الى

النص الفائز بالمركز الرابع في مسابقة شبيه المصطفى العالمية الأولى

(يُوسُفُ السِّبْط)* إليهِ وهوَ الغُلامُ الهاشميُّ العَلَويُّ، المُحَمديُّ خَلْقاً وخُلُقاً ومَنْطِقاً..

مِنْ فاضِلِ الطّينِ لاسْتِبْسالِهِ زُفّا

وَجاءَ رَبُّكَ والأمْلاكُ قاطِبَةً

فتىً تَفَتَّحَ وَرْدُ اللهِ مَنْقَبَةً

تَسامَقَ المَجْدُ مِنْ آثارِ خُطوَتِهِ

عُروقُهُ أنْهُرٌ يَجْري الوجُودُ بِها

أشْجارُ طوبى اخْضِلالٌ لاسْتِقامَتِهِ

شَبيهُ أحْمَدَ، دافَ اللهُ طينَتَهُ

قِيامَةُ الأرْضِ تَجْسيدٌ لفِكْرَتِهِ

تَقولُ للحَرْبِ لَيلى - في قَرارَتِها

لَمْ يَشْرَبِ الماءَ.. لو رَوّى حَشاشَتَهُ

والتَفَّ يَحْمِلُ آجالاً موَقَّعَةً

صِفاتُهُ آيةُ التَطهيرِ، سيرَتُهُ

يُمَنْطِقُ الحُزْنَ في أحْداقِ والدِهِ

فناؤهُ الغَيْبُ.. بالتَّسليمِ قَربَنَها

قَداسَةُ الأنْبياءِ استَحْضَرَتْ دَمَهُ

تَقَلَّدَ القِيَمَ العُلْيا بمَعْرَكَةٍ

كُلُّ اللغاتِ التي بالوَصْفِ تَشْرَحُهُ

ضَراوَةُ الطَعْنِ لَمْ تَخْدِشْ وسامَتَه

فتىً يمرُّ بأصلِ الماءِ بسمَلةً

زَلازلُ الطفِّ ما هَزَّتْ شَكيمَتَهُ

يَمْحو ويُثْبِتُ بسْمِ اللهِ، مُنْتَهِلا

تضيءُ أروِقةَ العِرفانِ مُهْجَتُهُ

تَطْوي المَسافَةَ في أسْفارِهِ طُرُقاً

ما كانَ هذا سؤالاً كلُّ أجْوبةِ الـ

تَخالُ طهَ ببدرٍ جاءَ مُمْتَشِقاً

تَرى عَليّاً عَليّاً جَلَّ مَوْقِفُهُ

إلا الجَحيمَ، فَقَدْ عَفَّتْ شَجاعَتُهُ

يُزاوِرُ الجيشُ عَنْ جَنْبيهِ، صارِمُهُ

صَيْدُ المُلوكِ لَهُ حِكْرٌ، بطولَتُهُ

فتىً يَذودُ عَنِ المَعنى ويَرفَعُهُ

حَليبُ أُمّاتِهِمْ - حينَ اسْتَطاعَ بِهِمْ

هُمْ يَضْرِبونَ دُفوفَ الشَرِّ وهوَ أَتى

مُنْذُ ارتَدى الأكْبرُ المَذْخورُ لامَتَهُ

وحينَ أرْخى سُدولَ البأسِ مبتَسِماً

فصَرْصَرُ الرّيحِ تَجري طَوْعَ إمْرَتِهِ

فَتْىً يُحَطِّمُ أرْقامَ القِياس فَقَدْ

ألَيْسَ حَقّاً وقوعُ المَوتِ يا أَبَتي

تَراهُ خَلْقَاً نَبيّاً لا شَبيهَ لَهُ

ما ارتَدَّ طَرْفُ الرَّدى إلّا على يَدِهِ

فَيوسُفُ السِّبطِ كانَتْ كُلُّ مكرمَةٍ

(بالحُسْنِ مُشْتَمِلٌ، بالبِشْرِ مُتَّسِمٌ
فتىً مواسِمُهُ تَسْتَشْرِفُ القَطْفا

صَفَّاً يَقودُ إلى عُرْسِ الفَتى صَفَّا

بوَجنَتَيهِ، وفي وِجْدانِهِ إِلْفا

نَخْلاً مَهيباً وَقوراً وارِفاً سَعْفا

تَجَلِّياتٍ لبَدْرٍ يَرْفُضُ الخَسْفا

وَسِدْرَةُ المُنْتَهى ظِلٌّ بِهِ حَفّا

بِراحَتَيهِ .. ونَقّى خَلْقَهُ الأصْفى

عَنِ الحَياةِ التي يَجْتازُها حَتْفا

أُمٌّ تَخافُ -: بِمَنْ رَبَّيتُهُ لُطْفا

لقَهْقَرَ الجَمْعَ عَنْ فِسْطاطهِ زَحْفا

لكِنْ عَليهِ فُراتُ القَسْوَةِ التَفَّا

جَناحُ جِبريلَ في عاشورِهِ رَفّا

ديناً يَموتُ إذا لَمْ يَجْزِلِ النَّزْفا

روحَاً تَفيضُ إلى سُلْطانِها زُلفى

فَتْحاً مُبيناً وجُرْحَاً فيهِ يُسْتَشْفى

بينَ المَفاهيمِ.. باسْتيقانِهِ اسْتَكْفى

أصابَها العَجْزُ، لَمْ تَبْلغْ لَهُ حَرْفا

ولَمْ يُغيِّرْ بهِ كُرْهُ الوَغى وَصْفا

مِنَ الهطولاتِ.. يُعْلي شأنَهُ جُرْفا

مُذْ دُكَتِ الأرضُ كانَ الرّاسِخَ الصِّرْفا

مِنَ الشهادةِ كأسَ الرفعَةِ الأوْفى

مَنْ يَستَطيعُ إلى مَكْنونِهِ كَشْفا؟

لباحةِ النورِ.. لكنْ يا تُرى كَيفا؟!

مُستَبْصرينَ تراهُ الهَدأَةَ/ العَصْفا

- لكربلاءَ الأَسى - إعْجازَهُ طَفْا

في الغاضِريّاتِ، لَمْ يتْركْ لهُمْ مَنْفى

عَنِ الضِّعافِ كَفاهُمْ صيتُهُ خَوفا

للفاطِميّاتِ كانَ المِنْعَةَ الكَهْفا

تَخْتارُ أَعْلاهُمُ شأناً لها سَقْفا

مُسْتَوفيَ الشَّرطِ لاسْتئصالِهمْ سَيْفا

قَلْبَ الميادينِ - في أرْياقِهِمْ جَفّا

ليَضْرِبَ الشَرَّ في هاماتِهِم دَفّا

بِعَسْكرِ الشامِ ميزانُ الوَغى خَفّا

قَدْ حَلَّ عِزْريلُ في أوْساطِهم ضَيفا

ومُرْسَلاتُ الوَغْى هَبَّتْ لَهُ عُرْفا

تَخَطَّفَتْهُمْ مَرامي سَيْفهِ خَطْفا

يَقولُ مُسْتَبْشِراً لا يَعْرِفُ الضَعْفا

تَراهُ قَلْباً عَليّاً خافِقاً عَطْفا

ولَيسَ تُغْمِضُ عَنْهُ الدَهْشَةُ الطَّرفا

لنزْفِهِ الفَذِّ، لاستِفرادِهِ وَقْفا

كالزَّهرِ في تَرَفٍ، والبَدْرُ لا يَخْفى)
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: