في منظرٍ بهيج يصعب وصفُهُ عمّت أجواء الفرح والسرور أرجاء مدينة حيدر آباد بمناسبة الذكرى العطرة لميلاد سيّد الوصيّين وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب(صلوات الله عليه)، وتنوّعت أشكال الاحتفال بمظاهر شتّى حيث اكتظّ الشارع المؤدّي الى مكان انعقاد المهرجان في حسينية عزاء الزهراء(عليها السلام) بالمحتفلين والمبتهجين ممّا حدا بقوّات الأمن هناك أن تقطع الطريق وتقف من أجل تنظيم سير هذه المسيرة التي استمرّت لأكثر من ثلاث ساعات متواصلة.
وقد نُصِبَت على أحد جانبي الطريق منصّةٌ للاحتفال بهذه الذكرى العطرة وللاحتفاء بقدوم وفود العتبات المقدّسة ومشاطرتهم أهالي هذه المدينة غمرة أفراحهم في هذه المناسبة. وشاركت في هذه المسيرة البهيجة جموعٌ كبيرة وغفيرة من الأهالي راجلةً وبمسيراتٍ وردّاتٍ ولائية وهم يحملون الرايات الحمراء ويرتدون ملابس غلب عليها اللون الأحمر، وهو تقليدٌ دأب عليه أهالي هذه المدينة تعبيراً عن فرحهم بهذه المناسبة.
يُذكر أنّ هذا المهرجان يُقام تعظيماً لشعائر أهل البيت(سلام الله عليهم أجمعين) بمناسبة ذكرى مولد أمير المؤمنين(عليه السلام) وسعياً لنشر ثقافة أهل بيت العصمة ومنهجهم الحقّ وسيرتهم العطرة التي علّمت الدنيا معنى الإسلام الحقيقي، وتأكيداً للدور الكبير الذي تقدّمه العتبات المقدّسة في العراق عامَّة والعتبة العباسية المقدّسة على وجه الخصوص؛ متمثّلاً بإقامة ورعاية المهرجانات والندوات والمؤتمرات التبليغية الدينية والثقافية داخل العراق وخارجه، فاتحةً بذلك نافذةً مباشرة لمختلف شرائح المجتمعات للوقوف عن كثب حول كلّ ما يخصّ المذهب الحقّ ورياض الجنان (العتبات المقدّسة)، موضّحةً مراحل الإعمار وآلية الإدارة الشرعية للعتبات المقدّسة وكيف أصبحت في وقتٍ قياسيّ منارة هدىً للجميع، وأنموذج إصلاحٍ على جميع الأصعدة.