
جانب من الحشود في صحن أبي الفضل العباس عليه السلام

وهذه المراسيم التي تجري سنويا وترمز إلى بدء السنة العربية الهجرية، بشهر محرم الحرام، الذي استشهد فيه سيد شباب أهل الجنة الإمام الحسين عليه السلام، وأهل بيته وأصحابه في ملحمة الحق، ملحة الطف الخالدة، فتحول بدأ هذا الشهر وبالتالي بدأ السنة الهجرية إلى مناسبة حزن تعم العالم الإسلامي .

وابتدأت المراسيم بتلاوة أيٍ من الذكر الحكيم، وكلمة لرئيس ديوان الوقف الشيعي السيد صالح الحيدري، بيّن فيها "أهمية هذا الشهر في إحياء شعائر الدين، والتذكير بأهمية النهضة الحسينية في تقويم إعوجاج الفرد والمجتمع، الحاكم والمحكوم، الأسرة والأمة، وبالتالي أهمية هذا التذكير في إصلاح ما فسد من أمور المسلمين".

وعلى صوت الألحان الجنائزية الحزينة تصاحبها حناجر المؤمنين وهي تصدح "ياحسين"، وبحضور خدمة العتبة المقدسة من السادة الخدم الذين يحملون الصولجانات، وكردوس عسكري من قوة حماية الحرمين الشريفين الحامل للرايات السوداء يتقدمهم الضباط الذي رفع أحدهم سيف تحية العلم العسكرية، ووسط أصوات عشرات الآلاف من المعزين التي تعالت عند إنزال العلم الأحمر ورفع الأسود بدلاً عنه .

ومن ثم أنطلق موكب مهيب من العتبة الحسينية المقدسة إلى العتبة العباسية المقدسة لتتم مراسيم تبديل العلم الأحمر لقبة حامل لواء الإمام الحسين عليه السلام، أخيه أبي الفضل العباس عليه السلام .
وقد بدأت المراسيم في العتبة العباسية المقدسة بكلمة الأمانتين العامتين للعتبتين المقدستين الحسينية والعباسية ألقاها الأمين العام للعتبة العباسية المقدسة السيد أحمد الصافي حيث رحب بالضيوف والحضور وشكر جميع القائمين والمشاركين والمعزين في هذه المراسيم وأكد في كلمته أن " أن هذه المراسيم هي جزء من الشعائر الحسينية, وإن استمرارنا بإقامتها لَدليلٌ على استمرار الثورة الحسينية وبالتالي الوقوف بوجه الظلم والبغي والعدوان وأعداء الدين الذين يريدون طمس أحكامه ".

وأكد أيضاً " إن الأمام الحسين عليه السلام مدرسةٌ للأجيال كلها لن تتكرر أبداً, وعندما نصفه كذلك فأننا نعني ما نقول, وهو مدرسة للمسلمين وغيرهم، في تعليم كيفية إحقاق الحق ودفع الظلم وإرساء العدل ".
ومن ثم تمت المباشرة بالمراسيم حيث أستلم السيد الأمين العام رايةً سوداء جديدة من خَدَمَة الأمام الحسين عليه السلام ليستبدل بها رايةً حمراء رمزية كانت منصوبةً على سارية فوق منصة الحفل، وليقوم بعدها إلى أحد السادة الخدم برفع الراية السوداء الجديدة على القبة الشريفة.
وجرت نفس المراسيم التي حصلت في العتبة الحسية المقدسة هنا في العتبة العباسية المقدسة، حيث أُنزلت فيها الراية الحمراء واستبدلت بالسوداء مع مصاحبة نفس اللحن الجنائزي الذي رافقته حناجر المؤمنين وهي تصدح "ياعباس".

وغطى الحدث بالإضافة إلى البث المباشر، العديد من الفضائيات والإذاعات المحلية والعربية وعدداً من مندوبي الصحف العراقية، وقسمي البث المباشر في موقعي الأنترنت الرسميين للعتبتين المقدستين الحسينية والعباسية .
يذكر أن هذه المراسيم وبهذا الحجم التي تضم العديد من الفقرات العزائية المختلفة، أمر جديد بادرت به إدارة العتبتين المقدستين قبل (6) سنوات, أي بعد سقوط الطاغية في 9/4/2003، إظهارا لشعائر الله، وترسيخها بشكل أعمق، لتكون المراسيم على ما هي عليه الأمر الآن، وذلك بعد انقضاء يوم 29 ذي الحجة من كل عام، وحسب ثبوت الشهر الجديد من عدمه, وبعد أداء صلاتي المغرب والعشاء من آخر يوم في السنة الهجرية






