الى

النص الفائز بالمركز الثاني في مسابقة الجود، الدورة التاسعة

رقيم الاعتراف الأخير

مُربَكًا حَدَّ فِي الصَّدى أتَوارَى

قَطرَةً قَطرَةً دَسَستُ بِروحِي

جِئتُ كَفَّيهِ... أستَقِي لِي حَياةً

جِئتُ كَفَّيهِ... وَالمَسافةُ طِفلٌ

التَّفاصيلُ في مُحيَّاهُ ضَوءٌ

وَالشَّتاتُ الَّذي أُربّيهِ ماءٌ

غَادَرتْني كُفُوفُهُ...

أطْلَقَ المَاءَ مِن يَديهِ فَأضْحى

لَحظةً كُنتُ... ثُمَّ لا شَيءَ إلّا نَهَرٌ

لَحظةً... بَعدهَا عَرفتُ بِأنَّ

وَبأنَّ اللّاتي ذَبُلنَ شِفاهٌ

وَبأنَّ العِرقَ النَّبيَّ إذَا اغْتاظَ

وَأراهُ وَحولَهُ الجُندُ بَدرٌ

لَمْ يَعُد لِلهروبِ مِنه مَجالٌ

شَكَّلَ المَوتَ كَيفَ شاءَ ارْتِجَالًا

وَسَقَاهُم مِن كَاسِهِ الرُّعبَ خَزرًا

مَوسِمُ القَطفِ: صَيحةٌ

فِي النِّداءِ الأخيرِ ثَمَّةَ هَمسٌ

وَودَاعٌ فِيهِ انْحنَى كُلُّ ظَهرٍ

وَأراهُ وَسهمُ عَينهِ أرخَى

مَارسَ الجُودَ قِربةً

وَتَفَيَّتْهُ خَيمَةٌ ووُعودٌ

رَاودتْهُ الجِهاتُ لَكنَّ نَفسًا

أعْيُنُ النَّخلِ قَد رَأَتهُ

لَو "سُلَيمانُ" قَد تَوَكَّا بِيِا "عَبّاسُ"

هَا أنَا اليومَ فِي القَصيدةِ مُلقىً

كُلَّما قِيلَ يَا أبَا الفَضلِ

كُلَّما أُعسِرتْ وحُمَّ مَدَاها

يَا غَمَامًا فِي سَاعَةِ القَيظِ

يَا طُمَأنِينةَ الفَواطِمِ

أطْفيءِ الجَمرَ دَاخِلي أو فَدعني

أو فَلُحْ مِن ضَريحِكَ الآنَ أخرى
وَشَغُوفًا حَدَّ اشْتِعالِي انْتِظارَا

وَتركتُ البِحارَ خَلفي حَيارَى

بَعدَمَا اسْتَفحَلَتْ بِوجهي الصَّحارَى

وَانتظارٌ وأمنياتٌ عَذارَى

قَد تَبَدَّى لِلمُطفَئينَ نَهارَا

أعْجزَتهُ الطُّفوفُ إلّا اعْتذَارَا

وَالأمَانِيْ مُرهَقاتٌ لجُودِهِ تتبارَى

وَالمَفَازاتُ فِي نَدَاهُ أسُارَى

مِن دُمِوعِه يَتجارَى

العَطَشَ المَحضَ يَعزِفُ الإنتصارَا

سَوفَ يُنبتنَ فِكْرَةً ومَنارَا

سِوى المَوتِ مَا أبَاحَ اخْتِيارَا

أحْرجَ اللَّيلَ رَهبةً وَانبِهَارَا

فَصدَى سَيفِهِ انْتحابُ المَهارَى

وَكَسا صُفرَةَ الوُجُوهِ احْمِرَارَا

فَتَهاووا عَن جَانبيهِ سُكارَى

فَظلامٌ فَروؤسٌ تَطايرتْ كَالحُبارَى

حَملتْهُ الرِّياحُ دَمعًا مُثَارَا

وَشَكَت جَبهَةُ الذِّمارِ انْكسارَا

فَوقَهُ المَجدَ والسَّناءَ خِمارَا

مِن قَديمٍ قَد تَغنَّى بِها الهُدَى وَاسْتَجارَا

عَرّشَتْ في نِياطِ قَلبِهِ دارا

قَد زَكتْ بِالحُسينِ لَا تَتمارَى

اكْتِهالاً للمَعاني فَبَسْملَتْهُ افْتِخارَا

مَا ذَاقَ مُلكُهُ الإنْهيارَا

وَهُوَ اليومَ مَوعِدٌ لِلغَيارَى

فَاضتْ جَفنةُ الوَفدِ إذْ دَعوهُ اضطرَارَا

فَاحَ مِن شَائِكِ الأمُورِ عَرارَا

يَنهَلُّ سَلَامًا حَتَّى يُقِرَّ الدِّيارَا

هَا إنّي أرَى المَاءَ دُونَ لَثمِكَ نَارَا

أخصِفِ الرَّوحَ مِن جِراحِي مِرارَا

وَأعدنِي إلَى شِفاهِكَ جَارَا
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: