الى

النص الفائز بالمركز الأول في مسابقة الجود، الدورة التاسعة

عَيْناهُ نافِذتا بَصيرَةٍ .... إلَى النَّبْعِ الأبَديِّ الَّذي فاضَ جودُهُ بِالْكَرامات

لُقْياهُ وِرْدٌ وَلا مَعْنى لِمَـــــنْ وَرَدا

وَنِيَّةُ الْمَرْءِ ميزانٌ فَلَوْ بُنِيَتْ للهِ تَنْمو

وَالنَّهْرُ يُضْحِـــــلُهُ شُــــــــــحٌّ بِنِيَّتِهِ

وَالْجودُ يَبْذُرُ قَبْلَ الْماءِ فَرْحَــــــتَهُ

ظامٍ تَحومُ بِهِ الدُّنْيا عَلى ظَـــــــمَأٍ

رِداؤُهُ لِشفاءِ الـــــرّوحِ مُـــــــدَّخَرٌ

دَنا لِزَيْنــــــــَبِهِ التَّـــــــــــــصْريحُ

وَكادَ يَفْتِكُ بِالتَّأْريخِ َاخْتَـــــــلَفَتْ

وَكُلَّما دَخَلَ الْعَبّاسُ خَيْـــــــــمَتَها

وَقالَ فِتْيَتُها لَمّا ذَوَوْا عَطَشاً عَمّاهُ

فَقامَ وَالْخَيْرُ مَعْقودٌ بِـــــــرايَتِهِ

نادى جَهَنَّمَ حَتّى ظَنَّهَا امْتَلَأَتْ

كَأَنَّــــهُمْ قَـــــــــــــــوْمُ (عادٍ)

" فَأَصْبَحُوا لا يُرَى إِلا مَسَاكِنُهُمْ "

فَلَوْ رَأَتْ أُمَّهاتُ الشِّرْكِ صَوْلَتَهُ لَقُلْنَ :

بِالْمَوْتِ أَكْرَمَ " مَشْكوراً " وِفادَتَهُمْ

تَخالُ قِرْبَتَهُ (يَمّاً) يَغوصُ بِها (موسى)

عَيْنُ الْبَصيرَةِ لَمْ يَنْفُذْ لِناظِرِها سَهْمٌ

وَأَطْبَقَ الصَّمْتُ في عَيْنَيْهِ أسْئِلَةً غَيْبِيَّةً

وَحالَ بَيْنَهُما مَوْجُ الْفِراقِ

فَلَوْ سَأَلْتَ أبِيَّ الضَّيْمِ عَنْ يَدِهِ

مِحْرابُهُ لَمْ يَزْلْ يَبْكي لِغُرْبَتِهِ

مُتَيَّمٌ بِاخْضِرارِ الْوَقْتِ تَعْرِفُهُ

وَآيَةٌ لِاخْتِلافِ اللَّيْلِ

فَكَيْفَ نُدْرِكُ ما مَعْناهُ ؟ كَيْفَ يُرى ؟

وَكَيْفَ نَحْسَبُهُ فَرْداً ؟ وَقَدْ بَزَغْتْ

وَنودِيَ الطَّفُّ هذا الْبْدْرُ

تُعيدُ لَحْنَ حَضاراتي مُروءَتُهُ الْأنْقى

هُوَ الشُّعورُ الّذي مُذْ حَلَّ في لُغَتي
إنْ لَمْ يَضَعْ نَفْسَهُ في راحَتَيْهِ فِدى

وَلَـــوْلاها تَضيــــــــعُ سُــــــدى

فَعَفَّ عَنْهُ إلى أنْ مـــــــــاءُهُ نَفَــدا

فَأيُّ حُزْنٍ عَميقٍ صـــــاغَهُ جَسَــدا

وَالْكَوْنُ قَبَّلَ مِنْهُ الْكَــــفَّ وَالْعَضُدا

لكِنَّهُ في عُيونِ الْحــــادِثــاتِ رَدى

فَانْبَجَسَتْ حُروفُهُ نُصْرَةً للهِ وَاحْتَشَدا

مَصادِرُ النَّقْلِ حَتّى أصْبَحَتْ زَبَدا

رَأَتْهُ " رِزْقاً " لَها مِنْ رَبِّها عُهِدا

" هَيِّئْ لَنَـــــــا مِنْ أَمْـــرِنَا رَشَدًا "

وَالشَّرُّ آنَ لَهُ أنْ يَخْتَـــــــــفي أَمَدا

" هَلْ مِنْ مَزِيدٍ " فَضَجَّ الْجَيْشُ وَارْتَعَدا

حَيْثُ ريشَتُهُ تَهُبُّ ريحاً فَما أبْقَتْ لَهُمْ أحَدا

وَأَصْبَحَ النَّهْرُ عَنْ جُرْفَيْهِ مُنْفَرِدا

سُبْـــــــــــحانَ مَنْ لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدا

وَأَكْرَمَ الْمَوْتَ لَمّا نَحْوَهُ وَفَدا

وَمَرْضَعُهُ في سَهْمِها فُقِدا

وَلكِنَّهُ أعْمى بِها رَقَدا

لَمْ تَجِدْ إلّا (الْحُسَيْنَ) صَدى

وَقَدْ مَدَّ الْوَفاءَ لِأَمْواجِ اللِّقاءِ يَدا

أَجابَ صَمْتاً إلى أنْ أَسْقَطَ الْوَتَدا

مُنْذُ اسْتَقَرَّ عَلى مَتْنِ الصَّلاةِ هُدى

كُلُّ الْفُصولِ رَبيعاً لِلْحَياةِ ، نَدى

طَلَّتُهُ وَجْهُ الصَّباحِ الَّذي لَوْلاهُ ما وُجِدا

وَكَيْفَ يوقَدُ جَمْرُ الشوقِ لَوْ بَرَدا ؟

كُلُّ النُّجومِ وَما أَحْصَتْ لَهُ عَدَدا

فَالْتَقِطِ الشُّموخَ مِنْهُ لِتَبْقى ثَوْرَةً أبَدا

وَتَسْتَلُّ مِنْ (سِرْجَوْنِها) (أَكَدا)

تَنَفَّسَ الشِّعْرُ مِنْ (شُباكِهِ) الصُّعَدا
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: