الى

بندوةٍ ثقافيةٍ العتبةُ العباسيّةُ المقدّسة تستذكر الانتفاضة الشعبانية المباركة..

جانب من الندوة
استذكارا للانتفاضة الشعبانية المباركة التي انطلقت شرارتها في كربلاء الشهادة والفداء حالها حال باقي المحافظات عام (1991م) ضدّ النظام الدكتاتوريّ، أقامت العتبةُ العباسيّةُ المقدّسة متمثّلةً بمركز تراث كربلاء التابع لقسم شؤون المعارف الإسلامية والإنسانية ندوةً ثقافيةً تاريخية حول هذه الانتفاضة الخالدة، واستُضِيفَ فيها الدكتورُ الباحث سلمان هادي آل طعمة وتمحورت على خمسة محاور هي:
1. الأسباب الممهّدة للانتفاضة.
2. سلسلة أحداث الانتفاضة.
3. الأسر الكربلائية التي شاركت فيها وقدّمت الشهداء.
4. الأماكن التي تعرّضت للهدم.
5. آراء المواطنين الكربلائيّين.

كذلك شهدت هذه الندوة التي حضرها عددٌ من الشخصيات الدينيّة والثقافيّة والأكاديمية كلمةً لمعاون رئيس قسم شؤون المعارف الإسلامية والإنسانية الشيخ أحمد الطائي وقد بيّن فيها: "إنّ تسلّط الطواغيت على الشعوب هي آفةٌ من الآفات المُهلِكة للحرث والنسل وكلّ تقدّمٍ وازدهار، وقد أثبتت الوقائعُ التاريخية التي مرّت على الشعب العراقيّ أنّ روح المقاومة وروح الانتفاضة كانت موجودة بين أبناء الشعب العراقي رغم شراسة الأساليب التي كانت تتّبعها الحكومةُ البعثيةُ العبثيةُ الظالمة، إلّا أنّ شعلة الانتفاضة لم تنطفئ كتعريفٍ لكلمة الانتفاضة وحسب فالمتداولُ عند بعض المعرّفين قالوا: إنّه عملٌ شعبيّ جماعيّ صاخب لمطالب مشروعة، ولكن في بعض الأحيان تكون الانتفاضة ثورةً عفويةً تنطلق من رحم الجماهير".
وأضاف: "انتفاضتنا الشعبانية ما هي إلّا واحدةٌ من سلسلة الانتفاضات التي قامت في العراق، والمتابع للوضع العراقيّ في تلك الفترة يرى أنّ أغلب مناطق العراق كانت بين الحين والآخر تسجّل اعتراضها واستياءها بشتّى الطرق والوسائل ممّا دفع الحكومة الظالمة بأن تعدّد وتكثر من أساليب وطرق القمع والتضييق على الشعب العراقيّ، الانتفاضةُ الشعبانية اشتعلت شرارتُها الأولى من محافظة البصرة وما هي إلّا أيّام قليلة حتى عمّت هذه الانتفاضة أربع عشرة محافظة، وهذا إن دلّ على شيء إنّما يدلّ على مدى الظلم الذي كان يُعاني منه العراقيّون، فكان هناك توحّدٌ عفويّ في جميع المحافظات للثورة على الظالم والطغيان، وقد تعرّضت الانتفاضةُ الشعبانية الى هجمةٍ شرسة منذ بدايتها حتى يومنا هذا وخيانةٍ دولية وعالمية تتزعّمها الدولُ الكبرى والإقليمية وحتّى الإعلام".
موضّحاً أنّه: "خلال أربعة عشر يوماً كان عددُ الشهداء من المنتفضين بما يزيد على ثلاثمائة ألف شهيد وهذا بحسب ما هو مسجّل عند الدوائر الرسمية والحكومية أي بمعدّل عشرين ألف شهيد يومياً، ساهمت في ذلك كلّ الجهات بقمع هذه الانتفاضة حتّى الأمم المتحدة التي فرضت طوقاً خاصاً ومنعت الطيران لكنها كانت تغضّ النظر عن طيران الحكومة، ومن الواجب علينا أن نستذكر تضحيات أولئك الشباب الذين ثاروا بوجه الظالم رغم الصمت العربيّ والدوليّ آنذاك، لذلك نجد أنفسنا أمام مسؤولية في إحياء تلك الذكرى واستذكار أبطالها لأنّهم كانوا فعلاً قدوةً للشباب العراقيّ في التصدّي للظلم ومجابهة الطغاة".
واختُتِمت هذه الندوةُ بجملةٍ من الاستفسارات والأسئلة والاستفهامات من قبل الحاضرين وقام الدكتور الباحث سلمان هادي آل طعمة بالإجابة عنها بدوره وتوضيح ما يلزم توضيحه.
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: