أصدر المجمَع العلميّ للقرآن الكريم في العتبة العبّاسية المقدّسة كتاب "من المدوّنين الأوائل في علوم القرآن في النّاسخ والمنسوخ/ الحسن بن فضّال".
وقال رئيس المجمَع الدكتور مشتاق العلي، إن "المجمَع العلمي للقرآن الكريم بذل جهوداً في بيان ما جادت به عقول علماء التّفسير أو القراءات القرآنيّة، أو ممّن فسّروا القرآن الكريم بحسب مرويّات أهل البيت(عليهم السّلام)، أو كانت لهم بصمة في علوم القرآن".
وأضاف "كانت لباحِثي مركز الدّراسات والبحوث القرآنيّة لمساتٌ بحثيّة في وضع سلسلة أسموها (علماؤنا السّابقون)، نظروا في ما أنتجه هؤلاء العلماء وأوصلوا علومهم الّتي استقَوها ممّا منحه أهلُ البيت(عليهم السّلام) إلى البشريّة جمعاء؛ لتطبَعَ في كتبٍ تنوّرت من شخصيّات هؤلاء العلماء وسيرهم الحياتيّة وإلى ما صاغوه علمًا وتأليفًا؛ بذلوا فيها مهج معارفهم وثقافاتهم حتّى بلغوا سنام العلم؛ وبذا يكرّس المجمَع العلميّ كديدنه تلك المستقصيات العلميّة والفكريّة لعلماء الإماميّة، وإيصالها إلى مَن ينشد العلم ويسير في سبيله؛ لينالوا قبسًا من ذلك التّأثيل الفكريّ الّذي صنّفوه؛ فبان أثره وكينونته في تدوين علوم القرآن الكريم وتفسير معاني ألفاظه وترسيخ مصطلحاته؛ فكان عند ذاك معارف متنوّعة وعلوم مختلفة؛ فممّا لا شكّ فيه أنّ: مَن يُعنَ بالقرآن الكريم ينلِ الخير والرّضوان".
وتابع العلي "في هذا الإصدار –اليوم- ندلو بدلونا حين نرسم صورة أحد الأعلام الّذين أسّسوا أساسًا متينًا من أُسس علوم القرآن، فبادروا في أنْ وضعوا البذور الأولى في هذه العلوم، لذلك بادر مركز الدراسات والبحوث القرآنية إلى الكشف عن نتاجاتهم، ونشرها بين النّاس، لتكون بين يدي الباحثين والمختصّين بالشأن القرآني؛ فهذا(الحسن بن فضّال) الّذي هو من أصحاب الإمامين موسى بن جعفر وعليّ بن موسى (عليهما السّلام)؛ إذ أخذ الحديث عنهما والتّفسير؛ وقد روى ما فسّرا من الآيات القرآنيّة والسّور المباركة؛ وقد نال شهادة المعاصرين له واللّاحقين بعدهم؛ فقد سأل النّاسُ الإمامَ العسكريّ(عليه السّلام) عن كتب (ابن فضّال) ونتاجاته أنّها ملأت بيوتهم؛ فقال صلوات الله تعالى عليه (خذوا ما رووا واتركوا ما رأوا)".
relatedinner
وأكمل قائلاً إن "من الأهداف الّتي ابتغاها المجمَع في إصدار هذا الكتاب؛ هو أنّ (ابن فضّال) شخصيّة لها مكانة مهمّة بوصفه من الرّواة الأجلّاء، ومن المفسّرين والفقهاء، ولديه كتب كثيرة متنوّعة تختصّ بالجانب العقديّ والفقهيّ؛ ومنها علوم القرآن الكريم، وقد كتب في النّاسخ والمنسوخ، لذلك ارتأى المجمَع العلميّ أنْ يسلّط الضّوء على ما دوّنه ابن فضّال في علوم القرآن الكريم؛ وهو من الشّيعة الإماميّة؛ لكي نعرّف به ليكون في هذه السّلسلة المباركة: سلسلة (علماؤنا السّابقون)".