الى

بالتعاون مع العتبة العباسيّة المقدّسة: الجامعةُ التكنولوجية تُقيمُ حفلاً مباركاً بمناسبة ولادة الإمام عليّ بن أبي طالب(عليه السلام)..

جانب من الحفل
أقامت الجامعةُ التكنولوجية بالتعاون مع العتبة العباسية المقدّسة حفلاً مركزياً بمناسبة ولادة أمير المؤمنين وسيّد الوصيين علي بن أبي طالب(عليه السلام) تحت شعارٍ من قول الإمام علي(عليه السلام) لمالك الأشتر: (إنّ الناس إمّا أخٌ لك في الدين أو نظيرٌ لك في الخلق) وذلك على قاعة ومسرح الجامعة.

استُهِلّ الحفلُ الذي شهد حضورَ معتمدِ المرجعية الدينية العُليا في بغداد بالإضافة الى عددٍ من الوفود والشخصيات بتلاوةٍ مباركةٍ من آيات الذكر الحكيم لتأتي بعدها كلمةُ رئيس الجامعة التكنولوجية الدكتور أمين دواي، جاء فيها: "أيّها الإخوة الأفاضل إنّ الكلام عن أمير المؤمنين لا تكفيه أيام، فهو وليدُ الكعبة وهذه الولادة دليلٌ على عظمته، وهو بطل الإسلام وتشهد له كثيرٌ من المعارك التي قادها الرسول الكريم(صلى الله عليه وآله) ضدّ مشركي قريش في بداية تبليغ الرسالة، والإمام علي(عليه السلام) هو النبأ الأعظم ودولة الحقّ، كلّ هذه الكلمات قليلةٌ في حقّه(عليه السلام)، كيف لا وقد قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): (عليّ مع الحقّ والحقّ مع عليّ، يدور الحقّ معه أنّى دار) وعند استلامه لزمام الخلافة الإسلامية كان همّه أن تكون العدالة موجودة، وحتى عندما نصّب مالكاً الأشتر على إحدى الولايات أوصاه بالعدالة وقال له: (إنّ الناس إمّا أخٌ لك في الدين أو نظيرٌ لك في الخلق)، فالإمام علي(عليه السلام) يُشهَدُ له في كلّ المضامير التي نعيشها والنبيّ(عليه الصلاة والسلام) كان تأكيده على اتّباع الإمام علي كثيراً، (يا عليّ أنت أخي وحاملُ لوائي...) وفي يوم الغدير كان له تأكيدٌ على ولاية الإمام علي(عليه السلام)".

جاءت بعدها كلمةُ العتبة العباسية المقدّسة التي ألقاها بالنيابة السيد محمد الموسوي حيث بيّن فيها: "في الحقيقة إنّ الكلام عن مقام مولانا أمير المؤمنين(عليه السلام) له بداية لكن ليست له نهاية، فقد كان إمامُنا سيّد العابدين ومصباح المتهجّدين كثيرَ الصلاة والصيام حتى أنّه لم يترك صلاة الليل أبداً، وقد بيّن الرسولُ الأكرم(صلى الله عليه وآله) منزلته ومكانته(عليه السلام) في أقواله وأحاديثه، وما نزلت برسول الله(صلى الله عليه وآله) نازلة إلّا دعا لها أمير المؤمنين(عليه السلام) ثقةً منه به، وقد أعتق مولانا علي(سلام الله عليه) من ماله ألفَ مملوك طلباً لوجه الله تعالى ونيل رضاه والنجاة من النار، ممّا كدّ بيمينه ورشح منه جبينه، حيث كان يأكل الطعام البسيط ويرتدي الكرابيس -وهو الثوب الخشن- ويتصدّق بالمال الكثير وهي التفاتةٌ منه يشير فيها الى أنّ قيمة الإنسان ليست بما يلبسه من ملابس ولا بما يأكله من طعامٍ ولا بما تقلّه من وسائل نقل وإنّما قيمة الإنسان بما يحمله من فكرٍ وعقلٍ وهي قيمة الإنسان الحقيقية، وفي الختام نسأل الله تعالى أن يوفّقنا وإيّاكم لخدمة مولانا أمير المؤمنين(عليه السلام) بعِلْمٍ يُنشر وقلبٍ ذاكر وعقلٍ متفتّح إن شاء الله".

من جانبه بيّن معتمدُ المرجعية العُليا في محافظة بغداد الشيخ حسين آل ياسين: "نشكر الله سبحانه وتعالى أن وفّقنا جميعاً لنجتمع في مكان العلم هذا لتذكّر العلماء بالدرجة الأولى رسول الله(صلى الله عليه وآله) والأئمّة الأطهار(عليهم السلام), أيّها الإخوة الأكارم إنّ أغلب الأبطال المرابطين في ساحات القتال هم ممّن حُرِمُوا من حقوقهم الأساسية قبل الحرب وأثناء الحرب، ومع الأسف لم تصل لهم أيّ حقوق مادية أو معنوية مع فقرهم وقلّة بضاعتهم العلمية، من حيث الشهادات لكنهم سبقوا الأمم المتحدة بأربعة عشر قرناً بأن فهموا عليّ بن أبي طالب(عليه السلام) كعالمٍ فاتّبعوه كإمام فوالوه كحجّة من الله على الناس فتمسّكوا به كمحبٍّ للإنسانية جمعاء على اختلاف الدين والمذهب، فهبّوا من قراهم في أقصى العراق ليدافعوا عمّن يُخالفهم في الدين والمذهب لأنّه أخوهم في الدين والإنسانية، ومن هنا نتعرّف على جانبٍ مهم من جوانب عظمة علي بن أبي طالب(عليه السلام) الذي بقيت البشريةُ متأخّرةً في فهمه، فكان ينادي منذ قرون بحبّ الإنسانية والخير، والآن نحن معجبون بالثقافة الغربيّة في بعض الجوانب لأنّنا لم نسمع كلامَ نبيّنا وأئمّتنا فتأخّرنا في الصناعة والزراعة وفي كثيرٍ من المجالات العلمية والتطبيقية، فسبقونا وأصبحوا حينما يعجبون برؤيتنا وكلامنا وفلسفتنا نصفّق لهم، فكم هو عظيمٌ هذا الإسلام وكم هو عظيمٌ محمد ونفسُ محمد الإمام علي(عليهم أفضل الصلاة والسلام)".

كما كانت هناك كلمةٌ لعضو مجلس المفوّضية العُليا لحقوق الإنسان الدكتورة سلامة الخفاجي والتي تحدّثت فيها عن مفهوم الحقّ وما هي الحقوق الواجبة على كلّ شخصٍ تجاه الشخص الآخر أو تجاه المؤسسة أو المجتمع وكيفية الاستفادة من الحقوق التي بيّنها أهلُ البيت(عليهم السلام).

وقد تخلّل الحفلَ إلقاءُ بعض القصائد الشعرية التي تغنّت ببطولات وتضحيات أبناء القوّات المسلّحة والحشد الشعبي ليتمّ في نهايته توزيعُ الدروع من قبل الجامعة على الوفود والشخصيات المشاركة.
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: