قدّمت الشعب النسوية التابعة لمكتب المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة للشؤون النسوية خدمات متنوعة للزائرات المتوجهات صوب مدينة كربلاء لإحياء زيارة الأربعين.
وتجسيدًا لمشهدٍ يعكس روح التعاون والتكاتف وجهودٍ بدأت منذ شهر محرّم الماضي، تمكّنت الشعب النسوية من حشد عددٍ من المتطوّعات بالإضافة إلى ملاكاتها، لتقديم خدماتٍ متنوّعة أسهمت في إنجاح زيارة الأربعين المليونية.
العمل وفق خطة أعدّت مسبقاً
مديرة مكتب المتولّي الشرعيّ للعتبة العباسية المقدّسة للشؤون النسوية السيدة منى وائل عباس، قالت إن "الملاكات النسوية في العتبة المقدّسة قدّمت أفضل الخدمات، للزائرات الوافدات إلى مدينة كربلاء المقدّسة لأداء زيارة الأربعين، عبر وضع خطّةٍ تهدف إلى تقديم الخدمات الطبّية والثقافية والدينية التوعوية وغيرها"، لافتة إلى "وجود مجموعةٍ من المتطوّعات تحت إشراف الملاكات النسوية في العتبة، يسهمن في تنظيم المجالس الثقافية والقرآنية والحلقات الفكرية بهدف تعزيز الوعي الثقافي والفكري للزائرات في أثناء الزيارات المليونية".
وحول أعداد المتطوّعات اللواتي شاركن في تقديم الخدمات تحت إشراف الملاكات النسوية، بيّنت مسؤولة شعبة مدارس الكفيل السيدة بشرى الكناني، أن "طاقاتٍ كبيرة من المتطوّعات حشدت في رابطة بنات الكفيل التطوّعية، البالغ عددهنّ نحو 3700 متطوّعة من مختلف محافظات العراق".
وأعلنت الكناني عن، "نشر أكثر من 100 متطوّعة أجنبية، على طريق سير زائرات أربعين، منها مضيف أبي الفضل العباس(عليه السلام) الخدمي، وجامعة العميد، ومركز الصدّيقة الطاهرة (عليها السلام)، وباب قبلة مرقد أبي الفضل العباس(عليه السلام)، والطبابة المركزية، وموقع المضيف الداخلي، وصحن أم البنين(عليها السلام)، إضافة إلى شعبة الزينبيات"، لافتةً إلى أن "هذه الخطوة تهدف لتسهيل التواصل مع الزائرات القادمات من خارج البلاد والمتحدّثات بغير العربية، لاسيّما اللغتين الإنجليزية والفارسية".
وأضافت أن، "هناك ملاكات طبّية وتمريضية متخصّصة للتعامل مع مختلف الحالات، وتوفّر العلاجات والمستلزمات التي وفّرها قسم الشؤون الطبّية في العتبة العبّاسية المقدّسة ودوائر الصحّة".
حزمة برامج إذاعية
بدورها تقدّم إذاعة الكفيل، مجموعة متكاملة من البرامج المتنوّعة التي تغطّي طيفًا واسعًا من الموضوعات الدينية، والثقافية، والاجتماعية، وتستهدف بوجهٍ خاص الزائرات في أثناء زيارة الأربعين، عن طريق مجموعة برامج دينية مخصّصة لهذا الشأن.
وتؤكّد مديرة الإذاعة السيدة نور العلي، أن "الفريق الإعلامي أعدّ حزمةً من البرامج القرآنية والبرامج الخاصة بالقضية الحسينية، وإيصال صوت الزائرات ومشاركة تجاربهنّ الفريدة في أثناء الزيارة، وإقامة التغطيات حيّةً تهدف إلى نقل أجواء الزيارة الأربعينية"، مبينةً أن "البرامج المقدّمة خلال الزيارة تأتي ضمن استراتيجية الإذاعة الرامية إلى دعم المرأة والزائرة الحسينية، وأنّ هذه البرامج لا تقتصر على موسم الأربعين فقط، بل تُعدّ جزءًا من خطةٍ متكاملة تسعى الإذاعة عن طريقها إلى تقديم محتوى يلبّي تطلّعات النساء في المجالات المختلفة على مدار العام، وستواصل الإذاعة تطوير برامجها لتكون دائمًا على مستوى الحدث، وتقديم كلّ ما هو جديد ومفيد للمرأة".
خدمات معرفية للزائرات
فيما افتتحت مكتبة أم البنين(عليها السلام) مواقع جديدة في الطرق المؤدّية إلى كربلاء؛ لتقديم خدمات دينية ومعرفية وثقافية لزائرات الأربعين.
وأوضحت مديرة المكتبة السيدة نور العلي، أنّ "المنافذ الجديدة تتميز بتوفير مجموعة واسعة من الكتب التي تشمل موضوعاتٍ دينية، وثقافية، وتنموية، وأسرية، بالإضافة إلى توزيع مجلة رياض الزهراء(عليها السلام) التابعة للمكتبة، وإقامة مجموعةٍ من المسابقات المتنوّعة، تهتمّ بالجوانب الدينية والثقافية، وتسليط الضوء على سيرة أهل البيت(عليهم السلام)".
وتابعت أنّ، "مجلة رياض الزهراء(عليها السلام) تلعب دورًا مهمًّا في النقل الإعلامي المكثّف لأنشطة الشعب النسوية في العتبة العبّاسية المقدّسة، إذ تتولّى توثيق الأحداث الخاصة بالمواكب النسوية، التي تهتمّ بخدمة الزائرات، ممّا يُسهم في إظهار الجهود الكبيرة التي تبذلها الشعب النسوية في خدمة زائري الأربعين".
من جانبها قالت مسؤولة شعبة الخطابة الحسينية، السيدة تغريد التميمي إن، "الخدمات التي تقدّمها ملاكات الشعبة بالإضافة إلى المتطوّعات تشمل المحور الخدمي، إذ تقدّم جميع الخدمات اللوجستية لضمان راحة الزائرات، وأقامت مجالس عزاءٍ إلى جانب عروض مسرحية؛ بهدف تعميق الفهم والمعاني المرتبطة بعاشوراء.
واهتمّت الشعبة بتعليم القراءة الصحيحة للقرآن الكريم، وإقامة محطّة ثقافية تحت عنوان (معرض عاشوراء)، وقدّمت فقرات متعدّدة، منها برامج ثقافية للأطفال، مثل قراءة القصص والتلوين، وتوفير كتب وكتيبات للنساء".
وأضافت أن "الشعبة تهدف عبر برامجها وأنشطتها إلى تحقيق أعلى مستوى من التميّز في تقديم الخدمات اللوجستية، عبر التطوير والتحديث المستمرّ للأنشطة، وبناء برامج تعليمية وثقافية مستدامة، تسهم في تعزيز المعرفة القرآنية والدينية والثقافية بين الزائرات، إلى جانب خلق بيئة تفاعلية تشجّع على المشاركة الفاعلة، عبر تنظيم مسابقات وفعاليات تتلاءم مع قيم عاشوراء، وتعكس جهود الشعبة لتقديم تجربة روحانية وثقافية غنية للزائرين في أثناء موسم عاشوراء".
محطات دينية وتبليغية وفقهية
وكان لمعهد القرآن الكريم النسوي في العتبة العبّاسية المقدّسة الدور الأكبر في تقديم الخدمات الدينية والتبليغية والفقهية، عبر محطّاته في عددٍ من المحافظات مثل (النجف الأشرف والمراكز القرآنية التابعة له، إلى جانب فروع المعهد في بغداد، وبابل، وذي قار، وواسط، وكربلاء).
وقالت مسؤولة وحدة الإعلام في المعهد، الدكتورة إسراء العكراوي، إنّ "المعهد يحرص في كلّ عام على تقديم خدماته المتنوّعة، منها الثقافية، والدينية، والفقهية، والتربوية، واللوجستية لزائرات أربعين الإمام الحسين(عليه السلام)، القادمات من مختلف المحافظات العراقية والدول".
من جانبها، بيّنت السيدة فاطمة الموسوي مسؤولة شعبة فاطمة بنت أسد(عليها السلام) للدراسات القرآنية، أنّ "الشعبة تقدّم الخدمات والأنشطة المتنوّعة، منها التبليغية والدينية والثقافية، للزائرات الوافدات للمشاركة في زيارة الأربعين"، مبيّنةً، أنّ "الشعبة أولت اهتماماً خاصّاً بالأطفال إذ حرصت على توفير المستلزمات التي يحتاجونها، بهدف تقوية مهاراتهم وتعليمهم قراءة قصار السور بصورةٍ صحيحة، وإعطائهم تمارين عن لفظ الحروف بحركاتها الأصلية".
وأشارت الموسوي إلى أن، "البرامج الخاصة بزيارة الأربعين نُظّمت في عدّة أماكن، منها مجمّع أبي الفضل العبّاس(عليه السّلام) الخدمي، ومجموعة مواكب أمّ البنين(عليها السّلام) ومجمّع الشيخ الكليني(قدّس سرّه)".
فيما كان لشعبة التوجيه الديني النسوي عدد من الفعّاليات، وحول هذا قالت أحدى ملاكات الوحدة القرآنية التابعة للشعبة السيدة هبة رضا، إنّ "ملاكات الوحدة أقامت البرنامج القرآني (براعم حسينية) في سرداب أم البنين(عليها السلام)، للأطفال الوافدين مع عوائلهم لإحياء زيارة أربعين الإمام الحسين(عليه السلام)، والهدف منها تنمية الثقافة الدينية عند الأطفال، عبر ترسيخ المفاهيم والمعارف الإسلامية لديهم، ورفد الطفولة بكلّ ما يربطها بتاريخها، وخصوصًا النهضة الحسينية".
من جانبها قالت المرشدة من وحدة الاستفتاءات الشرعية التابعة للشعبة السيدة آمنة الموسوي، إنّ "ملاكات الوحدة استنفرت جهودها داخل الحرم المطهّر، ومحطّات الاستفتاء الخارجية، للإجابة عن الأسئلة الشرعية بصورة مباشرة، أو عبر الاتّصال، أو عن طريق المنصّات الإلكترونية التابعة للشعبة، وباللغتين العربية والفارسية".
وأنهى مركز الثقافة الأسرية في العتبة العبّاسية المقدّسة، سلسلة فعّالياته وأنشطته التثقيفية والتوعوية التي أقيمت في مجمّع أبي الفضل العباس(عليه السلام)، ومجمّع الشيخ الكليني (قدّس سرّه)، ومجمّع العلقمي، وتضمّنت تقديم استشارات أسريّة وتربوية، فضلًا عن تنظيم محاضراتٍ تثقيفية تهدف إلى تعزيز الوعي المجتمعي لدى الزائرات، وتأتي هذه الأنشطة في إطار التزام مركز الثقافة الأسرية بتوفير بيئة تثقيفية وداعمة للزائرات، تعزّز من قيم الزيارة الأربعينية وتسهم في نشر الوعي الديني والنفسي بين المشاركين في هذه الرحلة الروحية المباركة.
وتعتبر هذه الجهود جزءًا من الخدمات الكبيرة التي تبذلها الشعب النسوية في العتبة العبّاسية المقدّسة، لاستقبال زائرات الأربعين وتقديم أفضل الخدمات لهنّ.