ما جئتُ من غرقي إلّا إلى غرقي ومن أقاصي مداراتي سعى زمني وحزنُهُ كالعراقيِّ الذي سحنتْ مؤهّلٌ لاقترافِ الدمعِ ، منكسرٌ وسادرٌ في البلاءاتِ التي سقطت ياهٍ .. وشيءٌ من العباسِ ألمسُه أحسُّهُ سِفرَ روحٍ ليس يشرحها مُري النوى مثلما ضاقت مسارحُها فليسَ لي في قرابينِ الهوى مددٌ لا شيءَ إلا حكاياهُ التي نسجت هناك واصّعّدت للهِ أمنيةٌ فاستوقفتني الخطى عبرَ استعارتهِ معَ الحيارى وقفتُ الآنَ، ما بيدي وقفتُ حيثُ نداءاتِ الحسينِ أخي وقيلَ لي: زينبٌ شدَّت مواجعها والشاطئُ المُرُّ موّاجٌ على يدهِ مجرَّحٌ بإباءٍ ليس تعرفُه تلكَ المُدانةُ بالترتيلِ بارحَها تلكَ التي حشدتْ رغم الزحامِ هوىً حدّ التدفقِ أعطت بالهوى مُهجًا فصوَّرت قمرًا والضوءُ زينبُه وفاؤه أينما تسبيحةٌ عبرت والأرضُ تشتاقُ منهُ ما يطهّرُها أنا وبعضُ حواريّيهِ يسرقُنا إليه يا روحُ .. بثّي ، دللّي وجعًا أنا اصطفيتُ له نهرًا وساقيةً لبستُ تغريبتي وصلاً إلى عطشي فكدتُ أنْ أتملّى قطرةً فإذا وحفَّ بي سيّدٌ والجودُ في يدهِ يا آسرَ الجودِ ما معنى الجرارِ إذا لكي أفتِّحَ من رؤياكَ نافذةً فكربلاءٌ أشاعتْ عن رؤاكَ رؤىً | وفكرةُ الماءِ تغزو ألفَ منطلق كما اللهيبِ ثقيلاً يحتسي قلقي حروفهُ الآه .. ماذا بعدُ ذاكَ لقي! وموغلٌ في استراقِ الليلِ والأرقِ من الحسينِ ، فغطّى البًوحَ بالشفقِ أحسُّهُ برزخًا والروحُ لم تطقِ إلا جراحي فيا للهِ لا تثقي أن تستضيقَ بأحلامي ومؤتلقي سوى المسيرُ فيا روحي بيَ استبقي بعضَ اخضرارِ بكائي فارتوى غدقي أن تسجدَ الروحُ في إيوانه الطلقِ للروحِ في شاطئٍ بالبوحِ مندفقِ سوى اعتصارٌ فهل شيءٌ هناكَ سُقي.؟! وهالةُ البدرِ تهوي دونَ مفترقِ وجرَّبت موتَها في ظُلمةِ النفقِ بكلِّ شيءٍ حسينيٍّ هناك بقي إلاّ التي أنجبته صفوة النسقِ ضوءٌ ويثربَها ضوءٌ لمُنهرقِ غذّت بهِ غرسها الممشوق بالألقِ سمّت وضمّت وعمّت كلَّ منبثقِ من مَرضَعٍ لوفاءٍ فيهِ متسقِ ونورُهُ أينما ترنو إلى الأفقِ والأرضُ تشتاقُ منا سورةَ الفلقِ ذاكَ الوجودُ وذاكَ الجودُ فاستبقي شعرًا.. فكلُّ شعورٍ بالحياةِ رُقي في موطنٍ من بقايا الروحِ محترقِ لبستُ حرفي ففاضَ الماءُ في ورقي دمعي أسالَ عناد الغيمَ من حدقي وسيرةُ النهرِ في عينيهِ لم تفقِ ماكنتَ تعطي ورودي رشحةَ العبقِ من كلِّ شيءٍ على معناكَ متفقِ وعن نداكَ ندىً يا ملتقى طرقي |