الى

أميرُ المؤمنين(عليه السلام) عطاءٌ ربّانيّ ومنهجٌ إنسانيّ..

إنّه الشعار الذي توسّم به مهرجانُ أمير المؤمنين(عليه السلام) الثقافيّ السنويّ الثالث المُقام حالياً في مدينة حيدر آباد الهندية، فالعطاءُ الربّانيّ لا ينفد، وقد تجسّد خير تجسيد في تكوين أمير المؤمنين وتكامل صفاته الروحية والملكوتية، فكان –بالفعل- عطاءً يفيضُ على الإنسانية رحمةً وعدالةً ومساواة.. وهكذا أيضاً كان الإمام(سلام الله عليه) منهجاً إنسانياً بكلّ ما تحمل هذه الكلمة من مضامين تتعلّق أغلبها بدستور الحياة وقوانينها التي تكفل الحياة الحرّة الكريمة لبني البشر، ففي ظلّ الفكر الثاقب والحكمة الرشيدة التي تحلّى بها إمامُنا أميرُ المؤمنين(عليه السلام) لم يستطع أحدٌ أن يمثّل الإنسانية أو يعطها حقّها كما فعل أمير المؤمنين، فقد وضع(عليه السلام) قانوناً عاماً ودستوراً محكماً في وصيّته لمالك الأشتر حين قال(عليه السلام): (وأشعرْ قلبك الرحمة للرعية، والمحبّة لهم، واللطف بهم، ولا تكوننّ عليهم سبعاً ضارياً تغتنم أكلهم فإنّهم صنفان إمّا أخٌ لك في الدين أو نظيرٌ لك في الخلق)، نعم.. (إنّ الناس صنفان: إما أخٌ لك في الدين أو نظيرٌ لك في الخلق) كلمةٌ خلّدها التاريخ وستبقى على مرّ الزمان متوهّجةً لا تنطفئ، لأنّها منطلقةٌ من روح الكتاب السماويّ (القرآن) ومن أخلاق وسلوك النبيّ محمد(صلى الله عليه وآله) الذي قال: (الخلقُ عيالُ الله وأحبُّهم الى الله أحبُّهُم الى خلقه)..
ولأنّها خرجت من قلبٍ مفعمٍ بالإيمان وعقلٍ منفتحٍ على الجنس البشريّ، فلا فرق بين بني البشر فالكلّ سواسية ولا فرق بين عربيّ أو أعجميّ إلّا بالتقوى، فلا استغلال ولا عبودية ولا هيمنة لفئةٍ أو أمّة على أخرى، وإنّما العبودية المطلقة لله عزّوجلّ.
وعند الرجوع الى القرآن الكريم والتدبّر في قوله تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ) هذه الآية التي اتّفق العلماءُ على نزولها بحقّ عليّ(عليه السلام) ليلة مبيته على فراش النبيّ ليلة الهجرة المباركة، ولو تأمّلنا في ذيل الآية الكريمة (والله رؤوف بالعباد) وَتساءلنا مَنْ مُظهِرُ رأفة الله تعالى بعباده؟؟ لوجدنا أنّه عليّ(عليه السلام) أي أنّ الله رؤوف بعباده حين أوجد لهم إماماً هادياً مرشداً منقذاً كعليّ(عليه السلام)، وبذلك يكون عليٌّ عطاءً ربانياً ومنهجاً إنسانياً كريماً في آنٍ واحد.
يُذكر أنّ هذا المهرجان يُقام تعظيماً لشعائر أهل البيت(سلام الله عليهم أجمعين) بمناسبة ذكرى مولد أمير المؤمنين(عليه السلام) وسعياً لنشر ثقافة أهل بيت العصمة ومنهجهم الحقّ وسيرتهم العطرة التي علّمت الدنيا معنى الإسلام الحقيقي، وتأكيداً للدور الكبير الذي تقدّمه العتبات المقدّسة في العراق عامَّة والعتبة العباسية المقدّسة على وجه الخصوص؛ متمثّلاً بإقامة ورعاية المهرجانات والندوات والمؤتمرات التبليغية الدينية والثقافية داخل العراق وخارجه، فاتحةً بذلك نافذةً مباشرة لمختلف شرائح المجتمعات للوقوف عن كثب حول كلّ ما يخصّ المذهب الحقّ ورياض الجنان (العتبات المقدّسة)، موضّحةً مراحل الإعمار وآلية الإدارة الشرعية للعتبات المقدّسة وكيف أصبحت في وقتٍ قياسيّ منارة هدىً للجميع، وأنموذج إصلاحٍ على جميع الأصعدة.
تعليقات القراء
1 | عباس عبدالامير | 04/05/2015 | Canada
السلام عليك ياامام المتقين وياسيد الوصيين نبارك الجهود العظيمة المبذولة للتواصل مع اتباع ال البيت عليهم افضل الصلاة والسلام واعظم الله تعالى لكم الاجر
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: