يُعدّ مشروع حفظ النتاج العلميّ العراقيّ من المشاريع الرائدة، التي أطلقها قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العبّاسية المقدّسة، ويهدف إلى الحفاظ على الإرث العلميّ العراقيّ الذي يضمّ الأطاريح والرسائل الجامعية النادرة.
ويُشرف على المشروع مركز المعلومات الرقمية في مكتبة ودار مخطوطات العتبة العبّاسية المقدّسة التابعة للقسم.
وقال رئيس القسم السيد عقيل الياسري إن "أهميّة المشروع تكمن في إتمام عمليّة رقمنة النتاجات العلميّة العراقية، وتحويلها من صيغتها الورقية إلى الصيغة الإلكترونية وفق المعايير العالمية، لتتوافق مع برامج قارئات النصوص (OCR) وبأنسب ما استُحدِث من أجهزة، وبالاعتماد على خبرات ومهارات ملاكات المركز".
وأضاف أنه "تمّت رقمنة نتاجات الجامعات العراقية البارزة، مثل المستنصرية والبصرة والقادسية والكوفة والجامعة التكنولوجية، ممّا يعكس التزامنا الشامل بحفظ الإرث الأكاديميّ".
وتابع أن "هذا المشروع يأتي في ظلّ الظروف الصعبة التي مرّ بها العراق من حروبٍ وكوارث أثّرت بشكل كبير على الإرث العلمي، إضافة إلى التهديدات المناخية والبشرية مثل التلف والسرقة".
relatedinner
وتشمل عملية الرقمنة تسع مراحل مترابطة، تبدأ بنقل الأطاريح إلى مركز المعلومات الرقمية، ثم تنظيفها وتعقيمها، بعدها يتم إعطاؤها أرقامًا خاصة وإدخالها في قاعدة بيانات، يليها تصوير الأطاريح باستخدام أجهزة متخصصة، وتُفحص الصور للتأكّد من جودتها، ثم تُعدَّل وتُحوَّل إلى الأبيض والأسود، وتُجمع في ملفات (PDF) مع إضافة أدوات حماية وواجهة عنوان، وتُنظّم الأطاريح في قاعدة بيانات موحّدة للمؤسّسات المشتركة، وفي النهاية تُسلّم الملفّات الرقمية مع صيانة الأطاريح المتضرّرة.
ويعتبر المشروع خطوةً مهمّة للحفاظ على التراث العلميّ العراقيّ وضمان استمراريته للأجيال القادمة، ممّا يمكّن الباحثين والمهتمّين من الوصول إلى المعلومات القيّمة بسهولةٍ ويُسر.