الى

تلاواتٌ قرآنيةٌ مفعمة بأجواء الولادات الشعبانية تنطلق من صحن أبي عبدالله الحسين(عليه السلام) لتعانق السماء وتنثر أريج بركاتها..

جانب من الأمسية
إذا كان ربيعُ القرآن هو شهرُ رمضان فإنّ للقرآن الكريم ربيعاً آخر اقترن بشهر الحبيب المصطفى(صلّى الله عليه وآله) شعبان الخير والعطاء، ربيعٌ أينعت ثماره وأزهرت خمائله وفاحت عبقاته وملأ الملكوت شعاعه لأنّه نفحةٌ سماوية تجلببت بجلباب عليّ وآل علي، وعليٌّ هو القرآن الناطق وولده الأطهار ترجمانُ الكتاب المجيد، ومن هذا المنطلق شهدت العتبةُ المقدّسة تماشياً مع خطاب الإمام الحجّة المنتظر(عجل الله تعالى فرجه) لجدّه سيّد الشهداء(عليه السلام) كما ورد في الزيارة المعروفة بالناحية المقدّسة: (كُنْتَ للرَّسُولِ(صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ) وَلَداً، وَللقُرآنِ سَنَداً، وَلِلأمَّةِ عَضُداً، وفي الطَّاعَةِ مُجتَهِداً) ومن هذا المنطلق وضمن فعاليات مهرجان ربيع الشهادة الثقافي العالميّ الحادي عشر وفي أجواءٍ إيمانيةٍ تمتلئ بعبق الأريج الزاكي لمرقد سيد الشهداء أبي عبدالله الحسين(عليه السلام) بطقوسٍ طغت عليها الروحانية والعروج مع آيات الله البيّنات الى عوالم نورانية وسط أجواء من الخشوع المفعم بالإيمان، صدحت خلال هذه الأمسية حناجرُ كوكبةٍ من كبار القرّاء ابتداءً بالقارئ عادل الكربلائي، ثمّ تبعه القارئ من دولة الكويت عبد الله أحمد، ليأتي بعده قارئ العتبة الرضوية المقدسة السيد جواد الحسيني ليتلو باقةً من آيات من الذكر الحكيم، ثمّ جاء بعده القارئ من أيران أيضاً السيد حميد رضا الذي تلا ما تيسّر له من آيات القرآن الكريم، ليكون مسك الختام من لبنان مع القارئ عباس شرف الدين .
كذلك شهدت الأمسيةُ إنشاد بعض التواشيح الدينية التي نقلتنا الى رحاب النبيّ وأهل بيته(عليه وعليهم أفضل الصلاة والسلام)، هذا وقد ساد الأمسية القرآنية جوٌّ من التفاعل والروحانية الكبيرين؛ لاقتران أنفاس القرآن بأنفاس المولى أبي عبدالله الحسين(عليه السلام).
القارئ الدوليّ عادل الكربلائي بيّن: "أنّ هذه الأمسيات لها الكثير من الجوانب والنتائج الإيجابية، فهي محفّزة لتعليم الناس قراءة القرآن، فجمال الصوت وضبط اللفظ والقراءة كلّها جواذب للإنصات الروحيّ، ودافع من دوافع تعلّم أحكام التلاوة الصحيحة".
أمّا القارئ عبد الله أحمد فأضاف: "مثل هذه المحافل المشتركة تبرز التمكّن العراقيّ أمام العالم الإسلامي؛ لكونه لا يقلّ شأناً عن القرّاء الآخرين.. ونطمح أن تتواصل هذه المحافل القرآنية بشكلٍ دائميّ، وأن لا تُخصّص بالمهرجان أو ببعض المناسبات فقط، ولتتنوّر هذه العتبات بنور القرآن كما هي متنوّرة بمراقد الأئمة(عليهم السلام)".
وتهدف الأمانتان العامّتان للعتبتين المقدّستين من خلال دار القرآن الكريم التابع للعتبة الحسينية المقدّسة ومعهد القرآن الكريم التابع للعتبة العباسية المقدّسة من عقد هذه الأماسي القرآنية وغيرها وتعشيقها بالمهرجانات والمحافل الولائية بالإضافة إلى الدروات القرآنية المتعدّدة، الى نشر الوعي والثقافة القرآنيّة والعمل على تجذيريها في المجتمع وتحريك الروح القرآنية، منطلقتَيْنِ من قول رسول الله(صلّى الله عليه وآله): (خيرُكم منْ تعلّمَ القرآن وعلّمه).
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: