الى

النص الفائز بالمركز الأول في مهرجان فتوى الدفاع المقدسة الثقافي السابع.

حِكايَةُ الفَجر

مِن أَلفِ هَمٍّ وَقلبُ الحُرِّ يُختَبَرُوَمِن جِراحاتِهِ يُستَخلَصُ الخَبَرُ
فَكَم تَجاسَرَ ما يَسفي الظلامُ علىعشِّ البلابلِ... لا يُبقي وَلا يَذَرُ
فَفَقَّسَتْ عن بَناتِ الآه جَمرَتُهافَخَلَّفَتْ رِئَةَ الآمالِ تَستَعِرُ
لَم نَندَمِلْ... وَجَمالُ الصبرِ يَنكَؤُناحِلماً... وَلا بِاشتِباهِ الرّيحِ نَنكَسِرُ
إِذا تَعَملَقَ ضَبُّ الليلِ... يَرصدُهُغَيظُ الصُّقورِ... فَلا يُغنيهِ مُستَتَرُ
أَو خَدَّشَ الصَّمتُ سَمعَ الأَرضِ... زَلزَلَهُمهَمسُ الورودِ وَطِفلُ الفجرِ وَالنَّهَرُ
فَأَنصَتوا للنَّدى... وَالأَرضُ تَعتَصِرُوَفي مُروجِ النِّدا تُستَنشَقُ الغِيَرُ
أَفتى العراقُ الفَتى عَن شَيبَةٍ شَرِبَتْلاءَ الحُسينِ... فَلَبّى الماءُ والشَّجَرُ
سَيلٌ أَبى... وَجِبالُ الرَّفضِ تَرفِدُهُقد أَتقَنوا سِرَّ عِطرِ الجُرحِ وَانتَشَروا
هَمٌّ تَشَظّى لَظى في طَيِّها نُجُبٌشُهْبٌ لَهم في مَداراتِ الفِدا أَثَرُ
العابِرونَ على أَمواجِ لَوعَتِهِمكم حاوَلَت أَبحُرٌ... لكنَّهم عَبَروا
هُمُ الْمُلَبّونَ... صوتُ الحقِّ كَرَّرَهُملِيَقطفوا ما رجالُ اللهِ قد بَذَروا
لا يَعبَؤُونَ بِلَونِ الْمَوتِ... فِكرَتُهُمطَفِّيَّةُ الطَّيفِ بِالأَحرارِ تُختَصَرُ
وَلَّوا قلوبَهُمُ شَطرَ الإِباءِ، سَرَوايُكَبِّلونَ الأَنا... وَالذّاتُ تَنحَسِرُ
تَرَشَّفوا الجُودَ مِن سَلسالِ ساقِيَةٍبِكَفِّ (عباس) عَذباً... طَعمُهُ قَمَرُ
فَأَرَّخوا... أَمعَنوا بِالجرحِ... فَانبَعَثواصُبحاً على عَتمَةِ التاريخِ يَنهَمِرُ
الحَقُّ وَالصدقُ وَالإِنسانُ يَعرِفُهُموَصَولَةُ الوَعدِ وَالبارودُ وَالخطرُ
المؤمنونَ... إِذا ما عاهَدوا صَدَقوافَجَدَّدوا أَلَقَ الأَجدادِ، وَابتَكَروا
قَد أَفزَعوا الليلَ لَمّا أَقلَقَتْ صُوَرٌقلباً على المهدِ يَشدو هَمَّهُ السَّهَرُ
وَأَظمَأُوا الوَقتَ لَمّا شَهقَةٌ سَكَبَتْحَرَّ السِّنين وَما قد زَمَّهُ العُمُرُ
هُم يرسمونَ صَباحاتٍ تُخَضِّبُهاآهاتُ روحٍ معَ الأَضواءِ تَنتَظِرُ
الْمُفتَدونَ شَذا أَنسامِ أَنَّتِهاالْمُغتَدونَ بِما أَهدى لَها السَّحَرُ
يُمارِسونَ جِراحاتٍ تَطيرُ بِهِموَسِندِبادُ الرَّدى في إِثْرِهِم حَذِرُ
وَيَنثرون نَواياهُم مُعَمَّدَةًبِالعشقِ... نَكهَتُها الإِيثارُ وَالظَّفَرُ
لَبَّوا... تُراوِدُهُم دُنيا مُؤَجَّلَةٌلا (هَيتَ)... إِذْ غَلَّقوا الآفاقَ وَاعتَذَروا
أَغرَتْ... وَكُلُّهُمُ (طالوتُ)... ما اغتَرَفواما هَزَّهُم قَطُّ فيها رَيِّقٌ عَطِرُ
سُمرُ الوُجوهِ... إِذا ما الشمسُ تَجلِدُهاتَبْيَضُّ عَن أَملٍ فيهِ الغَدُ النَّضِرُ
هُمُ الفراتانِ... لَم يَجرِ الزلالُ سُدىًحَشدُ الوَلاءِ... فَلا يَعصونَ ما أُمِروا
هُمُ الحقيقةُ إِذْ لا لِلمَجازِ هُنافَلا استَبَدَّ بِهِم ظُلمٌ، وَما قُهِروا
هُمُ ابتسامَةُ تَمرٍ واظَبَتْهُ مُنىًيَسيلُ مِن ظَمَأِ الأَعذاقِ ما ادَّخَروا
تَرافَةُ النَّحلِ... يُعطي مُغدِقاً، وَلَئِنْيَغضَبْ فَبِالْمَوتِ - حينَ الجِدِّ - يَأْتَزِرُ
بَراءَةُ النَّملِ... يَبني، لا يَكلُّ وَإِنْتَزاحَمَ الأَملُ الْمَنشودُ وَالقَدَرُ
فَسافرَ الضوءُ لا تُثنيهِ زَوبَعَةٌبَل مُبدِعٌ سَفَراً إِنْ لَم يَحِنْ سَفَرُ
يُغازِلُ الليلُ في خُطواتِ رِحلَتِهِمنَجماً يَطوفُ بِمَن بِالْمَوتِ مُعتَمِرُ
الغائِظونَ العِدا، وَالْمُؤْنِسونَ الرَّدىوَالهاطِلونَ الفِدا، عَينُ النَّدى، الصُّبُرُ
هُنا يُترجَمُ نَذرُ الأَوفياءِ... وقدأَمسى يُؤَبجِدُ بَوحُ الجرحِ ما نَذَروا
أَوفى العَزيزُ لِمَن في رَحْلِ ثَورَتِهِمبِضاعةُ الْحُرِّ وَالْهَمُّ الذي احتَكَروا
باتوا على بُعدِ جرحٍ لُغزَ صاعِقَةٍفَأَرعَدَ الفَجرُ: أَنَّ النَّزفَ مُنتَصِرُ
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: