الى

بضمائرنا لا بأناملنا حكنا سجّاداً ليتبرّك بأقدام زائري أبي الفضل العباس(عليه السلام)..

السجاد الكاشاني الجديد
في مساءٍ رجبيّ مبارك اكتسى حرمُ أبي الفضل العباس(عليه السلام) بطقمٍ من السجاد الكاشانيّ الفاخر الذي قامَت بحياكته يدويّاً ثلّةٌ من المتبرّعين الإيرانيّين، واستمرّ العملُ -الذي شمل الحرم الطاهر كمرحلةٍ أولى ثمّ لكافة أجزاء الصحن الطاهر- ثلاثَ سنوات، واشترك فيه أكثر من (1400) شخص، حيث واصلوا ليلهم بنهارهم من أجل عمل شيءٍ يليق بهذا المكان المقدّس الطاهر والذي كان حُلُماً يراودهم طيلة عقود في كيفية تقديم خدمةٍ لمرقدٍ تتشرّف بخدمته ملائكة السماء، وضريحه ملجأ لكلّ مهموم ومكروب.
وبعد الانتهاء من مرحلة فرش الحرم الطاهر لأبي الفضل العباس(عليه السلام) قامت الأمانةُ العامة للعتبة العباسية المقدّسة بتكريم القائمين على هذا العمل والمساهمين فيه وذلك أثناء حفلٍ أقيم على قاعة الإمام الحسن(عليه السلام) للمؤتمرات والندوات استُهِلّ بتلاوة آياتٍ من الذكر الحكيم ثمّ كلمة للأمين العام للعتبة العباسية المقدّسة سماحة السيد أحمد الصافي حيث بيّن فيها قائلاً: "الله سبحانه وتعالى يعطي كثيراً من الناس في الدنيا من فضله ونعمه، فتارةً يعطيهم جاهاً أو فكراً وليس كلُّ مَنْ يُعطى هذه الاشياء يوظّفها بطريقةٍ صحيحة، لكن في مقابل ذلك هناك بعض الثلّة المؤمنة الطيبة تستفيد من نعمة الله تعالى التي يعطيها ثم تشكره بعملٍ معين، وهنا أحبّ أن أذكر موجزاً بسيطاً عن هذه الفكرة، عندما بدأ الإخوة بهذا المشروع وحصل الاتّفاق رأينا في وجوههم حالة من الافتخار والحرص على إنجاز الاتّفاق في وقتٍ سريع وضمن المواصفات، وبعد فترةٍ توفّقنا لزيارة المشاهد المقدّسة في إيران وذهبنا الى مدينة كاشان لزيارة المصانع التي يُصنع فيها هذا السجّاد، ولفتت انتباهنا مجموعةُ أمورٍ منها أنّ عدداً كبيراً من العاملات كنّ يتعاملن مع السجادة بحالةٍ من القداسة والأهمية، بحيث أنّ أغلب الأخوات كنّ على وضوء بحسب علمنا وما نُقِلَ الينا، ولاحظنا الدقةّ والعمل الدؤوب والإخلاص بل بعضهن كنّ يبكين فرحاً لأنّ الله تعالى وفّقهن أن ينسجن هذا النسيج وسيكون في الحرم الحسينيّ وحرم أبي الفضل العباس(عليهما السلام)".
وأضاف: "الإنسان عندما يتعامل مع سيّد الشهداء(عليه السلام) ويتعامل مع أمير المؤمنين والكاظمين والعسكريّين ومع العباس(عليه السلام) يعتقد بداخله أنّ هؤلاء سيتمكّنون يوم القيامة من أن يقفوا له ويسندوه ويساعدوه، نحن نعتقد أنّ أمير المؤمنين(عليه السلام) أعطاه الله تبارك وتعالى منزلةً عظيمةً وكذلك بقيّة الأئمة الأطهار(عليهم السلام) فالجزاء الحقيقي لجناب المتبرّع السيد غلام عباس وبقية الإخوة الأفاضل هو ليس منّا وإنّما من الذين قُدِّمَ هذا العمل لخدمتهم وهم الأئمة الأطهار(عليهم السلام) وهذا الجزاء سيكون في الدنيا ويوم القيامة إن شاء الله تعالى".

مبيّناً: "كلّنا نحتاج واقعاً يوم القيامة أن يتعرّف علينا الأئمة الأطهار(عليهم السلام), نحن نكرّر شكرنا وتقديرنا البالغَيْن الى جميع الإخوة الذين بذلوا وشاركوا وصنعوا وفكّروا وبذلوا جهداً في سبيل هذا العمل وشرّفونا الآن بزيارتهم الكريمة".
أعقبتها كلمةُ الحاج محسن الواجدي المديرُ التنفيذيّ للمشروع والذي بيّن قائلاً: "عملُنا هذا نعتزّ به ونعدّه تاريخياً ومهمّاً، بذلنا له الغالي والنفيس ونشعر أنّنا مقصّرون بحقّ أُناسٍ بذلوا أغلى شيءٍ وهو حياتهم لأجل الدين وإحياء شرائعه".
مُضيفاً: "مشروع حياكة السجاد الكاشاني والذي سيشمل حرم الإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العباس(عليهما السلام) والمخيّم الحسينيّ الشريف نَبَعَ من فكرةٍ لأخي العزيز (علي زاده) قبل ثلاث سنوات، حيث طرح الفكرة بعد التشرّف بزيارة مرقدَي الإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العباس(عليهما السلام)، وانطلقت شرارةُ الخير لهذا المشروع الذي كان تحت إشراف وكيل المرجعية في إيران سماحة السيد جواد الشهرستاني، والسجّاد مصنوعٌ من الألوان الطبيعية والنباتية ويحتوي كلّ مترٍ مربّعٍ واحدٍ منه على (360 ألف) عقدة، وهذا يستدعي الانتباه الى دقّة وصعوبة العمل، وفي الختام أوجّه خالص شكري وامتناني وفريق العمل للدعم والمساعدة التي قدّمها القائمون على العتبتين المقدّستين الحسينية والعباسية".
بعدها كُرِّمَ الإخوةُ المتبرّعون والقائمون على المشروع بالهدايا والدروع والشهادات التقديرية ليتوجّهوا بعدها الى الحرم المطهر لأبي الفضل العباس(عليه السلام) من أجل قصّ الشريط إيذاناً بفرش الحرم الطاهر.
تعليقات القراء
2 | جوان نجيب | 16/05/2015 | الإمارات العربيّة المتّحدة
بسم الله وماشاء الله شئ جميل جدا ... هنيئا لكل من وفقه الله في هذا العمل العظيم ياليتني كنت منهم فعلا انهم ذو حظ عظيم ...
1 | علاء الاسدي | 16/05/2015 | United Kingdom
اللهم صلي على محمد وال محمد الاطهار الميامين والف الف شكر وامتنان منا الى الجمهورية الاسلامية الايرانية والى شعبها الشقيق والحبيب في كل ما قدموه للعتبات المقدسة في العراق وما تبرعوا به من اموال وجهود في سبيل الله ومحبة باالنبي الاكرم صل الله عليه وعلى ال بيته الاطهار الميامين سلام الله عليهم هنيئا لكم هذا الشرف الرفيع وبارك الله لكم في حسناتكم وجعلها درب خير في الدنيا والاخرة ولا حرمنا الله من محبة النبي وال بيته الاطهار ومحبة محبيهم ومواليهم واحسن اليهم واليكم والينا جميعا انشاء الله وشكرا لله على هذا التوفيق
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: