الى

السيد العميدي: فتوى الوجوب الكفائي فُعّلت باستجابة المؤمنين لها وحُفِظَت بدمائهم وأنفسهم الغالية..

السيد العميدي
استجابةُ المؤمنين هي التي فعّلت فتوى المرجعية العليا، وهذا التسابق منهم لجبهات القتال وبذل الأموال والأنفس العزيزة الغالية فهم الذين سطّروا بدمائهم حفظ هذه الفتوى الخالدة، هذا ما بيّنه مسؤولُ معتمدي المرجع الدينيّ الأعلى سماحة السيد عليّ الحسينيّ السيستانيّ(دام ظلّه الوارف) خلال إلقائه كلمةً بمؤتمر معتمدي المرجعية الدينية العُليا الذي أقامته العتبتان المقدّستان الحسينية والعباسية بمناسبة مرور سنة على صدور فتوى الجهاد الكفائيّ للدفاع عن أرض العراق ومقدّساته والذي عقدت جلسته الثانية صباح اليوم (11شعبان 1436هـ) الموافق لـ(30آيار 2015م) في العتبة الحسينية المقدّسة، حيث بيّن قائلاً:
"بمناسبة مرور عام على صدور الفتوى المباركة من قبل المرجعية الدينية العُليا بالجهاد الكفائيّ، هذه الفتوى تحتاج الى أن نقيم ذكراها حتى نعطيها حقّها لأنّها موقفٌ تاريخيّ يستحقّ أن نقف عنده كثيراً، فقبل عدة أيّام أحيينا الذكرى المئوية لفتوى الجهاد في العتبة الكاظمية المقدّسة التي صدرت من علماء النجف الأشرف ضدّ الاحتلال الانكليزيّ التي تمّ إعلانُها من الصحن الكاظميّ المبارك، حيث مرّت مئة عام على تلك الفتوى الخالدة، ونحن نعيش اليوم حدثاً تاريخياً آخر أرى من الضروريّ توثيقه للأجيال القادمة فقد يُحتفل -إن شاء الله- بعد مئة عام بهذه الفتوى المباركة التي صدرت من سماحة السيد السيستانيّ(أدام الله ظلّه الوارف)، وعندما كنّا في ذلك الاحتفال تمّ عرض بعض الوثائق والأرشفة الخاصّة بتلك الأحداث التي مرّت قبل مئة عام باعتبار أنّه في ذلك الوقت كان هناك فقرٌ تكنولوجيّ، حيث لم يكن هناك تصويرٌ فيديويّ أو تسجيلات صوتية وغيرها وإنّما بعضُ المخطوطات الكتابية والصور الفوتوغرافية".
وأضاف: "بما أنّنا نعيش اليوم في زمنٍ يختلف والوسائل الأرشيفية تختلف فإذا كان الإنسان يعيش بعض الحسرة في تحصيل الوثائق التي تؤرّخ ما مرّ فهناك اليوم فرصة لنستفيد من وسائل التكنلوجيا الحديثة الموجودة في هذا الوقت، ونزيد من أرشفة هذه الأحداث التي تمرّ بنا وعلى جميع المستويات، وهذه مهمّة الإعلام والمخلصين ممّن لديه قلم أو هو قادر على كتابة السيرة أو يؤرّخ لهذه الأحداث شعراً أو أدباً أو نثراً أو مقالاً أو غير ذلك فضلاً عن التصوير الفيديوي المحفوظ، لذلك على الأقسام الإعلامية في جميع المؤسّسات التي تهتمّ بهذا الحدث أن تجعل لها مهمّة خاصة هي حفظ الأرشيف لمئة عام وأكثر، حتى تجد الأجيال القادمة بين يديها مادّةً واضحةً بحيث لا تشوّه الصور، فإنّ كثيراً من المواقف بعد مرور الزمن تنحرف عن ما بدأت به وتوظّف الى جهاتٍ أخرى".
مُبيّناً: "ينبغي الاهتمام بهذا الجانب، نحن نعيش اليوم الأحداث وقد لا نرى من الضرورة أن نوثّق الأحداث لأنّنا نعيشها عملياً فمثلاً الكثير من جرائم النظام السابق التي لولا أن تمّ حفظُ بعضها لما أمكن إدانةُ النظام، ليس الآن وإنّما للأجيال القادمة، ولعلّ تاريخاً مزوّراً ومزيّفاً يعمل عليه أهل الباطل يمكن أن يُظهر المجرم في وضع البطل أو بمظهر المحرّر للبلاد، كذلك في هذه السنوات نحتاج الى مثل هذه الوسائل التوثيقية ونقول إن شاء الله تعالى ستجتمع أجيالٌ بعدنا أو بعد مئة عام في هذا المكان الشريف ويُعرض المقطع الفيديويّ الخالد الذي أُعلنت فيه فتوى الجهاد من الصحن الحسينيّ المبارك، على الأجيال القادمة إن شاء الله أن تفتخر بهذه المواقف المهمّة ومواقف المرجعية على مرّ التاريخ مهمّة جدّاً".
واختتم السيد العميدي: "المرجعية ليست وحدها التي تؤثّر في الساحة بل استجابةُ المؤمنين هي التي تُفعّل فتوى المرجعية، وهذا التسابق منهم لجبهات القتال وبذل الأموال والأنفس العزيزة الغالية فهم الذين سطّروا بدمائهم حفظ هذه الفتوى الخالدة، هناك جهدٌ رسميّ وجهدٌ شعبيّ لابُدّ أن نهتمّ به، من يستطيع القيام به من خلال الصورة والصوت والكتابة وباقي وسائل التوثيق وسرد السِّيَر عن مجريات القتال وتاريخه وأحداثه وقصص الأبطال من المقاتلين وما أبدته العوائل من صبرٍ أمام ذهاب أولادها الى جبهات القتال وأنّها تعيش حالةً من العوز والفقر ومع ذلك ضحّت بأولادها في سبيل حفظ هذا الوطن ومقدّساته وتلبية نداء المرجعية".
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: