الى

من التبليغ إلى العمل الإنساني.. جهود تثمر بافتتاح 43 بئرًا في إفريقيا

لم تقف العتبة العباسية المقدسة مكتوفة الأيدي إزاء ما يحدث في دول القارة السمراء من شحة وصعوبة في الحصول على المياه العذبة للشرب والري، فقد سعت إلى إيصال بركات مشروعها الإنساني (ساقي عطاشى كربلاء)، ومد يد العون والمساهمة في حلّ أزمة المياه عبر افتتاح 43 بئرًا لتوفير المياه العذبة لآلاف الأسر بجهود قسم الشؤون الفكرية والثقافية التابع لها.

أهداف ثقافية واجتماعية وإنسانية
أسّست العتبة العباسية المقدسة قسم الشؤون الفكرية والثقافية مطلع عام 2006 بعد إقرار قانون العتبات المقدسة في الدستور العراقي رقم 19 لسنة 2005 الصادر عن الجمعية الوطنية العراقية.
ومن أهدافه نشر فكر أهل البيت (عليهم السلام)، وإحياء التراث المخطوط الإسلامي وغيره من العلوم، وتنشيط حركة البحث العلمي، إلى جانب ترصين الوعي الأسري والاجتماعي وفق العقيدة الإسلامية السمحة في داخل العراق وخارجه.

أخذ أيضًا على عاتقه العمل في المجال الإنساني ودعم الجهود وتنسيقها، التي تسهم في تأمين الحياة الكريمة للأفراد، عبر إطلاقه العديد من المشاريع الإنسانية والخيرية، فضلًا عن جهوده في دعم العمل التطوعي وإشاعة ثقافة التعاون والمشاركة في العمل الجماعي.

وامتاز القسم برؤية فريدة، كونه يسعى إلى رفع المستوى الفكري والثقافي بصورة مثلى، عبر الوصول إلى الشرائح كافة، وتغذيتها بكل ما هو نافع على المستوى الديني والأسري والاجتماعي والثقافي، لبناء علاقات تبادل خبرة مع الشرائح الدينية والمثقفة والأكاديمية، وتبني كل ما هو جديد ورصين، ويتناسب مع أفكار الشريعة الحقة، والمساهمة في إحياء التراث.

يُعد قسم الشؤون الفكرية واحدًا من أهم مفاصل العتبة العباسية المقدسة توسعًا وانفتاحًا على الصعيدين الداخلي والخارجي، بما يملكه من مراكز فاعلة داخل العراق وخارجه، امتازت بحيويتها واندفاعها في مجال الخدمة الفكرية والثقافية والإنسانية وجاء هذا التوسع نتيجة العطاء والتفاني لخدمة القضية المباركة.

مركز الدراسات الإفريقية بوابة نشر الثقافة الإسلامية
بناءً على توجيهات الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة في توسيع دائرة التواصل العلمي والمعرفي والثقافي والإنساني مع جميع قارات العالم، ومنها القارة الإفريقية، إلى جانب رغبة العديد من النخب والمثقفين والناشطين في مجال البحث العلمي والنشاط الثقافي والتبليغي في التواصل مع العتبة المقدسة، والاستفادة من الفرص العلمية والثقافية والبرامج والخطط والمشاريع التي يوفرها قسم الشؤون الفكرية والثقافية، أُسّس مركز الدراسات الإفريقية في خطوة تعكس روح التكافل والتضامن الإسلامي بين أبناء الشعوب المسلمة.

يوفر المركز خدمات متعددة في القارة السمراء، منها خدمات تبليغية، وثقافية، وعلمية، وخدمية، وإنسانية، إلى جانب إحياء ذكر أهل بيت النبوة (عليهم أفضل الصلاة والسلام)، عبر إقامة المجالس التوعوية الحسينية والرثائية، لاسيّما في أثناء المناسبات الدينية المباركة.

يشكل مركز الدراسات الإفريقية التابع لقسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة سابقة على مستوى النشاط العلمي والثقافي والإنساني؛ لأنه يمثل أحد المراكز التخصّصية في شؤون القارة الإفريقية، وثمرة لجهود استمرت أكثر من عامين، تضمنت زيارة العديد من بلدان القارة الإفريقية، واللقاء مع الأساتذة والمتخصّصين في الشأن الإفريقي، إضافة إلى زيارة العديد من المراكز والجمعيات الثقافية والعلمية، والتشاور مع بعض الأساتذة والعاملين في النشاط العلمي والثقافي الخارجي داخل العراق وخارجه.
تأمين حياة كريمة ومياه عذبة
"يسعى مركز الدراسات الإفريقية إلى تأمين حياة كريمة لأكبر عدد ممكن من العوائل والأسر الإفريقية، عن طريق العديد من النشاطات والحملات الإنسانية، وأبرزها حفر الآبار لتوفير المياه العذبة، وفقًا لمدير المركز الشيخ سعد ستار الشمري.

ويضيف "يهدف مشروع حفر الآبار إلى تخفيف معاناة أهالي القارة السمراء من أزمة المياه، إذ قدّمت هذه الآبار الفائدة لآلاف الأسر في مختلف الدول الإفريقية، وتُعد عملية حفر الآبار خطوة إنسانية عظيمة تعكس روح التكافل والتضامن الإسلامي، وتسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة في إفريقيا".

وشرع المركز بحفر 43 بئرًا في 10 دول إفريقية، موزعة كالتالي: (4 في مدغشقر، و 4 في دولة غانا، و6 في دولة الكاميرون، و5 في دولة السنغال، و4 في دولة ساحل العاج، و4 آبار في دولة تنزانيا، و2 في دولة بوركينا فاسو، و3 في دولة سيراليون، و2 في دولة تشاد، و 9 في دولة نيجيريا) وحملت جميع هذه الابار أسماء أهل البيت (عليهم السلام) ضمن مشروع (ساقي عطاشى كربلاء).


آثار المشروع

مسؤول التبليغ الديني في مركز الدراسات الإفريقية السيد مسلم الجابري، قال إنّ "مشروع (ساقي عطاشى كربلاء) مستمر في حفر الآبار في عدد من الدول الإفريقية لتوفير المياه الصالحة للشرب والري لمئات العوائل الفقيرة والمتعففة التي تقطن المدن البعيدة في إفريقيا، التي تعتمد بشكل كبير على الزراعة والرعي، مما يعزز قدرة السكان على الزراعة وتربية الحيوانات، ويحسن من مستوى معيشتهم بشكل عام".


وتابع الجابري أنّ "المركز مستمر في تنفيذ برنامجه التوسعي، مع التركيز على الوصول إلى أكبر عدد ممكن من القرى والمدن الإفريقية المحتاجة، لتحقيق أكبر أثر إيجابي في حياة الأفراد والمجتمعات الإفريقية".

ويوفر مشروع ساقي عطاشى كربلاء الذي ترعاه العتبة العباسية المقدسة المياه العذبة للاستهلاك البشري والري في الدول الإفريقية، ما يمكن من الحفاظ على الصحة العامة، والمساهمة في التنمية الزراعية والاقتصادية، وتعزيز العلاقات بين العتبة العباسية المقدسة والشعوب الإفريقية.
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: