الى

السيدُ السيستاني للمقاتلين في ساحات الجهاد: اعلموا أنّكم بعين الله سبحانه، يُحصي أفعالَكم ويعلم نيّاتِكم ويختبر أحوالَكم..

أخذت وصايا المرجع الدينيّ الأعلى سماحة السيد علي الحسينيّ السيستانيّ(دام ظلّه الوارف) بخصوص آداب وأخلاقيات الجهاد حيّزاً كبيراً في نفوس المقاتلين المجاهدين الذين لبّوا نداء المرجعية للدفاع عن المقدّسات والوطن، وقد جاءت تلك التوصيات للتأكيد على ضرورة الالتزام بالأخلاق التي تحلّى والتزم بها الإمامُ عليّ والأئمة الأطهار(عليهم الصلاة والسلام) وأصحابُ النبيّ(صلى الله عليه وآله) أبّان الجهاد، وما ورد عنهم من أحاديث وتعاليم أخذت وأجمعت عليها الأمة واتّخذتها دستوراً ومنهجاً لها وجعلتها حجّةً بينها وبين ربّها.
التوصيات طالبت المجاهدين المؤمنين بالتأسّي بهذا المنهج المقدّس وخاصة فيما يتعلّق بحماية مَنْ رضي بقدوم المجاهدين لإنقاذه أو مَنْ تعاطف مع مشروع الجهاد المقدّس ومنحه الأمان والطمأنينة وفرزه عن باقي معسكر الخصم.
فالبعض -وللأسف- الى الآن يرى أنّ سطوة السيف التي عبثت بمقدّرات الدين، وقتلت وداعة الإسلام وأمنه وأمانه هو نصرٌ كبير، بينما الحسينيّون والسائرون على نهج الإمام الحسين(عليه السلام) الذي يُعدّ نبراساً لكلّ ثائرٍ على وجه الأرض أثبتوا أنّ النصر الحقيقيّ في نزاهة الفعل الملتزم بالشهادة والتضحية والصمود، وحيث رسالة المودّة وقيم الدين البليغة التي أوصى بها الرسول الكريم(صلى الله عليه وآله) ومن بعده الأئمة المعصومون(عليهم السلام).
وبهذه النصائح والتوجيهات التي أصدرتها المرجعيةُ الدينيةُ العُليا، أرادت أن تذكّر العالم بالمُثُل السامية للإسلام، فهي قد عرّجت على أهمية إنقاذ الضعيف ومساعدة المستحقّ كما جاء في سيرة النبيّ الكريم والإمام عليّ(صلوات الله وسلامه عليهما) ولتؤسّس لنا المفهوم الجوهريّ لمعنى النصر والانتصار. حيث جاء في الحديث الشريف عن أبي عبدالله الصادق(عليه السلام) أنّه قال: (ما من مؤمنٍ يعين مؤمناً مظلوماً إلّا كان أفضل من صيام شهر واعتكافه في المسجد الحرام، وما من مؤمنٍ ينصر أخاه وهو يقدر على نصرته إلّا نصره الله في الدنيا والآخرة، وما من مؤمنٍ يخذل أخاه وهو يقدر على نصرته إلّا خذله الله في الدنيا والآخرة)، وإنَّ الجهاد ثوابه عظيم في الإسلام، لكنّه يتناقض مع الظلم والإثم والعدوان، لأنَّ أخلاق السماء ترفض ذلك وقد جاء في القرآن الكريم ما يدلّ على عدم جواز الاعتداء على الآخرين: (وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ)سورة البقرة/190، وقال تعالى: (فَمَنِ اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ)سورة البقرة/194، لذا نرى أنَّ الإسلام قد تعامل برحمةٍ وعدلٍ حتى مع أعدائه، ونرى رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) قد ابتعد عن روح الانتقام والحقد، ومن هذا المنطلق جاءت الوصيةُ الرابعة عشر من تلك الوصايا والتوجيهات النيّرة التي أصبحت دستوراً ومنهجاً قويماً لسلوك قوّاتنا الأمنية والحشد الشعبي فترجموها على أرض الواقع، وقد جاء فيها:

(وكونوا لمن قَبِلكم من الناس حماةً ناصحين حتّى يأمنوا جانبكم ويعينوكم على عدوّكم، بل أعينوا ضعفاءهم ما استطعتم، فإنّهم إخوانكم وأهاليكم، واشفقوا عليهم فيما تشفقون في مثله على ذويكم، واعلموا أنّكم بعين الله سبحانه، يُحصي أفعالَكم ويعلم نياتِكم ويختبر أحوالَكم).
تعليقات القراء
4 | نبيل عبدالله غلام | 16/04/2015 | العراق
اللهم احفظ سماحه السيد علي السيستاني
3 | ترانيم الباقر الحسيني | 15/04/2015 | العراق
حفظ الله المرجعية و جعلها ضلا فوقنا لا يزول بحق محمد و آل محمد
2 | محمدأميرألحب | 15/04/2015 | العراق
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
1 | ايلين | 15/04/2015 | العراق
اللهم احفظ السيد السيستاني..وبارك بمقاتلينا الابطال
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: