الى

المرجع ناصر مكارم الشيرازي: ثورةُ الإمام الحسين(عليه السلام) أزليّةٌ وخالدةٌ خلود الله تعالى لكون أنّ علاقتها توطّدت بذات الله عزّوجلّ وما أحوجنا لمبادئها في زماننا هذا..

السيد محمد القزويني
أثناء فعالية الجلسة البحثية الثانية التي أُقيمت في قاعة خاتم الأنبياء(صلى الله عليه وآله) في العتبة الحسينية المقدّسة، كانت هناك كلمةٌ خاصّةٌ بمهرجان ربيع الشهادة وفعالياته للمرجع الديني سماحة آية الله العظمى الشيخ ناصر مكارم الشيرازي(دام ظلّه) وقد ألقاها بالإنابة عنه السيد محمد القزويني، وجاء فيها بعد تقديمه التهاني والتبريكات بمناسبة الولادات الميمونة وانعقاد هذا المهرجان:
"لاشكّ أنّ هذا المحفل رائعٌ وعظيم ومهيب، وهذا الجلال والعظمة بسبب المناسبة التي اجتمعتم لأجلها وهي ولادة الإمام الحسين(عليه السلام) سيّد الشهداء ورمز التضحية والفداء من أجل الحقّ، وبسبب جلالة المكان الإلهيّ والنورانيّ الذي أنتم فيه وكذلك بسبب عظمة هذا الحضور الكبير لجمعٍ من العلماء والفضلاء والشخصيات المهمّة التي وفدت من جميع أنحاء العالم، وبهذه المناسبة المهيبة أُبارك لكم ولجميع العاملين في العتبتين المقدّستين الحسينية والعباسية إقامة مثل هذا المهرجان العظيم والكبير وأتقدّم للجميع بخالص تحياتي وسلامي".
مُضيفاً: "نحن نعلم أنّ طبيعة التاريخ وتقادم الأيام تؤدّي الى ذهاب بريق بعض الحوادث المختلفة وتراكم تراب وغبار النسيان عليها، وبنحوٍ واحد أنّ حادثةً عظيمةً مثل الحرب العالمية الثانية التي خلّفت ثلاثين مليون قتيل وملايين الجرحى وساهمت في خراب بلادٍ عديدة رغم هذا كلّه نجد أنّ هذه الحادثة وفي غضون أقلّ من قرنٍ عليها قد طواها النسيان وإنّ الجيل المعاصر اليوم لا يمتلك إلّا معلوماتٍ قليلة عنها، لكن من جهةٍ أخرى نجد بعض الحوادث تخالف هذه الطبيعة التاريخية بحيث أنّه كلّما مرّ عليها الزمانُ وكلّما تقادمت عليها الأيامُ ازدادت إشراقاً وتعلّقاً وعِظَماً ومجداً، ومن أبرز هذه الحوادث واقعة كربلاء الدامية وذكرى عاشوراء الأليمة والثورة الحسينية المباركة، فإنّنا نراها خلّدت والتصقت بالذاكرة وازدهرت بجميع أبعادها ومشاهدها عاماً بعد عام وما هذا المهرجان العظيم إلّا شاهدٌ على الخلود".
مُبيّناً: "السبب الرئيس ينحصر في أنّ هذه الثورة كانت على صلةٍ وثيقة بقيم ومبادئ سامية، ولهذا نجد أنّ هذه الثورة مهما مرّ عليها الزمن تزدادُ أهميةً ووضوحاً يوماً بعد يوم، إنّ مفاهيم ومبادئ مثل الحقّ والعدل والكرامة الإنسانية والجهاد في سبيل العقيدة الإلهية وعدم الرضوخ للذلّ والهوان، كلّ هذه المفاهيم لا يُمكن أن يعتريها القِدَمُ والاندثار بل تتجلّى نحواً أكثر وضوحاً خصوصاً في الزمان الذي يسوده ويتفشّى فيه الظلمُ والطغيان والجور بشكلٍ فاضحٍ كما هو الحال في زماننا هذا، لقد أعطى الإمامُ الحسين(عليه السلام) بنهضته وثورته الدامية درساً للأجيال جميعاً في الحرّية والعزّة والكرامة وصدق النيّة ووضوح الرؤية والجهاد والإيثار، تلك المبادئ التي نحن أحوجُ لها في زماننا هذا أكثر من كلّ زمان".
وتابع: "مضافٌ لما مرّ كلّه أنّ الثورة قد انطلقت على أساس علاقتها الوطيدة بذات الله عزّوجلّ وحتماً ستكون أزليّةً وخالدة خلود الله تعالى، فإنّ حالها حال قطرة الماء عندما تكون في الصحراء القاحلة لا تصمد أمام الجفاف بلا شكّ، لكنّها حين تكون متصلةً بماء البحر فلن تجفّ أبداً، وهكذا هي ثورة الإمام الحسين(عليه السلام) المتّصلة بالله تعالى فلا يُمكن إلّا أن تكون خالدةً وأزليّة".
واختتم: "أتمنّى من الحضور الأعزّاء والأساتذة المحترمين أن يقوموا بنشر فكرِ الإمام الحسين(عليه السلام) ومبادئ ثورته لا لخصوص الشيعة فقط بل لجميع المسلمين بل لكلّ الشعوب المظلومة في العالم، لكي يتعرّفوا على النهج السليم والطريق القويم في هذه الحياة، مرّةً أخرى أُبارك لكم هذا المهرجان وأسألكم الدعاء وأقول لكم إنّ قلبي معكم فعلاً".
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: