الى

إكراماً لدمائهم الطاهرة العتبةُ العباسيّةُ المقدّسة تكرّم أبناء شهداء الحشد الشعبيّ المقدّس..

جانب من حفل التكريم
تحت شعار: (شهداؤنا شمسٌ لا تغيب) أقامت العتبةُ العبّاسيةُ المقدّسة ضمن مشروع فتيه الكفيل الوطني حفلاً لتكريم ثلّةٍ من أبناء شهداء الحشد الشعبيّ المقدّس، أولئك الذين ضحّوا بأنفسهم وجادوا بها من أجل تربة هذا الوطن الغالي ولبّوا نداء مرجعيّتهم الرشيدة للدفاع عن العراق ومقدّساته وتسابقوا لنيل الشهادة، إكراماً واعتزازاً لما قدّموه وهو جزءٌ من الدّعم والإسناد لعوائلهم الكريمة ممّا يسهم في ديمومة زخم المعركة وتحقيق النصر والعمل على خلق حالةٍ من التواصل مع عوائل شهداء الحشد الشعبيّ الذين ضحّوا من أجل الوطن والعقيدة.

نائبُ الأمين العام للعتبة العباسيّة المقدّسة المهندس بشير محمد جاسم بيّن خلال كلمته التي ألقاها في هذا الحفل الذي أُقيم على قاعة الإمام الحسن(عليه السلام) في العتبة المقدّسة صباح هذا اليوم (24شعبان 1436هـ) الموافق لـ(12حزيران 2015م): "إنّ الصراع بين الحقّ والباطل على مرّ العصور منذ بدء الخليقة والى يومنا هذا قائمٌ لا ينتهي، ولكن مَنْ هي جهةُ الحقّ ومَنْ هي جهةُ الباطل؟؟ جهةُ الحقّ من اتّبعت رضا الله تبارك وتعالى وجهةُ الباطل من اتّبعت الشيطان، نحن في زماننا هذا وفي يومنا هذا نعيش حرباً وقتالاً مكمّلاً لما مرّ به أئمّتنا(سلام الله عليهم أجمعين) اليوم هذه الحرب الدائرة مع عدوّ الإسلام والإنسانية تفجّرت بفتوى الجهاد الكفائي التي مرّ عليها عامٌ تقريباً بمشاركةٍ أقلّ ما يُقال عنها أنّها مشاركة فعّالة وطيبة وجبّارة بيّنت مدى تلاحم هذا الشعب العظيم مع مرجعيّته العظيمة".

وأضاف: "قد يدور حديثٌ بين الناس عادةً لماذا هذا البلد مبتلى بالحروب منذ سنين طوال؟ وحتّى في عهد الأئمّة(سلام الله عليهم) الحرب فيها قتال وفيها شهادة وفيها ما فيها من آلام، الحقيقة إنّ الإنسان بشكلٍ عام عندما يُبتلى بأيّ أمر لا يكون له رجاء إلّا الله تبارك وتعالى، وهذا البلد هو الأرض الممهّدة لدولة الإمام المهدي(عجّل الله تعالى فرجه الشريف) حتى يكون هذا الشعب مهيّأً وهذه الأرض مهيّأة لابُدّ أن تكون هناك مقدّمات لهذا الحضور المبارك للإمام المنتظر، ولا نعلم قد تكون هذه الحرب وهذا الوضع الذي نحن فيه هو ممهّد الى ظهور دولة الإمام المهدي(عجّل الله فرجه الشريف)، فبهذه الحروب القائمة في بلدنا العزيز هناك تكاتف أصبح واضحاً بين أطياف الشعب لأنّ الحرب عقائدية تمسّ الجميع دون استثناء ويُراد منها طمس معالم الدين لأنّ العدوّ لا مبدأ له سوى القتل".

وأوضح: "الشهيد في هذه المعركة له مكانةٌ خاصّة في قلوب متعلّقيه هذا البطل له قيمةٌ كبيرةٌ وحافزٌ كبير لهذا المجتمع، الشهادة منزلةٌ عظيمة وحظّ عظيم فأيّ حظٍّ لهذا الشعب الذي كثر فيه الشهداء والأبطال يُفتخر بهم، الشهيد الذي ضحّى بدمه وروحه لأجلنا جميعاً واجبٌ علينا أن نردّ له هذا الدين خصوصاً مع عوائل الشهداء وأن يكون نموذجاً يُحتذى به، كلّنا نرجو الشفاعة من آل بيت محمد(عليهم السلام) وإن شاء الله نكرّر هذه الجلسة ونحتفل بانتهاء هذه المعركة وانتصار جهة الحقّ التي نحن فيها ونكون قد حقّقنا نصراً مؤزّراً نُفرِحُ به قلب إمامنا المهدي(عجّل الله فرجه الشريف)".

كما كانت هناك كلمةٌ لحكومة كربلاء المحلّية ألقاها بالإنابة الأستاذ فارس شجاع مستشار محافظ كربلاء، مبيّناً فيها: "الشهيد كلمةٌ يسمعها الكثير ويتمنّى نيلها الكثير ويبذل لها الكثير ولكن لا ينالها إلّا الرجال ممّن يهبون أنفسهم للذّود عن المبادئ وهم من نحتفي بهم هذا اليوم، رسالتهم ترسيخ القيم الإنسانية في المجتمع دفاعاً عن كرامة الإنسان وعرضه ومقدّساته وحرّيّته فهنيئاً لكم شرف الشهادة يا مَنْ تسمعون أصواتنا لأنّكم أحياءٌ عند ربّكم تُرزقون، واسمحوا لنا أن نبارك لكم هذا الشرف، ونبارك لأولادكم لزوجاتكم لأمّهاتكم ونبارك لأنفسنا لأنّنا في حضرتكم، وقَسَمَاً لن نبكيكم دموعاً لأنّ هذا لمَنْ يموت على فراشه بل نرجو من الله عزّوجلّ اللحاق بكم في جنان الخلد مع الحسين وأصحاب الحسين وأولاد الحسين لنيل هذا الشرف الرفيع، حفظ الله مراجعنا العظام وأبطالنا من الحشد الشعبيّ المقدّس الغيارى والخلود والرفعة لشهدائنا الأبطال".

هذا وقد حضر الحفلَ وفدٌ من العتبة الحسينية المقدّسة والحكومة المحلّية في محافظة كربلاء المقدّسة.

ذوو الشهداء من جهتهم عبّروا عن شكرهم وامتنانهم لهذه الالتفاتة الأبويّة الرائعة من العتبة العباسية المقدّسة والتي هي أصلاً بتماسٍّ وتواصلٍ مع هذه العوائل، داعين في الوقت نفسه الحكومة المركزية الى الاعتناء بهذه العوائل وتسهيل إجراءات الحصول على حقوقها كون أنّ أغلبها تعاني من أوضاع مادّية صعبة وليشعروا بالأمان والتقدير للتضحيات التي قدّمها أبناؤهم.
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: