الى

لماذا يتأثّر الباكستانيون بشخصية أبي الفضل العباس(عليه السلام)؟..

راية القبة الشريفة
ما إن تجد أثراً يدلّ على شخصية أبي الفضل العباس(عليه السلام) في باكستان فاعلمْ أنّ هناك اهتماماً كبيراً به من قبل الناس، وهذا الاهتمام يلفت أنظار كلّ مَنْ يحطّ رحاله في هذه الدولة.

تجوّلنا بين أهلها لمعرفة السبب إلّا أنّ عامل اللّغة كان له أثرٌ كبيرٌ في تقصّي الحقيقة، لكنّ الله قد منّ علينا وعرّفنا على رجلٍ في الثلاثينيّات من العمر، قالوا إنّه يتحدّث اللّغة العربية وبعد أن سلّمنا عليه بتحيّة الإسلام ردّ بلسانٍ عربيّ فصيح.

فسألناه عن الاسم فقال: أنا أمجد عباس منظور أحمد (حيث إنّ الغالب في باكستان يستخدمون الاسم المركّب) لكنّ ما شدّنا إليه هو إتقانُهُ اللّغة العربية الفصحى، فقال: "لا عليكم فإنّي حاصلٌ على شهادة الماجستير في اللغة العربية، كما أنّ لديّ شهادة ماجستير أخرى بالعلوم الإسلامية"، فما شاء الله عليه وحرسه من كلّ سوء. فسألناه مباشرةً عن سبب هذه العلقة بين المجتمع الباكستاني وأبي الفضل العباس(عليه السلام) فأجاب:

"هناك محوران أساسيان يمكن تحديدهما لهذه العلقة، وهذان المحوران مرتبطٌ أحدُهما بالآخر، فالمحور الأوّل هو الجانب العاطفي، حيث أنّ الباكستانيّين يقدّسون ويتأثّرون ويتفاعلون مع الموقف الشجاع جدّاً لأبي الفضل العباس(عليه السلام) في معركة الطفّ ونصرته لأخيه الإمام الحسين(عليه السلام)، وموقفه مع أخته العقيلة زينب الكبرى(عليها السلام) وكفالته لها، بالإضافة إلى وفائه وإخلاصه وتفانيه وحميّته على عياله، وهذا التقديس وصل إلى حدّ يحتّم على الجميع ذكر مواقف أبي الفضل العباس(عليه السلام) في أيّ مأتمٍ حسينيّ، فإن لم يذكرْ هذا يُعدّ المجلسُ ناقصاً لأنّ ذكر العباس(عليه السلام) لم يكن حاضراً فيه.

وهذا التعظيمُ بالأساس جاء من تقديسهم للقضية الحسينية وموقف الإمام الحسين(عليه السلام) يوم الطفّ إعلاءً لكلمة الحقّ، وقد كان من أهمّ أعمدة هذه الثورة التاريخية هو العباس(عليه السلام)، لذا أصبح من غير الممكن ذكر مسألة دون ذكر أركانها والعباس أحد أبرز أركانها.

إضافةً إلى هذا فإنّهم يعدّونه باب الحوائج، وقاضي الحاجات، كما أنّهم يشيدون متأثّرين لحدٍّ كبير بشجاعته، حيث يقولون إنّ العباس في شجاعته لا يضاهى، فموقفه يوم الطفّ عندما كان مكلّفاً من قبل إمام زمانه بجلب الماء فقط وفعل هذه الفعلة العظيمة فكيف إذا كان الأمر له بأن ينزل للميدان ليقاتل؟؟.

أمّا المحور الآخر فهو الجانب الفكريّ والعقائديّ، فهناك الكثير من الروايات تدلّ على عظمة هذه الشخصية، فقد رُوي عن الإمام علي(عليه السلام) أنّه قال: (إنّ ولدي العباس قد زُقّ العلمَ زقّا) فهذا الأمر يدلّ على علمية مولانا أبي الفضل(عليه السلام).

كما أنّ الإمام الحسين(عليه السلام) لمّا ذَكَرَ أصحابُ المقاتل أنّه قال له في كربلاء: (إركب بنفسي أنت يا أخي.. تلقاهم واسألهم عمّا جاءهم) فهنا أعطاه الإمامُ الحسين(عليه السلام) رخصة ليمثّله، فما هي هذه الشخصية التي يُعطيها إمامٌ معصومٌ رخصةً لتنوب عنه في هكذا موقف؟؟، وحين استشهد نَدَبَه الإمامُ الحسين(عليه السلام) وقال: (الآن انكسر ظهري.. الآن شمت بي عدوّي).

كما إنّنا نقرأ في زيارته(عليه السلام): (السلام عليك أيّها العبدُ الصالحُ المطيعُ لله ولرسوله ولأمير المؤمنين والحسن والحسين). فهنا لو جمعنا هذه الفضائل عن لسان الأئمة(عليه السلام) وبالتأكيد هناك الكثير غيرها، وهذه الفضائل كانت هي الأساس في تكوين شخصية العباس(عليه السلام) يوم الطف، ستكون المحصّلة شخصية عظيمة لم يعرفْ لها التأريخ مثيلاً، فكيف تريدُ منّا نحن كمجتمعٍ مسلم محبٍّ لآل البيت(عليهم السلام) أن لا نتأثّر بها كلّ هذا التأثّر؟؟؟.

فسلامٌ عليك سيدي أبا الفضل العباس يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تُبعث حيّا.
تعليقات القراء
7 | مرتظى قاسم | 11/04/2015 | العراق
يا ابا الفضل العباس ادركنا
6 | ناطق الخفاجي | 11/04/2015 | العراق
السلام عليك يا ابا الفضل العباس
5 | علي | 11/04/2015 | العراق
السلام عليك ابو الفضل
4 | صلاح خليل إبراهيم | 11/04/2015 | العراق
السلام عليك يا الفضل و على اخيك الحسين و امك و اختك زينب
3 | مصطفى الاسدي | 11/04/2015 | العراق
السلام عليكم بي الفضل العباس
2 | مرتضى السوداني | 11/04/2015 | العراق
السلام على على عباس ع
1 | منتظر العامري | 11/04/2015 | العراق
سلام الله عليك يا ابا الفضل العباس سلام الله عليك يا ابا عبدالله العباس
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: