أهالي مدينة (إسكاردو) في أقصى الشمال الباكستاني يُحيون عاشوراء مرّتين، كيف؟؟

شارك وفدُ العتبتين المقدّستين الحسينية والعباسية -المتواجد حالياً في باكستان- في صلاة الجمعة التي تُقام في مدينة (إسكاردو) وتشهد حضوراً كبيراً من أتباع أهل البيت(عليهم السلام)، حيث يصل عددُ المصلّين فيها إلى (7,000) مصلّي تقريباً.

واستُقبِلَ الوفدُ من قبل إمام جمعة مدينة (إسكاردو) الشيخ محمد علي جعفري وهو معتمد المرجعية الدينية العُليا في النجف الأشرف، حيث ألقى كلمةً في المصلّين رحّب فيها -باسم هذه المدينة- بوفد العتبتين المقدّستين شاكراً حضورهم ووجودهم وتجشّمهم عناء السفر من أجل نقل بركات كربلاء المقدّسة إلى هذه المدينة التي تقع في أقصى الشمال الباكستانيّ.

وأضاف: "إنّ هذه المدينة التي يبلغ عددُ سكّانها وسكان القرى المحيطة بها (200ألف) نسمة كلّهم أو بنسبة (95%) منهم من أتباع أهل البيت(عليهم السلام)، وهم يحرصون على إقامة الشعائر الحسينية في أوقاتها وتتحوّل هذه المدينة إلى كربلاء ثانية، إلّا أنّها تنفرد بخصوصيةٍ فكما هو معروف أنّ واقعة الطفّ جرت أحداثها في فصل الصيف من سنة (61هـ) لذا فإنْ صادَفَت ذكرى عاشوراء في وقت الشتاء فإنّ الموالين لأهل البيت في هذه المدينة يقيمون مراسيم أخرى في فصل الصيف مواساةً لأهل البيت(عليهم السلام)، على أن تكون هذه المراسيم مشابهة لتلك التي أقاموها في شهر محرّم شتاءً".

مؤكّداً: "أنّ هذه المدينة هي من المدن العالمية التي يحمل سكّانُها ولاءً كبيراً لأهل البيت(عليهم السلام)".

وبعد أداء صلاة الجمعة ألقى عضو وفد العتبة الحسينية الباحث التاريخي الأستاذ رشيد زميزم كلمةً شكر فيها هذه الحفاوة التي استُقبِلَ بها الوفدُ داعياً الله أن يتقبّل أعمالهم ويمنّ عليهم بالأمن والأمان، ومثنياً على سعيهم من أجل توحيد كلمة المسلمين والمضيّ قُدُماً من أجل نشر ثقافة الدين الإسلامي التي مصدرُها بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله) أهلُ البيت(عليهم السلام).

جرت بعدها مراسيم ضخمة رُفِعَت فيها رايةُ قبّة الإمام الحسين(عليه السلام) في ساحة جامع مدينة (إسكاردو) حيث أُقيم مأتمٌ حسينيّ أثناء مراسيم رفع الراية وقد شهد حضوراً كبيراً وبكاءً وعويلاً استذكاراً لفاجعة الطفّ الأليمة.

من الجدير بالذّكر أنّ العتبة الحسينية المقدّسة بالتعاون مع جامعة الكوثر ومشاركة العتبة العباسية المقدّسة أقامت أسبوعاً ثقافيّاً يُعدّ الثاني من نوعه ثقافياً على مرّ التأريخ في شبه القارة الهندية بعد مهرجان أمير المؤمنين(عليه السلام) في الهند الذي تُقيمه العتبةُ العباسيةُ المقدّسة للسنة الثالثة على التوالي، والأوّل من نوعه على مدى عامين فيها من حيث التعاون في إقامته مع جامعةٍ أكاديميةٍ في هذه المنطقة، حيث يسهم هذا الأسبوع في تثقيف محبّي أبي عبدالله الحسين وأخيه أبي الفضل العباس(عليهما السلام) ضمن سلسلة الأسابيع الثقافية التي تُقيمها العتبتان المقدّستان الحسينية والعباسية في بلدانٍ شتّى لنقل الفكر الصافي للنبيّ وأهل بيته(صلوات الله عليهم) إلى كافة أرجاء المعمورة نشراً للهدى والسلام فيها، ودفعاً للتطرّف الذي يتّخذ من الإسلام المزيّف شعاراً له. وقد حمل هذا المهرجان المقامُ في إسلام آباد اسم (نسيم كربلاء)، وشهد هذا العام مشاركة العتبة الكاظمية المقدّسة إلى جانب العتبتين المقدّستين الحسينية والعباسية.