الى

العتبةُ العباسيةُ المقدّسة تحتضن الحفلَ الختاميّ لدورات المشروع القرآنيّ في الجامعات والمعاهد العراقية..

الحفل الختامي
احتضن الصحنُ المطهّر لمرقد أبي الفضل العباس(عليه السلام) عصرَ اليوم الجمعة (12رجب 1436هـ) الموافق لـ(1آيار 2015م) حفل تخريج الدورات القرآنية ضمن المشروع القرآنيّ في الجامعات والمعاهد العراقية الذي يُقام برعاية العتبتين المقدّستين الحسينية والعباسية للسنّة الثانية على التوالي، ويأتي هذا الحفلُ الذي شهد تخرّج (2,000) ألفي طالبٍ تقريباً تزامناً مع ذكرى ولادة القرآن الناطق أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام).
استُهِلّ الحفلُ الذي شهدَ حضوراً كبيراً بتلاوةٍ مباركة من آيات الذكر الحكيم بصوت القارئ حسنين الحلو لتأتي بعدها كلمة العتبتين المقدّستين التي قام بإلقائها سماحة السيد أحمد الصافي والتي ذكر فيها:
"إخواني الأعزّاء.. الإنسان في الدنيا يكتسب ويشتري ويحمل ثمّ بعد ذلك يحطّ هذا الرحال أمام جهة لتبدأ هذه الجهة تعزل الشيء غير النافع وتُخرج الشيء النافع الذي يستحقّ ألا وهو العمل الصالح، فالدّنيا عبارة عن سوق -كما يعبّر الحديث الشريف- ربح فيها قومٌ وخسر آخرون، والنبيّ الأعظم(صلى الله عليه وآله) وضع لنا حدوداً يجب أن لا نتعدّاها، وجعلها في جهتين لا تنفكّ إحداهما عن الأخرى ألا وهما القرآن الكريم والعترة الطاهرة، وبحمد الله تعالى حُفِظَ القرآن الكريم سواءً بالوعد الإلهي أو باهتمام النبيّ(صلى الله عليه وآله) والمسلمين وأيضاً العترة التي هي عدل القرآن أيضاً لابُدّ أن نعرفها والمعرفة هي مقدّمةٌ للعمل والتمسّك بهم، لأنّ الذي يتمسّك بالقرآن الكريم والعترة الطاهرة سيكون ثابتاً إذا هبّت عليه عاصفةٌ وسينجو إذا جاءه موجٌ ويريد أن يغرقه ولذلك شُبّهَ التمسّكُ بالعترة بسفينة نوح".
وأضاف: "يا أبناءنا الطلبة أنتم في ريعان الشباب لذلك لابُدّ أن تتمسّكوا بالقرآن الكريم والعترة الطاهرة فهما المنجيان فقط، ولا يمكن أن نبحث عن نجاةٍ في غيرهما، والنبيّ أرحم بنا من أنفسنا فلو كان هناك غيرهما لبيّن لنا ذلك، ولكن كلّ الأحاديث الشريفة في النجاة تدور مدار العترة الطاهرة، فتارةً يتحدّث عن عليّ(عليه السلام) ويُبيّن (أنّ عليّاً مع الحقّ والحقّ مع عليّ) وتارةً يتحدّث عن الزهراء(عليها السلام) وتارةً يتحدّث عن الحسنين(عليهما السلام) وتارةً عن ذرّية الحسين(عليه السلام)، فتحديد العترة مقدّمةٌ للتمسّك، وبحمد الله تعالى أنتم ذوو بصائر والإنسان يحتاج البصيرة إخواني خصوصاً في زمنٍ قد تتشابه الأشياء وتشتبك عليه الرؤيا، لكن الذي يكون على بصيرةٍ لا يفرق عنده الحال، فالإنسان الذي يكون متنوّراً لا يمكن أن يقع في مدلهمّات الخطوب، ولعلّ من وظيفتنا الآن أن نشدّد على قضية البصيرة فنحن في زمنٍ شحّت فيه الأخلاق وتوسّعت فيه وسائل الإغراء، ولكن عندما تتمسّكون -أيّها الفتية- بالقرآن الكريم والعترة الطاهرة لاشكّ ستكونون من الذين تكون قلوبهم مطمئنّة".
جاءت بعدها كلمةُ اللجنة المشتركة لرعاية المشروع القرآنيّ والتي ألقاها عضو اللجنة المذكورة الدكتور سالم جاري، حيث بيّن فيها:
"لابُدّ أن نعكف على القرآن الكريم علماً وتعلّماً وفهماً وتدبّراً وتفسيراً، كلٌّ بحسب ما مكّن اللهُ تعالى له لأنّه كما قال النبيّ الأكرم(صلى الله عليه وآله): (لا يلقينّ أحدكم ربّه وليس في جوفه شيءٌ من القرآن) فلابُدّ لنا أن يكون في جوف كلّ واحدٍ منّا شيءٌ منه ويجري على ألسنتنا، ومن هذا المنطلق ارتأت الأمانتان العامّتان للعتبتين المقدّستين الحسينية والعباسية وبمتابعةٍ دؤوبةٍ من المعنيّين في الأمانتين وفي دار القرآن الكريم ومعهد القرآن الكريم، وهيّأت لهذا المشروع مع ما يتناسب من الإمكانات المادية والمعنوية فنهض بإذن الله تعالى وببركة القرآن الكريم والعترة الطاهرة، فكان هذا العدد وهذه النخبة المباركة من الحفظة والمتعلّمين لأحكام التلاوة، وبحمد الله تعالى لم نجد ممانعةً من عموم الجامعات والكلّيات سواءً كانت إنسانية أو ذات علومٍ صرفة وغيرها، نسأل الله تبارك وتعالى أن يتمّ هذا المشروع في الأعوام القادمة".
استمع الحاضرون بعدها الى تلاواتٍ عطرة من آيات القرآن الكريم بصوت بعض الطلبة المتخرّجين ضمن المشروع القرآنيّ، وتخلّلت الحفلَ بعضُ الأبيات الشعرية بصوت الشاعر أبي محمد المياحي ليتمّ في نهاية الحفل توزيع الشهادات التقديرية على الطلبة المتخرّجين.
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: