنئ سماحة آية الله (الفقيه) السيد حسين السيد إسماعيل الصدر (دام ظله) الذي كان لنا سنداً مباركاً في إنجاز المشاريع العمرانية في العتبة الكاظمية المقدسة، كما نتقدم بالشكر الجزيل لسماحة السيد صالح الحيدري رئيس ديوان الوقف الشيعي (دامت توفيقاته) لما قام بمشاركة فعلية في تذهيب هذه القبة المباركة للعتبة الكاظمية المقدسة، ودعمه مادياً ومعنوياً، ونشكر كل من تفانى في سبيل إنجاح هذا المشروع وجميع الجهات والمؤسسات.

كما ألقيت مجموعة من كلمات التهاني والتبريكات بهذه المناسبة، حيث ألقى الخطيب الحسيني الكبير السيد جاسم الطويرجاوي، وألقى الأستاذ الشاعر علي الصفار قصيدة في المناسبة، أرّخ فيها هذا الإنجاز الكبير، جاء فيها:

عَلَى قُبِّةِ الرُّمَّانِ يَنْبَلِجُ الفَجْرُ
وَفي القُبَّةِ الشَّمَّاء نَجْمَعُ شَمْلنا
نُوَحِّدُ صَفَّ الخَيرِ نَلْتَمِسُ الهُدَى
فَعِيدٌ وَتَوحِيدُ وإعمَارُ قُبَّةٍ
وَإِكسَاؤُهَا بِالتِّبْرِ ثَوباً مُجَدَّدَاً
دَلِيلٌ عَلى ودٍّ، وَفَاءٍ، عِلاقَةٍ
فَطُوبى لِمَنْ حَطَّ الرِّحَالَ بِرَوضِها
وَمَازانَها الإِبْرِيزُ نُوراً، فَنُورُها
لِهذا قُلُوبُ الخَلْقِ تَهْوَى سَنَاءَها
وَنَحْنُ اجتَمَعْنا اليومَ تَحْتَ سَمَائِها
وَيَحدُو بِنَا الشَّهْرُ الفَضِيلُ مُوَدِّعاً
فَفِي ثَالِثِ الأَيَّامِ للِعيدِ أَرِّخُوا:

وَمُوسَى كَلِيْمُ اللهِ في طُورِهِ السِّرُّ
يَهِلُّ بِها عِيدٌ ومَجْمَعُنا البَدْرُ
وَيَذْكُو لَنا مِنْ رَوْحِ مِنْسَمِكُمْ عِطْرُ
عَلَيها مَدَارُ الفُلْكِ وِالأَنْجُمُ الزُّهْرُ
تُوَشَّحُهُ المينَا، يُطَعِّمُهُ الشَّذْرُ
مِنَ الذَّرِّ حَتَّى اليَومَ يَنْظُرُهَا الحَشْرُ
وَأَلْبَسَها تِبْراً يُرَصِّعُهُ الفَخْرُ
مِنَ العَرْشِ مُمْتَدُّ وَيُبْصِرُهُ الفِكْرُ
تَطُوفُ بِها حَمْداً وفي نَبْضِها الشُّكْرُ
يُظَلِّلُنا عِيْدٌ وَرَايَتُنا النَّصْرُ
إِليها، وَيَهْدِينا إِلى سِحْرِهَا الفِطْرُ
(بِقُبَّةِ مُوسَى جُدِّدَ السَّلْمُ والتِّبْرُ)
504+116+11+161+639
=1431هـ











تعليقات القراء
2 | الموالي | الاثنين 26/05/2014 | العراق
اللهم ارزقنا زيارتهم وشفاعتهم
1 | علاء السوداني | الثلاثاء 04/06/2013 | العراق
يا اللة اغفر لنا ذنوبنا بحق الامام الكاظم علية السلام
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: