عن الحسين عليه السلام:
«اللّهُمّ اشهد، فقد برز إليهم غُلامٌ أشبهُ النّاس خَلقاً وخُلقاً ومَنطِقاً برسولك. و كنّا إذا اشتقنا إلى وجه رسولك نظرنا إلى وجهه.»
مِنْ عالَمِ الذَّرِّ
في تَكْوينِهِ الْأَنْقى
اللهُ صَوَّرَهُ (كَالْمُصْطَفى) خَلْقا
فَتىً أُضيفَتْ لِطينِ الْخَلْقِ صِبْغَتُهُ
كَيْ يُسْتَدَلَّ بِها لِلْعُرْوَةِ الْوُثْقى
فَتىً تُسافِرُ في عَيْنَيْهِ أَشْرِعَةٌ مِنَ الْكَراماتِ
تُلْقى لِلْوَرى طَوْقا
مُحَمَّلاً بِوُرودِ الْياسَمينِ رُؤىً خَلّابَةً
يَرْتَقي مَنْ شَمَّها ذَوْقا
فَتىً
يُراوِدُهُ الْمَعْنى بِرُمَّتِهِ
وَقَدَّ مِنْهُ قَميصَ الْعِشْقِ
فَانْشَقّا
فَتىً
سُوَيْعاتُهُ فِي الطَّفِّ يَجْهَلُها أيّوبُ
وَالصَّبْرُ مِنْ أحْزانِهَا اشْتُقّا
يُعالِجُ الْأُفْقُ تَيْهَ الْبَوْصَلاتِ بِهِ
لكِنَّ مَعْناهُ شَمْسٌ يَسْرِقُ الْأُفْقا
وَحَيْثُ يُشْرِقُ تَحْتارُ الْجِهاتُ بِهِ
وَقَدْ أَحاطَ بِها حَتّى غَدَتْ شَرْقا
وَغاصَ في عُمْقِهِ التَّأْريخُ
تَذْكِرَةً لِلْعارِفينَ
فَلَمْ يَلْمَسْ لَهُ عُمْقا
وَخَرَّ في طورِهِ الْإنْسانُ
لا صَعِقاً
لكِنَّما ساجِداً في روحِهِ الْأتْقى
وَفُتِّحَتْ عِنْدَهُ الْأَبْوابُ
وَانْبَجَسَتْ مِنْ وَعْيِهِ لُغَةٌ
لا تَعْرِفُ الْغَلْقا
فِي الطَّفِّ أَذَّنَ
فَاصْطَفَّ الْأُباةُ لَهُ
كَأَنَّهُمْ شَهِدوا (خَيرَ الْوَرى) نُطْقا
وَأَنْزَلَ اللهُ آياً
بَيْنَ مُحْكَمِها وَبَيْنَ سَيْفِ (عَلِيٍّ)
قَطُّ لا فَرْقا
وَالْبَرْقُ يَخْطَفُ _ مِنْ عاداتِهِ _ بَصَراً
وَوَجْهُهُ فِي الدَّياجي يَخْطَفُ الْبَرْقا
صَوْتٌ عَلى ضِفَّةِ الْأَيّامِ
أسْئِلَةٌ تَأْبَى الْوُضوحَ
وَبابٌ يَشْتَهي طَرْقا
يَروي لِقادَةِ زَيْفٍ
عَنْ أصالَتِهِ ،
عَنِ اسْتِحالَتِهِ ،
لكِنَّهُم حَمْقىٰ
وَحينَ جاؤوا
وَما في نَهْرِهِمْ سُفُنٌ
لَمْ يَعْلُ إلّا عَلى هاماتِهِمْ خَرْقا
يَتْلو عَلَى (الْجِبْتِ) مِنْ صَوْلاتِهِ سِوَراً
وَسَيْفُهُ قارِئٌ
تَرْتيلُهُ الْأَرْقى
وَجاءَهُمْ سَكْرَةً لِلْمَوْتِ ،
أَيْقَظَهُمْ ،
وَهُمْ عَلى غَفْلَةٍ في غَيِّهِمْ غَرْقى
وَلَمْ يَعِ الْمَوْتَ (بَكْرٌ)
بَلْ تَحَسَّسَهُ
حينَ الْتَظى بِلَظى نيرانِهِ حَرْقا
قَسى عَلى حادِثاتِ الدَّهْرِ
فَانْتَبَهَتْ (لِأكْبَرٍ) بَيْنَ خَيْماتِ الْهُدى رَقّا
وَظَنَّ أَنَّ الْمَنايا طَعْمُها هَدَفٌ لِلثّائِرينَ
فَأَلْقَتْ فيهِ ما أَلْقى
فَلا يُبالي إذا مَا الْمَوْتُ داهَمَهُ
أَوْ داهَمَ الْمَوْتَ سِيّانَ الَّذي يَلْقى
وَ﴿ قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ .... ﴾
ما أُمِرْتَ بِهِ
وَحينَما تَلَّهُ في جَنْبِهِ اسْتَلْقى
(لَيْلىٰ) كَهاجَرَ رُؤْيَا الطَّفِّ صادِقَةٌ
وَلا ذَبيحَ فداءً دونَهُ يَرْقى
ضاعَتْ مَحاسِنُهُ
بَيْنَ الظُّبا هَدَفاً
تَناوَشَتْهُ سِهامٌ – بَيْنَها – رَشْقاً
مِنْ هَوْلِ مَقْتَلِهِ السَّبْعُ الطِّباقُ
دَنَتْ مِنْ أرْضِها
كادَتا أَنْ تَرْجِعا رَتْقا
مَسَّ الرِّمالَ نَقاءٌ مِنْهُ فَانْدَهَشَتْ
وَغَيْرَ رَمْلِ الْعِراقِيّينَ ما نَقّى
لا بُدَّ لِلطَّفِّ أنْ يَخْتارَهُ سَبَباً لِلْمُعْجِزاتِ
وَإلّا دونَهُ يَشْقى
وَصورَةٌ صاغَها نَسْجُ الْخَيالِ لَهُ
كَالْمُسْتَحيلِ
فَماذا تُبْصِرُ (الزَّرْقا) ؟!
خُلاصَةٌ مِنْ سَلامِ اللهِ
مُدَّخَرٌ لِكُلِّ حَرْبٍ وَعِلْمٍ زُقَّهُ زَقّا
وَفِكْرَةٌ مِنْ رَمادِ الصَّمْتِ أَنْهَضَها
فَلَيْسَ مُعْجِزَةً أَنْ تَنْهَضَ (الْعَنْقا)
ماءُ الْمُروءَةِ ،
مِنْ أَعْماقِ قيمَتِها ،
سالَ اعْتِذاراً إلىٰ لُقْياهُ وَاسْتَسْقى
وَكَأْسُ أَحْمَدَ – لا كَالْعَلْقَمِيِّ – جَرى نَهْراً زُلالاً
إلىٰ عَلْيائِهِ شَوْقا
فَأَيْنَ مَنْ أُتْعِبوا في سَرْدِهِ لُغَةً
أَلَيْسَ ما جاءَني مِنْ بَوْحِهِ رِزْقا ؟